بيت النوخذة يختزن عبق التراث الإماراتي في أعماق التاريخ
آخر تحديث 16:10:08 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

صورته الجمالية تبعث الشوق والحنين

"بيت النوخذة" يختزن عبق التراث الإماراتي في أعماق التاريخ

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "بيت النوخذة" يختزن عبق التراث الإماراتي في أعماق التاريخ

البيوت التراثية في الإمارات
أبو ظبي ـ سعيد المهيري

تعكس البيوت التراثية في الإمارات ملمحا جماليا مميزا يسرح بالناظر في أعماق التاريخ ويحدوه، بشيء من الشوق والحنين، إلى استنطاق الجدران التي تختزن في داخلها ذاكرة المكان وعبق تاريخه .

من هذا المنظور يقدّم "بيت النوخذة" في جزيرة السمالية في أبوظبي صورة جمالية مشعة بشغف التراث والماضي، من خلال القصة التي يسرد فصولها علي بن حسن الرميثي، المستشار التراثي في نادي تراث الإمارات، الذي عمل على إعادة تجديد بناء بيت "النوخذة" التراثي في الجزيرة بالطريقة التراثية التقليدية نفسها، وتم تجسيد معالم البيت القديم وجميع مرفقاته ومستلزماته وأدواته .

يؤكد الرميثي "يعود بيت "النوخذة" إلى عشرات السنين، وقد قمت بترميمه بالطريقة نفسها التي بني بها في الأصل باستخدام أدوات ووسائل البناء القديمة .

يسرد الرميثي تفاصيل مرافق بيت "النوخذة" وأقسامه، ويتوقف عند المدخل مصوّرا ملامحه الخارجية ويصف "بداية كان الزائر يطرق الباب باليد الحديدية المثبتة فيه، ولأن مساحة البيت كبيرة قد يستغرق فتح الباب بعض الوقت، لذلك يصمم في باب المنزل مقعدان جانبيان لاستراحة الضيف حتى يفتح له أهل المنزل الباب، وهما مصممان من ضمن بناء المدخل، ومظللان، ومستويان، ويحيط بهما الزرع لتكوين الظل لإراحة الضيف .

غرفة النوم، وهي غرفة كبيرة غالبا ما يتم استخدامها في الصيف، و"زوية" وهي غرفة صغيرة تكون داخل غرفة النوم، وإلى اليسار من باب المدخل الرئيسي داخل البيت، يوجد مخزن يمكن استخدامه غرفة نوم في فترة الشتاء لقلة نوافذه، ويتضمن أيضا "زوية"، بينما يقع في صدر المنزل، بعد نهاية الحوش، غرفة للاسترخاء، أما على الزاوية الشمالية الشرقية من المنزل فهناك مساحة مخصصة للبئر "الخريجة"، وإلى جانبه المطبخ، أما الزاوية المقابلة الواقعة شمال غرب المنزل، فهي غرفة كبيرة مصممة خصيصا للزوار، حيث لا تكشف أهل المنزل لأنها تطل على خارجه، وكانت حينها تخصص للزوار من البدو لمراقبة دوابهم خارج المنزل .

تتضمن غرفة النوم ثلاثة أسرّة، الأول للنوم مساءً ويسمى "الشبرية"، والثاني للاسترخاء ظهرا، والثالث للأطفال ويسمى "منز"، ويصمم السرير كغيره من أسرة المنزل من الخشب كإطار والقاعدة من الحبال، أما منافذ التهوية للغرفة فهي على شكلين، الأول في أعلى برج البرجيل، الذي يهبط بالهواء إلى أسفل الغرفة مباشرة على سرير النوم الكبير، حيث يتخذ البرجيل شكلاً رباعي المنافذ يسمح بدخول وخروج الهواء ويعمل على تنقيته وتجديده، ويحافظ على برودة جو الغرفة، أما المصدر الثاني للهواء فهو النوافذ السفلية، التي تبدأ من أرض الغرفة، وهي مجموعة نوافذ خشبية "درايش" يمكن من خلالها رؤية أصحاب الغرفة لمن هم في حوش المنزل، بينما لا يستطيع من هم خارج الغرفة رؤية من بداخلها، وهذه الفكرة وغيرها هي جزء لا يتجزأ من عادات الحشمة الموجودة في المجتمع الإماراتي، بالإضافة إلى مداخل عالية، وهي تمثل الرفوف حالياً، توضع عليها المقتنيات، وتصمم إلى جانب تلك الرفوف المبنية "مطوى"، وهي عبارة عن حديدة تعلق عليها "الفنر" أي الإضاءة، والمقتنيات الأخرى كالأسلحة .

 كما يوجد في كل منزل "كوار" وهو عبارة عن أداة صممت لتحضير القهوة العربية، وتتكون من دلال القهوة والشاي، تتضمن، في العادة، 3 دلال قهوة، إحداها تسمى "الخمرة" والأخريان "المزلة" و"التلجيمة"، وتكون الخمرة دائما على الجمر، أما "المزلة" فهي التي تصب منها القهوة للشرب مباشرة في الفناجين، بينما تكمن وظيفة "التلجيمة" في تصفيه القهوة حتى تصل إلى "المزلة" جاهزة للشرب .
أما "الزوية" أي الغرفة الداخلية، فتتضمن "حِب الفخار" المخصص لشرب الماء والوضوء ويتم ذلك في الغرفة نفسها حيث تتضمن مكاناً لذلك يتضمن مخرجاً للماء، و"سخان" للماء، وهو مصمم كالأنبوب العريض من طبقتين، الأولى وهي الخارجية التي يصب فيها الجمر، والداخلية يصب فيها الماء، فيعمل الجمر على تسخين الماء بطريقة طبيعية . كما تتضمن "الزوية" "مندبان"، وهو عبارة عن منضدة تحفظ عليها التمور الجاهزة للأكل .

وأما المطبخ فصمم من ثماني منافذ علوية، ذلك أن الحرارة والروائح التي تصاحبها والخاصة بالطهي، الذي كان غالبا الأسماك، تعلو الهواء . ويتضمن المطبخ "تنورا " يعد فيه الفحم ويطهى عليه الطعام ويشوى . وإلى جانب المطبخ يوجد "الخريجة" وهو بئر ماؤه مخصص للاغتسال، ويقع في مساحة واسعة وفتحات تهوية عالية حيث لا يتمكن من هو خارج المنزل من رؤية هذه المساحة . وفي الجهة أو الزاوية المقابلة يوجد مجلس مخصص للزوار، حيث لا يمكن رؤية أهل المنزل منه، بينما تطل شبابيكه على البحر، وعلى جهة أخرى لمراقبة الدواب .

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيت النوخذة يختزن عبق التراث الإماراتي في أعماق التاريخ بيت النوخذة يختزن عبق التراث الإماراتي في أعماق التاريخ



GMT 20:48 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

نيمار دا سيلفا يكشف سبب مغادرته لصفوف برشلونة

GMT 15:49 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

لا يبشر الجو العام بالهدوء التام

GMT 14:13 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

كلنا مع الإمبراطور

GMT 08:49 2015 الجمعة ,13 شباط / فبراير

"فنون حائل" تشارك في مهرجان الشارقة

GMT 08:32 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

حفل فني ضمن "مهرجان سماع" في شارع المعز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates