خيبة المثقف فيطائف الأنس لعبدالعزيز الصقعبي
آخر تحديث 13:02:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي

الرياض ـ وكالات

رواية «طائف الأنس» لعبدالعزيز الصقعبي (بيروت: دار بيسان، 2011م، 156ص)، تناولت حياة شاب سعودي من مدينة الطائف، أكمل دراسته في الرياض، وعمل فيها معلماً للتاريخ. قصد الرياض جرياً وراء حب طفولي لجارته الطفلة نور. ومضت السنون ومات الحلم عندما علم عبدالرحمن أن زوجة والده الثالثة هي نور التي يبحث عنها. وعندما أراد الزواج وقع في حيرة، فقد كانت أمامه ثلاثة عروض مغرية، ولكل منها ميزاتها، ولكنها سرعان ما تبخرت كأن لم تكن؛ فقد تبين أن لطيفة أخته في الرضاعة من المرضعة أم عبيد. وسمر توفي والدها قبل أن يراها، بالإضافة إلى رفض والدته لهذا الزواج، فهي ترغب أن يقترن ابنها بعائلة مرموقة، لا بوافد يبحث عن إقامة أو جنسية. أما مريم المغربية فقد رفضها الأخ الأكبر حمود، وسرعان ما تزوجها حمد صديق عبدالرحمن. وهكذا عاد عبدالرحمن بخفي حنين، يطلب من والدته أن تبحث له عن عروس كما فعلت مع إخوته من قبل. وهي حكاية أشبه بفيلم هندي، خاصة عندما عرف عبدالرحمن أن لطيفة أيضاً هي ابنة عم نور، وأن صديقه سليمان الذي رشح له الزواج من لطيفة كان قد خطب نور بعد طلاقها من ابن عمها لكنها رفضته. تطرقت الرواية إلى موضوعات أخرى مثل استغلال الدين، والطفرة الاقتصادية، وعودة الأسر إلى مواطنها الأصلية، وموضوع الوافدين والإقامات، والحياة خلف الجدران بعيداً عن الرقابة، والتاريخ والغزو الأمريكي للعراق، وتعدد الزوجات وعلاقات الآباء بالأبناء، وغير ذلك من الموضوعات التي أثرت الرواية وأغنتها بالتفاصيل الحياتية التي لا بد منها لأي عمل روائي ليكون قريباً من الواقع، أليفاً للقارئ. ما لفت الانتباه في رواية «طائف الأنس» هو خيبة المثقف، وفشله في الحياة، وعيشه على الهامش مهما بذل وعمل وحاول، فقدره في الدول التي تكون الثقافة فيها مهمشة، ولا أولوية لها، أن يعيش مهملاً لا يؤبه له إلا مجاملة. وينعكس ذلك على مستواه المادي والاجتماعي ومن ثم النفسي من بعد. إخوة عبدالرحمن الثلاثة حمود وحسن ونايف لم يتعلموا مثله، ولكنهم نجحوا بشكل باهر في أعمالهم التجارية في الطائف، حتى أصبح يشار إليهم بالبنان، وكذلك صديق طفولته حمد الذي استغل الدين وصار وكيلاً للأغنياء فقطف ثمار ذلك ثروة كبيرة. ومثل ذلك خليل وسعود وغيرهم كثر. ولكن عبدالرحمن الذي أكمل دراسته الجامعية بقي يكابد الحياة معلماً بالكاد يكفيه راتبه، وعندما فتحت له طاقة قد ينفذ منها إلى الثراء بشراكة مع خليل وحمد، سرعان ما أغلقت لأنه لم يقتنصها بسرعة كما يجب حسب أبجديات خليل، الذي وضع لعبدالرحمن طعماً لم يحسن التعامل معه، وعلى الأصح اختبره بموقف لم ينجح فيه. وحتى خياراته في الزواج التي حاول أن يختارها بنفسه وحسب قناعاته، وقع أسيراً فيها لاقتراحات وخيارات الآخرين، وعندما توارت هذه الخيارات، عاد إلى الطريقة التقليدية في الزواج، وهو أن تختار له الأم من تراها مناسبة. عبدالرحمن يدرك وضعه إلى حد ما يقول: «من ترضى برجل طموحه أن يحصل على آخر ما صدر من كتب أو روايات، ومتعته أن يتم رواية ليبدأ بقراءة رواية أخرى.»(86) وتنعكس رواية المسخ التي يقرأها في بيت والده على خياله وتفكيره: «هل سأتحول إلى حشرة وأتحرك بدون رقيب بين غرف بيت والدي.»(54) ويتخيل زوجة والده نور تخبره بتبادل الورقة والعطر بينهما وهما أطفال: «سيغضب والدي حتماً، سأسمع صوته يرتفع ليأتي إليَّ في مجلس الرجال يراني قد تحولت إلى حشرة ليسحقني بقدمه التي اعتادت لسنوات طويلة على «البسطار» العسكري.»(55) وبدلاً من أن يرافق صديقه سليمان إلى الحوطة ويتعرف على بلاد جميلة في وطنه فضل أن يسافر على الورق إلى أمريكا الجنوبية: «سليمان كان قد قرر الذهاب إلى الحوطة لبضعة أيام لزيارة عائلته وقد طلب مني مرافقته، لكني اعتذرت، كنت أفكر بقراءة بعض روايات أمريكا الجنوبية، وتحديداً ايزابيل الليندي، فعلاً كنت أحتاج أن أقرأ ما تكتبه المرأة، وأنا البعيد عن النساء.»(105) وبعد عودته من البحرين في رحلة هدفت للتغيير قضاها وسليمان على شاطئ البحر أو في معارض الكتب يقول عبدالرحمن: «ماذا يمنع أن أكون أو أبقى الأستاذ عبدالرحمن أستاذ التاريخ بمدرسة هارون الرشيد المتوسطة بالرياض، هل أصلح أن أكون تاجراً، لا أعتقد مطلقاً، قد أصبح كاتباً، ربما، … ، ما يسعدني حقاً أنني أضفت لمكتبتي رفاً من الكتب الجديدة التي أحضرتها من البحرين.»(155) إن مشكلة كثير من المثقفين أنهم يعيشون عوالم وهمية خاصة بهم، شيدوها مما قرأوا من كتب وقصص وروايات، فابتعدوا عن الواقع وانعزلوا عنه شعورياً على الأقل، مما ولد في دواخلهم الوحدة والغربة وربما التيه والضياع. إن القراءة ضرورية جداً، ومتعة فريدة، ولها فتنة لا تقاوم، ولكن يجب ألا ينغمس بها المرء إلى حد يفقده القدرة على التمييز ويدفعه إلى الانسحاب من الواقع إلى عالم متخيل لا وجود له. فالواقع لا بد أن نعيشه ونتكيف معه ونكون أداة للتغيير من داخله. أما العالم المتخيل فهو حلم أو رؤية نصبو للوصول إليها وهيهات هيهات. وبعد، فإن «طائف الأنس» للصقعبي رواية لطيفة خفيفة، كتبت بلغة سلسة، تحدثت عن موضوعات شتى، رابطها التغيرات الجذرية المتسارعة بسبب الطفرة في كل شيء، وخاصة الطفرة الاقتصادية التي غيرت وبدلت كثيراً من المفاهيم والعلاقات وربما القيم. وهي حلقة من سلسلة إبداعات الصقعبي المتنوعة في عالم السرد المسرحي والقصصي والروائي. ويسجل لها أنها من الأعمال الأدبية القليلة التي اهتمت بمدينة الطائف العريقة. وهي بالتأكيد مكسب جديد للرواية السعودية التي تقتحم ميدان الرواية العربية بقوة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيبة المثقف فيطائف الأنس لعبدالعزيز الصقعبي خيبة المثقف فيطائف الأنس لعبدالعزيز الصقعبي



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 08:24 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

لست ورقة بيضاء

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 05:49 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

6.6 مليارات درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 03:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أصابع الجمبرى بالأرز والبقدونس

GMT 03:23 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5.5 درجة يهز جنوب غربي إندونيسيا

GMT 07:17 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الخاتم قطعة مجوهرات لا غنى عنها

GMT 22:43 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

البشير يُشكّل لجنة لتقصي حقائق ما تمر به السودان من أزمات

GMT 15:30 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن تفاصيل حادث حريق أبوظبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates