مسلمو شيان الصينية يخشون من حملة قمع كتلك التي تجري في شينغيانغ
آخر تحديث 15:24:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بعد محاولة لهدم أحد مساجدهم ونشر تحذيرات للمارة بعدم التعامل معهم

مسلمو "شيان" الصينية يخشون من حملة قمع كتلك التي تجري في "شينغيانغ"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مسلمو "شيان" الصينية يخشون من حملة قمع كتلك التي تجري في "شينغيانغ"

مسلمو "شيان" الصينية
بكين ـ مازن الأسدي

كشفت صحيفة بريطانية عن بعض مظاهر الحياة الإجتماعية في أحد أشهر الأحياء الصينية في مدينة "شيان" المزدحمة بالزوار من جميع أنحاء الصين فضلا عن السياح الذين يأتون إليها من مختلف أرجاء العالم. وتستعرض صحيفة الـ"غارديان" في تقرير نشرته الخميس، مشهد الأكشاك والمطاعم الصغيرة التي تقدّم الأطعمة الشهية التي تجذب زوار المدينة بروائحها الطيبة ولانها "أطعمة حلال"، كما يقول التقرير حيث أن غالبية السكان الموجودين في هذا الحي هم من المسلمين الذين يعتبرون  أحد الخمسين عرق ديني موجودة في الصين اليوم.

 أقرأ أيضًا :  استقبال نحو 400 ألف مولود جديد في أول أيام العام 2019

وأشار التقرير إلى الوجود التاريخي للمجتمع المسلم في عاصمة مقاطعة "شنشي"، في الطرف الشرقي من "طريق الحرير" القديم الموجود في وسط الصين منذ القرن السابع. كما أشار إلى الظروف والملابسات التاريخية لنمو وظهور "سلالة تانغ" ، التي سميت المدينة باسم "تشانغآن"، حيث ظهرت تلك السلالة عندما سافر التجار المسلمون وبعض الجنود من وسط وغرب آسيا إلى الصين وتزوج العديد منهم من نساء "هان" الصينيات وجاء نسلهم ليكون باسم "هوي أو خوي" ، تلك الطائفة التي تعتبر الآن واحدة من 56 مجموعة عرقية في الصين.

عام 2019 ، يقترب عدد سكان المدينة من 10 ملايين نسمة، وهو عدد من شأنه أن يجعل المدينة من بين المدن الأكثر تعداداً. ويقدر عدد السكان المسلمين بنحو 65 ألف نسمة، يعيش معظمهم ويعملون في الحي الإسلامي، في وسط مدينة "شيان" التاريخية.  ووفقا لما أورده التقرير يأتي العديد من الزوار لتناول الطعام الحلال، والأكلات الشعبية التي تتميز بها المدينة.

مسلمو شيان الصينية يخشون من حملة قمع كتلك التي تجري في شينغيانغ

على الرغم من أن المدينة تعتبر مكاناً يعج بالمسلمين ويقيم فيه المسلمون بشكل كبير، إلا أن الوجبات الخفيفة غير المسلمة مثل "التوفو النتشي" في هونان ، البطاطس المحمصة والأخطبوط متاحة بشكل متزايد أيضا. ويبيع عدد كبير من المتاجر الآن هدايا تذكارية نموذجية من إقليم "شنشي" ، مثل الدمى والنماذج المقلدة للمحاربين القدامي. هناك أيضا الكثير من الهدايا الصينية العامة التي يمكن شراؤها في أي مدينة سياحية صينية، معظمها صنع في مركز التصنيع في "ييوو" مثل  "تي شيرت"  جيفارا ، علب السجائر التي تحتوي على صور الزغيم الشيوعي ماو تسي تونغ ، ومسبحة الصلاة البوذية.

إلا أن التقرير الذي نشرته "الغارديان" كان يرمي الى الاضاءة على الخوف الكامن وراء كل تلك المظاهر السياحية والإجتماعية، ذلك الخوف الكامن وراء قصة ازدهار المدينة القديمة، ذلك الخوف من كون معظم سكانها مسلمين، خاصة في ضوء تقارير حملات مكافحة الإرهاب ومعسكرات إعادة التثقيف السياسي في منطقة "شينغيانغ" ذات الأغلبية المسلمة.

يقول أحد المسلمين الصينيين، والذي لا يريد ذكر اسمه في وسائل الإعلام الدولية: أنهم "يجب أن تكونوا حذرينً للغاية". "حيث أن الوضع في شينغيانغ يزيد من مخاوفهم بأن تصبح "شيان" مثلها.

خلال "ثورة ماو" الثقافية في ستينيات القرن الماضي ، تم حظر الممارسات الدينية والطقوس ، وتمت إعادة إستخدام المساجد كمصانع أو مكاتب إدارية أو مراكز مجتمعية. وتحول المسجد الكبير الذي يعود إلى القرن الرابع عشر في شيان مؤقتًا إلى مصنع لإنتاج الفولاذ ، وأصبح مسجد شارع "بيي غوانغي" الذي يبلغ من العمر 300 عام إلي المركز الثقافي والقاعة الرياضية في المدينة.

مسلمو شيان الصينية يخشون من حملة قمع كتلك التي تجري في شينغيانغ

في الآونة الأخيرة جعل التغيير الناس متوترين. تم استبدال العلامات القديمة باللغتين العربية والصينية عند مداخل الحي الإسلامي بأشكال جديدة صينية فقط. كما يقول أحد كبار أعضاء اللجنة في أحد أكبر المساجد في المدينة - الذي طلب عدم ذكر اسمه - إن مسؤولين محليين في الحزب طلبوا منه إقامة احتفال لرفع العلم الوطني الصيني فرفض، لكنه وافق على عرض العلم في المسجد ووضع العديد من الملصقات السياسية. كما طُلب منه التوقف عن  المدرسة الصيفية في المسجد. وقال إن الشرطة حذرته من "إرهابي شينغيانغ".

ويشعر مسؤول المسجد بالقلق من أنباء مفادها أن السلطات في مدينة "ويزهو" حاولت هدم مسجدها الكبير في الصيف الماضي ، لكنها تؤمن بأن دستور الصين "سيضمن حرية الدين". "لا أعتقد أن الأمر جاء من الحكومة المركزية" كما قال.

وأورد التقرير أيضا بعض العلامات التحذيرية المكتوبة في الشوارع والتي تحذر المارة من التعامل مع المسلمين، حيث وجدت علامات مكتوب عليها "لا تصدقهم". كما يوجد العديد من الشعارات المكتوبة باللغة الصينية في الشوارع والتي تعتبر شعارات شيوعية مثل "الدولة أولا..ثم العائلة" وغيرها من الشعارات. 

قد يهمك أيضًا  :

ترامب يُكلف مسؤولين بالتفاوض مع الصين لتحفيف حِدة الحرب التجارية

الصين تتمسك بخيار استخدام القوة العسكرية لإعادة تايوان إلى سيادتها

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلمو شيان الصينية يخشون من حملة قمع كتلك التي تجري في شينغيانغ مسلمو شيان الصينية يخشون من حملة قمع كتلك التي تجري في شينغيانغ



GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد

GMT 13:35 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

" F D A " تفرض قيودًا على بيع السجائر الإلكترونية

GMT 19:39 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة الباحة تعلن فتح التسجيل ببرامج الدبلومات المصنفة

GMT 18:29 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات بسيطة تمكّنك من تحويل الأثاث القديم إلى "مودرن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates