إيطاليا وفرنسا تُنهيان خلافات بينهما بشأن ركّاب الباخرة أكواريوس
آخر تحديث 16:44:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بيّن إيمانويل ماكرون أنّ اتفاقية "دبلن" بحاجة إلى إعادة نظر

إيطاليا وفرنسا تُنهيان خلافات بينهما بشأن ركّاب الباخرة "أكواريوس"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - إيطاليا وفرنسا تُنهيان خلافات بينهما بشأن ركّاب الباخرة "أكواريوس"

الرئيس إيمانويل ماكرون وجوزيبي كونتي
باريس ـ مارينا منصف

طوت فرنسا وإيطاليا صفحة الخلاف بينهما بشأن ملف الهجرات وكذلك ما تفجّر بشأن مصير الباخرة الإنسانية "أكواريوس" وركابها الـ629 من اللاجئين الأفارقة، وسعى الرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة الإيطالية في اجتماعهما الجمعة، في قصر الإليزيه إلى تدوير الزوايا وتقريب المواقف، بل إلى الاتفاق على العمل مع إسبانيا وألمانيا وفي إطار الاتحاد الأوروبي من أجل تقديم مقترحات مشتركة في القمة الأوروبية التي ستنعقد في بروكسل يومي 28 و29 من الشهر الحالي.

برز الاتفاق بين إيمانويل ماكرون وجوزيبي كونتي في اجتماعهما بقصر الإليزيه في إطار غداء عمل بشأن تشخيص المشكلة، وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقبه، اعتبر الرئيس الفرنسي أن أوروبا "قاصرة" في معالجة ملف الهجرات المتدفقة على شواطئها وجاءت سياستها "غير فاعلة"، وتفتقر خصوصا لـ"التضامن" مع البلدان الأوروبية التي تتحمل العبء الأكبر، وعلى رأسها إيطاليا.

وأكد ماكرون كذلك أن اتفاقية "دبلن" التي تلقي مسؤولية المهاجرين على الدولة التي يطأون أرضها أولا (وفي هذه الحالة إيطاليا) بحاجة إلى إعادة نظر، مضيفا أن "سياسة الحصص" (أي توزيع اللاجئين بعد تسجيلهم على البلدان الأوروبية) "معطَّلَة" في إشارة إلى أن بلدانا أوروبية مثل المجر وتشيكيا ورومانيا رفضتها، وخلاصة الرئيس الفرنسي أن الحل يجب أن يكون "جماعيّاً وأوروبيّاً" لأن المسؤولية "جماعية".

ولقي ما قاله ماكرون صدى إيجابيا لدى رئيس الحكومة الإيطالية الذي دعا إلى "تغيير جذري" للقواعد المعمول في سياسة الهجرات الأوروبية وبداية "تغيير قواعد دبلن"، وأهم ما يتمسك به جوزيبي كونتي وهو رئيس حكومة شعبوية يمينية متطرفة جعلت من محاربة الهجرات هدفا رئيسيا لها، هو التخلص من مبدأ "بلد الوصول الأول" الذي يرتب على إيطاليا المسؤولية الكبرى باعتبارها مهبط اللاجئين الأول القادمين إليها من موانئ ليبيا وشمال أفريقيا، وكذلك طالب كونتي بمزيد من التضامن وبأن لا "تغسل أوروبا يديها" من هذه المسألة.

في سياق المقترحات لمشكلة يجمع الخبراء بأنه سوف تستفحل في السنوات المقبلة، خرج ماكرون وكونتي بمجموعة منها سوف يتم العمل عليها بداية مع ألمانيا وإسبانيا لتُطرح لاحقا في قمة بروكسل، واقترح المسؤول الإيطالي أن تقيم البلدان الأوروبية مراكز لها (تسمى بالإنجليزية Hot Spots) في بلدان المنشأ، غرضها فحص طلبات الراغبين في الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي لمعرفة من يحق له ذلك ومن سيُعاد من حيث أتى.

ومن حيث المبدأ، لا تقبل البلدان الأوروبية سوى الذين يحق لهم باللجوء إلى البلدان الأوروبية بسبب الحروب أو اختلال الأمن أو انتهاك الحقوق الإنسانية، بينما هاجم المهاجرون لأسباب اقتصادية لا يحق لهم عمليا الحصول على حق اللجوء، وبالتالي يُفترَض أن يُرحّلوا إلى بلادهم. ولذا، فإن كونتي وماكرون يدعمان إيجاد مكاتب أوروبية للجم ضخ الهجرات باتجاه الشواطئ الأوروبية. بيد أن الخبراء لا يعتبرون أن هذه الحلول سوف تكون ناجعة بسبب صعوبة السيطرة على الحدود في أفريقيا وبسبب غياب الدولة في ليبيا ووجود مهربين ومنتفعين من الهجرات. وفي أي حال، فإن المقترح المذكور ليس جديدا وسبق أن طُرِح في أكثر من مناسبة ولم يؤخذ به. إضافة إلى ذلك، عرض الرئيس الفرنسي مقترحاً إضافياً هو إرسال ممثلين للوكالات الأوروبية المعنية بملف الهجرات إلى "الضفة الأخرى" من المتوسط أي إلى "بلدان الممر" حيث سيكون عملها شبيها بما يمكن أن تكلف به المكاتب في بلدان المنشأ ولمنع المهاجرين واللاجئين من المخاطرة بعبور المتوسط إذا كانت حظوظ قبولهم على الأراضي الأوروبية معدومة.

تريد إيطاليا وفرنسا "مقاربة شاملة" تتعامل في الوقت عينه مع بلدان المنشأ والممر وتعزز الآليات الموجودة بأيدي الأوروبيين لمواجهة تدفق الهجرات أو تعديلها. وفي سياق التعزيز، يريد الطرفان تغيير قواعد اللجوء إلى البلدان المرتبطة باتفاقية التنقل الحر أو ما يسمى "شينغن" لجعلها أكثر تشدداً. وفي الوقت عينه يسعيان لتعزيز "شرطة الحدود" (أو "فرونتكس") الخاصة بحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. جميع هذه المقترحات وغيرها (مثل زيادة مساعدات التنمية الاقتصادية للبلدان الأفريقية حتى توفر فرص العمل وتبقي على مواطنيها داخل حدودها وإبرام اتفاقات تتيح إعادة من لا يحق له اللجوء إلى أوروبا...) سبق أن تم التباحث بشأنها على المستوى الأوروبي والغرض إبقاء اللاجئين أو المهاجرين حيث هم إن في بلدانهم أو في بلدان الترانزيت (أو الممر). والحال أن أزمة الهجرات ما زالت على حالها ما يعني أن السياسات المتبعة، بحسب ما أشار إليه المسؤولان الفرنسي والإيطالي، لم تنجح في تحقيق الأهداف المشار إليها، بل إنها ما زالت تثير الأزمات بين بلدان متجاورة مثل فرنسا وإيطاليا أو داخل الاتحاد.

ويرى مسؤولون فرنسيون أن الصعوبة ازدادت أوروبيا مع وجود حكومات يمينية متطرفة في أوروبا الوسطى ترفض الهجرات بالمطلق أو سياسة الحصص وبالتالي تنسف من الداخل الإجماع الأوروبي، وليست إيطاليا إلا الوافد الأخير إلى نادي المتطرفين وهو ما سعى جوزيبي كونتي إلى التغطية عليه في باريس من خلال التركيز على "الرؤى المشتركة" بينه وبين ماكرون بينما وزير داخليته الذي هو في الوقت عينه نائب رئيس الحكومة ورئيس حزب الرابطة اليميني المتطرف يريد العمل في إطار "دول المحور" من أجل سياسة أكثر تشددا إزاء الهجرات واللجوء.​

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيطاليا وفرنسا تُنهيان خلافات بينهما بشأن ركّاب الباخرة أكواريوس إيطاليا وفرنسا تُنهيان خلافات بينهما بشأن ركّاب الباخرة أكواريوس



GMT 20:48 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

نيمار دا سيلفا يكشف سبب مغادرته لصفوف برشلونة

GMT 15:49 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

لا يبشر الجو العام بالهدوء التام

GMT 14:13 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

كلنا مع الإمبراطور

GMT 08:49 2015 الجمعة ,13 شباط / فبراير

"فنون حائل" تشارك في مهرجان الشارقة

GMT 08:32 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

حفل فني ضمن "مهرجان سماع" في شارع المعز

GMT 13:59 2013 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

بولانسكي يقدم فيلمًا وثائقيًا ويشارك في عرضه عبر "سكايب"

GMT 02:07 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

روجينا تغير مسار الأحداث في مسلسل "ضد مجهول"

GMT 18:36 2013 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

"انتظار الغريبة" ديوان للشاعر اللبناني زاهي وهبي

GMT 16:41 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

مجموعة مختارة من أروع المجوهرات المطعمة بالماس

GMT 02:05 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

تألقي بالفساتين الميدي في ربيع 2016

GMT 08:38 2013 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العويس الثقافية تستضيف معرض حسن عبد علوان

GMT 10:25 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

انخفاض درجات الحرارة في الإمارات الإثنين

GMT 07:28 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الديكورات الكلاسيكية بمظهر عصري في منزل أنيق وراقي

GMT 14:58 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

محمود ياسين في أحدث صورة له والتغير في ملامحه إلى حد بعيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates