دول التحالف تدرس إنشاء محكمة دولية لمقاضاة مقاتلي داعش واحتجازهم في سورية
آخر تحديث 22:01:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

6 آلاف بينهم ألف غربي محتجزون شرق الفرات رفضت بلدانهم استلامهم

دول التحالف تدرس إنشاء محكمة دولية لمقاضاة مقاتلي "داعش" واحتجازهم في سورية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - دول التحالف تدرس إنشاء محكمة دولية لمقاضاة مقاتلي "داعش" واحتجازهم في سورية

المقاتلين في تنظيم "داعش"
دمشق ـ نور خوام

تدرس الولايات المتحدة ودول التحالف مع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية، إنشاء محكمة دولية خاصة لمقاضاة المقاتلين في تنظيم "داعش" ، واحتجازهم في سجون ضمن المناطق الخاضعة لنفوذ «قوات سوريا الديمقراطية» شرقي نهر الفرات، وذلك بعدما رفضت دول غربية عدة، على رأسها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والدنمارك، تسلم مواطنيها المقاتلين في التنظيم «داعش» والذين يبلغ عددهم 6آلاف مقاتل بينهم ألف من دول غربية والمحتجزين لدى «قوات سوريا الديمقراطية».

وقال الدكتور عبد الكريم عمر، رئيس «دائرة العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية» لشمال وشرق سورية، إن ملف المحتجزين الأجانب وعائلاتهم يشكل عبئاً كبيراً على الإدارة الكردية التي طالبت مراراً بلدانهم باستعادتهم ومحاكمتهم على أراضيها. وعلى الرغم من الدعوات الأميركية تتردد غالبية الدول الأوروبية في استعادة مواطنيها، الأمر الذي دفع كبار المسؤولين الأميركيين المعنيين بالملف السوري، إلى عقد لقاءات واجتماعات مكثفة مع ممثلي الإدارة الذاتية، لبحث إمكانية تشكيل محكمة دولية، وبناء سجون ومعتقلات لاحتجاز هؤلاء الأسرى.

وقال عمر لمصادر إعلامية، إن ملف سجناء مقاتلي التنظيم ومقاضاتهم هو من أبرز التحديات التي تواجه الإدارة الذاتية، بعد إلحاق الهزيمة بالتنظيم والقضاء عليه. وأوضح أن هناك نحو 6 آلاف مقاتل محتجز، من بينهم ألف عنصر مهاجر يتحدرون من نحو 50 دولة غربية وأوروبية، والبقية سوريون وعراقيون. وأشار إلى أن «حكومات هذه الدول رفضت استقبال مواطنيها الجهاديين، لذلك طالبنا بإنشاء محكمة دولية خاصة، يكون مقرها هنا في مناطق الإدارة، نظراً لوجود كثير من الأدلة والوثائق والشهود التي تدين هؤلاء، وستتم محاكمتهم وفق القوانين والمعايير الدولية». وأوضح أن الاختصاص القانوني للمحكمة سيكون على أساس مكان وقوع الفعل الإجرامي ومكان الاعتقال.

إقرأ أيضًا

خسائر بشرية إثر انفجار في ريف جسر الشغور في محافظة إدلب وتجدد عمليات القصف

وعن موقف دول التحالف الدولي والولايات المتحدة من تشكيل هذه المحكمة، قال عمر: «في لقاءاتنا الدورية مع المستشارين السياسيين لدى التحالف الدولي وكبار مسؤولي الخارجية الأميركية الموجودين معنا على الأرض، ناقشنا ملف هؤلاء المحتجزين ومقاضاتهم، وإمكانية تشكيل محكمة دولية». وأضاف: «من حيث المبدأ هناك قبول لتشكيل هكذا محكمة، ومواقف المسؤولين الأميركيين تنسجم مع دعوات الرئيس (دونالد) ترمب، التي كتبها في تغريدته في شهر فبراير (شباط) الماضي، حول تسلم كل دولة مواطنيها».

وأكد عمر أن لا تفاصيل واضحة حول هيكلية هذه المحكمة وقوانينها وقضاتها؛ لكن مؤسسات الإدارة الذاتية القضائية تدرس بشكل موسع القوانين والمعايير الدولية الخاصة بقضايا الإرهاب لدى كل دولة، وتنظر في التشريعات لدى المحاكم الدولية الخاصة بمجرمي الحرب. وقال: «أعتقد أنّ المسألة ستأخذ بعض الوقت، ونتطلع إلى قيام المجتمع الدولي بالتعاون والتنسيق مع الإدارة الذاتية لتأسيس هذه المحكمة، ودعمنا في المسائل القانونية واللوجستية، لا سيما بناء السجون ومراكز الاحتجاز، وإعادة تأهيل البنية التحتية للمخيمات التي تضم عشرات الآلاف من أسر وعوائل التنظيم، وافتتاح مراكز ومشافٍ نفسية تخصصية لمعالجة وإعادة تأهيل هؤلاء إلى حياتهم الطبيعية».

ووضع المسؤول في الإدارة الذاتية «الشرق الأوسط» في صورة إحصاءات تشير إلى وجود نحو 12 ألف امرأة وطفل في المخيمات شرقي الفرات، يتحدرون من دول أجنبية، من بينهم 4 آلاف سيدة و8 آلاف طفل من جنسيات أوروبية وأجنبية. وقال إن «هناك أطفالاً يتجاوز عمرهم 10 سنوات، كانوا مجندين لدى (أشبال الخلافة) وقد خضعوا لدورات عسكرية وعقائدية. وفِي حال لم تتم إعادتهم إلى دولهم الأصلية ودمجهم في مجتمعاتها، فسيكونون مشروعات إرهابية مستقبلية، وهذا بحد ذاته عبء كبير على الإدارة الذاتية، لا نستطيع تحمله بمفردنا».

وأبدى أسفه لأن «شركاءنا في أوروبا بشكل خاص تملصوا من مسؤولياتهم»، وزاد: «لو لم نحارب تنظيم (داعش) بشراسة لكان من الممكن أن يحدث كثير من الهجمات الإرهابية في معظم البلدان الأوروبية». وأشار إلى أنه «على مدى سنوات كان هناك تنسيق في العمليات العسكرية ضد التنظيم؛ لكن بعد انتهاء القتال لا تقوم هذه الدول بأي تحرك تجاه هؤلاء المقاتلين وأسرهم، باستثناء بعض الحالات الإنسانية، إذ قمنا بتسليم خمسة من الأطفال الفرنسيين كانوا يتامى لوفد من الخارجية الفرنسية، كما تسلم وفد من مجلس الدوما الروسي 3 أطفال روس يتامى أيضاً، وسنقوم بتسليم نساء من بلجيكا مع أطفالهم إلى حكومتها قريباً، وقبلها سلمنا نساء وأطفالاً إلى وفود رسمية من المغرب والسودان وإندونيسيا إلى حكوماتهم».

ونفى ما تم تداوله عن اتفاق بين الإدارة الذاتية والحكومة العراقية لتسليم سجناء «داعش» العراقيين وعوائلهم الموجودين لدى الإدارة الذاتية. وأوضح أنه «في بداية الشهر الجاري عُقد اجتماع رسمي بيننا وبين الحكومة العراقية هنا في القامشلي، وناقشنا وضع اللاجئين العراقيين المدنيين الموجودين في مناطق الإدارة الذاتية منذ سنوات؛ حيث يزيد عددهم عن 30 ألف لاجئ، لا صلة لهم بتنظيم (داعش) الإرهابي، وهؤلاء موزعون بين مخيم الهول ومناطق أخرى، وفتحنا باب التسجيل لمن يرغب في العودة إلى وطنه». وأضاف: «تم تسجيل أكثر من 4 آلاف عراقي، معظمهم من النساء وأطفالهن، وسلمنا قائمة الأسماء للوفد العراقي، أما الذين لم يبادروا بالتسجيل فلن نضغط عليهم لإعادتهم، وسيعاملون وفق العهود والمواثيق الدولية. أما بخصوص المقاتلين والمسلحين المتحدرين من العراق، فلم نسلم أي مقاتل للجانب العراقي». 

وعن نقاشات محتملة لبحث مصير هؤلاء المحتجزين مع الحكومة السورية، قال عمر: «بخصوص مقاتلي (داعش) وعائلاتهم، لا يوجد أي حوار أو تنسيق أو نقاش مع الحكومة السورية، لا بشكل مباشر ولا غير مباشر، كما لم تبحث معنا روسيا أو غيرها من الدول الإقليمية الفاعلة بالحرب السورية هذا الملف. كما أريد التنويه بأننا لن نقوم بتسليم هؤلاء المحتجزين إلى دولة أو حكومة ترتكب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان وتعذيب السجناء».

ورداً على سؤال: هل تم القضاء فعلياً على تنظيم «داعش» الإرهابي؟ قال عمر: «القضاء جغرافياً وعسكرياً على (خلافة داعش) لا يعني انتهاء حقبة التنظيم وزوال خطر الإرهاب. ولا تزال خلاياه النائمة منتشرة في مدن الرقة ومنبج والطبقة وغيرها، ولا تزال الآيديولوجيا والذهنية وأفكاره المتشددة متداولة بين قاطني تلك المناطق، إذ بقيت تحت قبضة التنظيم لسنوات طويلة قبل طرده، وهذه المناطق بحاجة إلى خدمات وإعادة إعمارها وإصلاح بنيتها التحتية، فالرقة مثلاً تعرضت لدمار كبير، أما ريف دير الزور الشمالي والذي قاتل فيه مسلحو التنظيم حتى النهاية، فطاله الخراب والدمار، وعلى دول التحالف تقديم المساعدات لسكان هذه المناطق، لطي صفحة التطرف والسواد. وفي حال تقاعس المجتمع الدولي في دعم عمليات الاستقرار فسيعود الإرهاب وستظهر تنظيمات متطرفة ولو بأسماء جديدة؛ لكنها ستحمل نفس عقيدة (داعش)». 

وعزا عمر الظروف التي أنتجت ظهور تنظيم «داعش» وباقي التنظيمات المتطرفة، إلى «الحرب، وغياب الاستقرار، والانقسامات المذهبية والطائفية، التي أدت إلى تفسخ المجتمع السوري»، وزاد: «منذ ثماني سنوات ونيران المعارك مستعرة في بلدنا، ولا يمكن القضاء عسكرياً على هذه التنظيمات بغياب حل سياسي شامل يرضي جميع الأطراف». وقال إن «مناطق شرق الفرات وعموم سوريا، بحاجة إلى عملية سياسية تقوم على دستور جديد، ونظام سياسي مبني على اللامركزية الديمقراطية. ويجب إشراك ممثلي ومكونات شمال شرقي سوريا، الذين يشكلون ثلث سكان البلاد في المفاوضات السياسية واللجنة الدستورية». 

وسئل عمر عما إذا كانت روسيا تعمل على تقريب وجهات النظر مع النظام السوري، بعدما تردد عن تسليم وفد من الإدارة الذاتية خريطة طريق للخارجية الروسية نهاية العام الفائت، للتوسط لدى النظام واستئناف المحادثات التي توقفت منتصف 2018، فأجاب: «كنا دائماً منفتحين على الحوار السوري – السوري، ليس فقط مع النظام الحاكم؛ إنما مع كل أطر المعارضة السورية الوطنية والديمقراطية». وأضاف: «منذ البداية لم نراهن على التدخل الخارجي، ونحن على يقين بأنّ الحل سيكون باتفاق وتوافق بين السوريين؛ لكن النظام لا يزال يراهن على الحل العسكري ويفكر بعقلية ما قبل 2011، وهذا غير مقبول. أما بالنسبة لروسيا فهي دولة عظمى وحليفة رئيسية للنظام، ومعنية بحل الأزمة السورية، وبرأيي لن يكون هناك حل سياسي دون مباركة ودور روسي فاعل؛ لكنها لم تلعب أي دور إيجابي بالضغط على النظام الحاكم للتفاوض مع هياكل الحكم الذاتي بشمال شرقي البلاد، وتستثمر التناقض والتضاد بيننا وبين تركيا لانتزاع تنازلات من الأخيرة، وكسب مزيد من المصالح على حسابنا، لذلك لن يوجد أي تغير في الموقف الروسي ما دامت مصالحها تلتقي مع تركيا في هذه المرحلة».

قد يهمك أيضًا:

العراق يستضيف اجتماع رؤساء برلمانات دول الجوار الست

باحثون يؤكدون أن كنيسة "قلب لوزة" السورية كانت مصدر إلهام لبناء كاتدرائية "

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دول التحالف تدرس إنشاء محكمة دولية لمقاضاة مقاتلي داعش واحتجازهم في سورية دول التحالف تدرس إنشاء محكمة دولية لمقاضاة مقاتلي داعش واحتجازهم في سورية



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 21:04 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة
 صوت الإمارات - الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:29 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

بيجو 508 موديل 2018 الجديدة تظهر بتصميم جريء

GMT 21:42 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مهرجان الدمى العملاقة فى شوارع لشبونة

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

GMT 09:02 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي عهد الفجيرة يشهد احتفالية اليوم العالمي للتسامح

GMT 08:18 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تستغني عن محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال

GMT 07:55 2013 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

"دوران" يشارك في مسابقة أفضل الأفلام القصيرة في كاليفورنيا

GMT 21:15 2014 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاركة فلسطين في "مونديال" القاهرة رسالة بأننا شعب حي

GMT 15:44 2015 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بدء التصويت في الانتخابات التشريعية في البرتغال

GMT 10:18 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

معرض الكتاب يناقش مستقبل "النشر الإلكتروني" في مصر

GMT 12:49 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تجارب سريرية تكشف دور فطر "البسيلوسيبين" في علاج الاكتئاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates