والثاني أيضاً قضى شهيداً

والثاني أيضاً قضى شهيداً!

والثاني أيضاً قضى شهيداً!

 صوت الإمارات -

والثاني أيضاً قضى شهيداً

بقلم : علي الرز

تَشارَكا حبّ العمل في إطارٍ منظّم لتحقيقِ ما آمنا أنّه الأفضل لترجمة الآمال وتحقيق الأهداف. مَسَّهُما شعورُ التأثر نفسه من البيئة المغبونة

. دخلا الحزب معاً. انغلقا في شرْنقةِ الدعاية الذكية والمنظّمة التي استحضرتْ إهمالَ الدولة وفوقيةَ الشريكِ في الوطن وخطف القرى والبلدات واستخدام شبانها وقوداً لحروب الآخرين. استعرضا وجودهما في صُوَر النصر وقوافل الشهداء وأناشيد العزة ووهْج تكسير أسطورة "الذي لا يُقهر". تَخاتلا في المشي على أرضيةٍ ثابتة من المعنويات وقوة الحضور، فـ جَماعَتُهما تفوز في كل المباريات وأحياناً بلاعبين من الصفّيْن الثاني والثالث.

الأول، "عاش الدور" على أصوله، فالسمع والطاعة لديه يوازيان العقيدة نفسها. تَدرَّج في التدريبات والدورات بفضل الولاء المُطْلَق، وحافظ على سرية الحركة وأماكن الغياب عن الأهل والأصدقاء. وعندما كان يرفع يده هاتفاً للفداء بالروح والدم فإنما يفعل عن قناعةٍ وحلمٍ بأن تَمُنَّ القيادة عليه بوضعه في صفوف المعارك الأولى كي يرفع رأس أهله وأصحابه وقريته وبيئته.
والثاني، اختلف التزامه قليلاً لأنه كان يرى ان الدين نفسه لا يمكن ان يتعارض مع العقل فما بالك بقرارٍ حزبي، وكان يرغب فعلاً بتطوير الولاء على قاعدة القناعات المتنامية إرادياً لا على القرارات المفروضة. رغب في تَقدُّم داخلي وفق الشراكة في الرأي ووجهات النظر لا وفق "السمع والطاعة"، وعندما رفع يده هاتفاً للفداء بالروح والدم إنما فعل باستغرابٍ لأن ساحات الفداء والجهاد والمعارك ليست تلك التي رُسمتْ في عقله ووجدانه عندما اختطّ لنفسه طريق النضال

الأول، عشق موضوع التسليم بالولاية بصفتها ناظماً حتى لأبسط سلوكياته اليومية، وأدمن تصديق تفاصيلها حتى صارتْ حقيقةً مطْلقة لديه لها قوة الدين نفسه. فما تلقّاه في المدرسة العقائدية هو الصواب وكل ما في هذا العالم خطأ حتى لو أتى من أقرب الناس إليه. وصل الى مرحلة الإنكار والاندماج ... إنكارٌ للذات واندماجٌ في مَدار "التكليف".

والثاني، لم يستطع تَقبُّل ان يصبح "روبوت" يدار بالريموت كونترول. لم يعتقد يوماً ان التكليف يأسر الإرادات وأن الولاية تتكيّف مع المصالح السياسية باسم الدين. تمنّى لو انسجمتْ الأوامر مع القناعات أو راعَتْها ولو في الشكل خصوصاً انه شبّ على ما شاب عليه والداه وأقاربه وأهل قريته ولم يرَ يوماً نفوراً عقائدياً او مَسْلكياً منهم بل سماحةً جاذبةً ووداعةً آسِرةً والتزاماً منْفتحاً استقطبَ الجميع.

الأول، اعتبر التنفيذ من دون نقاش أعلى مراتب الالتزام وأمراً مرتبطاً بقدسيةِ الولاء. لذلك فالعدو ليس المحتلّ او مُغْتَصِب الأرض فحسب بل هو مَن يصنّفه الحزب، سواء كان شريكاً في الوطن أو شقيقاً عربياً خارج الوطن أو أجنبياً في آخر أصقاع الأرض ... إذا صدر أمرٌ بقتله يُقتَل بغضّ النظر عن كونه مظلوماً أو مُسْتَضْعَفاً.
والثاني، اعتبر أن العدو هو المحتلّ، والشريك في الوطن شريك، والشقيق العربي شقيق، والأجنبي ما دام في بلاده لا علاقة لنا فيه، وان العلاقات مع الجميع تحدّدها الدولة والقوانين والدستور طالما ان فريقه نجح في فرْض نظامٍ جديد "صديق للبيئة" التي ينتمي إليها، وان الطاغية في العقائد والأدبيات التي نهل منها يجب ان يُحارَب لا ضحايا الطاغية الذين يشهد الجميع أنهم مضطهَدون ومُسْتَضْعَفون.
الأول، يفضّل توريث أبنائه المعسكرات والمغاور وساحات المواجهة الممتدّة إقليمياً ودولياً. والثاني، يفضّل التوجه العام نحو التعليم وحصْد أعلى الشهادات والمراتب الوظيفية.
الأول، لا مشكلة لديه في القيام بأيّ عملٍ عبر قرارٍ من خارج الحدود يمكن ان يعيد تدمير القرى والبلدات ومعها تعب العمر طالما أن التضحيةَ قاعدةٌ والاستقرارَ استثناء.
والثاني، يرى ان الاستقرار هو أقلّ شيء يمكن تقديمه الى أهالي تلك القرى الذين أَفْنوا حياتهم في الصمود والفداء والتضحية والصبر.

الأول، لا يمانع من الدخول في فرق الاغتيال وتنفيذ الأوامر في أي مكان في العالم. والثاني، يَعتبر ان التاريخ المضيء يجب ألا يلطّخه الانزلاقُ الى أساليب العصابات.
الأول، كُلف القيام بعملية انتحارية لاغتيال شخصٍ قيل له إن وجودَه خطرٌ على المشروع الجهادي الإقليمي. والثاني كُلّف بمساعدته.

الثاني، تَردّد وحاول إقناع المعنيين بأن الأساليب السياسية أكثر من كافية لتطويق أي مبادرة أو مشروع.

الأول، كُلف بـ"التعامل" مع اعتراض رفيقه عبر كاتم الصوت، ومن ثم متابعة تنفيذ المهمة الانتحارية.

في اليوم التالي، تعمّد الحزب عدم استنكار عملية الاغتيال على عكس سوابقه، لكنه أصدر بياناً تأبينياً مشحوناً بعبارات الفخر والمجد والعزاء للشهيد الأول الذي قضى "في ساحات الجهاد ضد العدو". وبياناً مماثلاً، بل أكثر تمجيداً، للشهيد الثاني الذي قضى "في مواجهة التكفيريين"!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والثاني أيضاً قضى شهيداً والثاني أيضاً قضى شهيداً



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - صوت الإمارات
النجمة بلقيس عادت من جديد للتفاعل مع جمهورها واستعراض إطلالة جديدة لها عبر انستجرام، لتوثق أحدث ظهور لها بفستانها الأسود الجديد الذي نال تفاعل قطاع كبير من جمهورها، كما أنها عادت للظهور بأزياء من علامة فيرساتشي الشهيرة التي سبق وقد تألقت بها أكثر من مرة في الماضي. تفاصيل أحدث إطلالة للنجمة بلقيس النجمة بلقيس اختارت في احدث ظهور لها، ارتداء فستان أسود أنيق من علامة فيرساتشي الشهيرة، وتعتبر بلقيس من عاشقات اللون الأسود وسبق وظهرت به في العديد من إطلالاتها الجذابة، وهذه المرة اختارت فستان أنيق نال إعجاب محبيها بمجرد نشر صوره عبر حسابها على انستجرام. بلقيس استعرضت أناقتها بفستان أنيق باللون الأسود انسدل طويلًا ومجسمًا مع صيحة الكب التي زادت من أناقته، والتي جاءت بتصميم مستقيم، كما تزينت منطقة الصدر بحزام رفيع يتوسطه اكسسوار...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 21:15 2012 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

جهازا "إبسون" صديقين للبيئة

GMT 21:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 11:16 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الأثين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

علماء يبتكرون خلايا عصبية صناعية لعلاج مرض الزهايمر

GMT 14:37 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حمدان ومكتوم بن محمد يحضران أفراح حسين محمد والديبيلي

GMT 17:29 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دار"سوثبي" في لندن تستعد لبيع لوحة أثرية مصرية نادرة

GMT 13:04 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء أميركيون يعيدون البصر إلى فئران عمياء

GMT 03:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"جاكوار F-Type" ستأتي في 2020 بمحركات بي إم دبليو

GMT 15:45 2013 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

أكاديمية الشعر تصدر ديوان" أشجان" لعفرا بنت سيف المزروعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates