هل نحن شعب مُهمل

هل نحن شعب مُهمل؟

هل نحن شعب مُهمل؟

 صوت الإمارات -

هل نحن شعب مُهمل

عماد الدين أديب

الحادث المروع لحريق مصنع الأثاث أمس الأول أثار داخلى سؤالاً خطيراً لا بد أن نطرحه بحرية وشفافية وشجاعة، وهو: هل نحن شعب مهمل فى حق نفسه، وفى سلامته وسلامة المجتمع؟

مركب نيلى يغرق بسبب مضاعفة عدد الركاب بشكل مجنون، سيارات نقل قاتلة لأن سائقيها يقودون سياراتهم تحت تأثير المخدر، شباب فى عمر الزهور يموت يومياً على المزلقانات التى لا تعمل، ويتساقطون من فوق أسطح القطارات بسبب «التسطيح»!

يخاطرون بحياة الناس وكأنهم لا يحبون الحياة ويتمنون الموت!

نحن نكاد نكون أكثر شعوب العالم ملاعبة للأخطار وتهاوناً مع الموت!

نجرى عمليات جراحية بلا تعقيم، ونفتح مستشفيات بلا قطن طبى ولا محاليل مطهرة، ونلقن العلم للتلاميذ من خلال معلمين بلا كفاءة وبلا خبرة فى التعليم.

نشيّد بنايات شاهقة بشكل غير شرعى ونحن نعلم عدم قدرتها على تحمل الأحمال!

نفعل ذلك كله تحت شعار «يا عم سيبها على الله»!

نعم، كل شىء بأمر الله وإرادته وقدره، لكن الله خلق لنا عقولاً كى نفكر بها وضمائر المفروض فيها أن تتقى الله وتخافه.

نحن من الشعوب القليلة التى يموت الناس فيها -بالدرجة الأولى- ضحية للإهمال العام والخاص!

نحن من الشعوب القليلة فى هذا العصر التى تعشق مراوغة النظام والتهرب من القانون، ومحاولة تحطيم القواعد والإرشادات.

نحن الشعب الوحيد فى العالم الذى يقف على بعد سنتيمترات محدودة من أى عبوة ناسفة معدة للانفجار ويقوم بتصوير نفسه «سيلفى» وهو بجانب مسرح الجريمة!

نحن الشعب الوحيد الذى يعشق الاحتفاظ بفوارغ القنابل المسيلة للدموع وبقذائف المدفعية المتساقطة منذ حروب العلمين و1967 و1973 وحروب معارك سيناء الأخيرة فى منازله، بل إن البعض يضعها تحت سرير نومه!

نحن نترك أسلاك الكهرباء مكشوفة، وأنابيب الغاز غير مؤمنة وخزانات البنزين لسيارات النقل مفتوحة معرضة للاشتعال فى أى لحظة.

لا يمكن أن يكون هذا سلوك من يحب الحياة ويحرص عليها!

هذا سلوك من يرى أن الموت هو أفضل جائزة يمكن أن يحصل عليها الإنسان فى هذا الزمن الصعب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نحن شعب مُهمل هل نحن شعب مُهمل



GMT 16:55 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 16:53 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 16:51 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 16:48 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 16:43 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

معركة الاتحاد غير العادلة

GMT 16:40 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الأردن بين إيران وإسرائيل

GMT 16:38 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الصدر والحكيم والهوية المُركبة

GMT 16:33 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

إيران واستراتيجياتها وموقع فلسطين

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 15:42 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

"كارولينا" تحبس كل من يخلف في وعده بالزواج

GMT 01:31 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

أحمد شوبير ينتقل إلى أون سبورت

GMT 17:34 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

55 مشاركًا وأكثر من 100 لوحة فنية تجمعها خيمة الفنون

GMT 07:54 2015 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

إقبال لافت على مشاهدة عروض المهرجان المصري للمسرح

GMT 07:04 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

لوس انجلوس تستعد لاستقبال أوسكار 2016

GMT 12:32 2015 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"شانيل" تطرح بإبداع تشكيلة مجوهرات "سولاسين دي ليون"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates