ختام فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بمشاركة ألفي دار نشر عربية وأجنبية
آخر تحديث 15:40:53 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

وسط هتاف آلاف القراء والزوار الذين توافدوا من مختلف إمارات الدولة

ختام فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بمشاركة ألفي دار نشر عربية وأجنبية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - ختام فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بمشاركة ألفي دار نشر عربية وأجنبية

معرض الشارقة الدولي للكتاب
الشارقة - صوت الإمارات

برقم قياسي جديد ينضم لجملة إنجازاته، يختتم معرض الشارقة الدولي للكتاب اليوم عشرة أيام ساحرات، قضاها الجمهور في الارتشاف من الرحيق المعرفي الكامن في ملايين الكتب تعرضها 2000 دار نشر عربية وأجنبية.

حطم معرض الشارقة الدولي للكتاب الرقم القياسي لأكبر حفل توقيع للكتاب في العالم، محققاً رقماً قياسياً جديداً شارك فيه من الكتاب 1502 في حفل توقيع جماعي واحد، لمؤلفات بمختلف لغات العالم، متجاوزاً الرقم العالمي السابق الذي سجل في تركيا بمشاركة 1423 كاتباً في الوقت نفسه.

وتسلمت هيئة الشارقة للكتاب شهادة الرقم القياسي الجديدة من قبل ممثل جينيس للأرقام القياسية، وسط هتاف آلاف القراء والزوار الذين توافدوا من مختلف إمارات الدولة للمشاركة في الحدث العالمي. 

وكان هذا الفرح كله بتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي انطلق حفل التوقيع برسالة منه، نقلها رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، للكتاب والمثقفين وزوار المعرض، قال فيها: «أنقل إليكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعواته ليكون هذا الحدث خطوة جديدة في مسيرة الثقافة العربية والعالمية، ومنجزاً يسجل في ذاكرة المنجزات المعرفية والإبداعية التي تقودها إمارة الشارقة منذ أكثر من أربعين عاماً، آملين لكم خالص التوفيق، في (الشارقة العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019) والآن وعلى بركة الله، وبمباركة صاحب السمو حاكم الشارقة، ندعوكم لبدء أكبر حفل توقيع للكتاب في العالم».

وتابع: "لكن هذا ليس كل شيء... فقد فاقت أعداد الزائرين في اليومين قبل الأخيرين كل التوقعات.. واستقبل المعرض حشداً غفيراً من الدول المجاورة، والدول العربية والأجنبية، وغصت القاعات بالحضور.. وبدا أن للفرح في هذا المعرض حكاية أخرى... نسعد بها لأننا «كيفما استدرْنا... استنرْنا»".

تتفتّح الذاكرة مثل تويجات اللوتس وهي تنساب بشفافية فوق المياه الأزلية الخالدة للكلمة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهو يفتح أذهاننا على سوق عكاظ، والمعلقات، لكن بأسلوبها الحداثي، المتماوج مع زخم الحضور والفعاليات والأنشطة، ويبدو الكتاب «مالئ الدنيا وشاغل الناس»، بالإذن من الشاعر المتنبي، لأننا كيفما استدَرْنا استنَرْنا بالكلمة المخبوءة بين الكتب الورقية والسمعية والمصورة، ومختلف الوسائل والوسائط التقنية الحديثة، وكيفما استدَرْنا استنَرْنا بهالات وأطياف من حضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي تنير مؤلفاته بالعربية ولغات أخرى المكان والزمان والقلوب والأرواح.

أمواج بشرية
وكيفما استدَرْنا وجدنا ازدحاماً للناس صغاراً وكباراً، طلاب مدارس وجامعات، وعائلات باسمة، ومن مختلف الجنسيات والثقافات، وهذا التماوج البشري المتحرك، متوزع بين ركن التواقيع الذي تنتهي كتبه ولا ينتهي الواقفون المنتظرون لنسخهم بسعادة، وفي «السوشيال ميديا» ترتسم ملامح الرغبة بالمزيد على وجوه الناس، بينما يتعرف آخرون على الثقافة المكسيكية في جناحها الملون الزاهي، فيما تمتلئ أجنحة المعرض بعقول تبحث عن المعرفة، وهذا كله يجعل المعرض مياهاً سابحة في الفضاء، يحلق بالعقول مثلما يحلق بالكتب، فتختار الأرواح ما يناغم موسيقاها من الأنشطة والفعاليات والكتب.

و«افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً»، وتصبح الشارقة عاصمة عالمية للكتاب (2019)، ليشرق الكتاب في «إكسبو»، ويعكس قيم الكلمة الطيبة، وأخلاق الإماراتيين، وألوان الإمارات، براً، بحراً، فضاء، جبالاً، أريافاً، مما يجعلنا نشعر أن الكتب مراكب تجوب الأمواج بحثاً عن اللآلئ، ويتحول المعرض إلى شراع ونوخذة وغواص، لا يقترب منه إلاّ من يجيد السباحة العميقة نحو المعرفة والثقافة والفنون والحياة.

يلاحظ العابر لأروقة المعرض كيف تجتمع الأعوام في هذا المكان معاً (عام الخير، عام زايد، عام التسامح) كما تجتمع شعوب الأرض، هنا، بكافة جنسياتها ولغاتها وأعراقها ودياناتها، لتقرأ، وتكتشف، وتضيف لخبرتها من هذا العالم المتكامل لما وصلت إليه الإنسانية علماً وحضارة.

المعرض لوحة تشكيلية
من يبصر معرض الشارقة الدولي للكتاب كوحدة نصية كلّيّة، لا بد وأن يستبصر كيف أنه لوحة تشكيلية تركيبية، مفرداتها ومعانيها الناس من مختلف الأطياف، وعناصرها التشكلات السينوغرافية ومفرداتها من ديكور وإضاءة وألوان، تشع ببهجة تفتح الأذهان والكتب، كما يخبرنا «لوغو» الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، وألوانه البيضاء والسوداء المعبّرة بصمت عن دوام القراءة والكتابة والعلم والمعرفة ليلاً ونهاراً، والمجسم أيضاً بهيئة كتاب مزركش بلوحات وألوان المعرض، منتشر في عدة أماكن عامة في الشارقة، وهذه ثيمة جوهرية أنجزتها الشارقة بتطور وحكمة.

ويفتح لنا هذا «اللوغو» ضوءاً على العالمين العربي والآخر، أشعته مؤلفة من ألوان العلم الإماراتي، المطلة على جناح المكسيك كضيف شرف لنجد معالم الضيافة البارزة، من خلال اعتماد لوحات وألوان المكسيك وفلكلورها التراثي والمعاصر، سواء في رسومات تعكس آلة العود، والزخارف والنقوش المكسيكية، أو في حيوية الألوان والورود المرسومة، والمعلقة كإطار لوحة فوق جناح المكسيك، والموجودة فوق بوابات دخول المعرض، ويحتفي الجناح بمعرض فوتوغرافي من تصوير الفنان (سيلفادور أورديغا) بعنوان (المكسيك في الهواء الطلق)، ومن الممكن أن نشم رائحة السهول والجبال وجمال الطبيعة من الصور، ونستعيد مع الملابس التقليدية ذاكرة الجدات والأجداد، ونتفاعل مع التطريز الملون بألوان الطبيعة المكسيكية على الأقمشة البيضاء، لتفوح عطور الورد الحمراء والصفراء والألماسية، وتسمع زقزقة العصافير.

ويشدك في أحد زوايا المعرض، فنان يرسم معالم الإمارات، يبدو منفعلاً مع ألوانه وتشكيلاته، وكأنه لا يجد وقتاً ليجيب عن أسئلتنا، نشاهد ريشته في حركتها الساحرة ليرتسم أمامنا برج العرب، البرج العالي الذي تحلق فوقه الطيور، تحلق فوقه هنا، في سقف المعرض، الكتب التي تتدلّى مثل قناديل وفراشات ملونة وحمامات سلام، بينما تتخذ أجنحة أخرى، أسلوباً عمرانياً، يعكس التحولات الفنية للعمارة العربية والإسلامية، مثل جناح سلامة بنت هزاع آل نهيان الشامخ مثل قصر البحر، وجناح مركز حمدان بن راشد لإحياء التراث الذي يعرض على شاشته الإلكترونية مشاهد لدبي والإمارات والفعاليات، لافتاً إلى أن هناك قصة يرويها الضوء، ومدينة الشارقة للنشر المشرعة على بوابات لا تنتهي.

وتلعب السينوغرافيا دوراً فنياً وثقافياً متكاملاً، مانحة طمأنينة بلون الموسيقى، وذاكرة بلون الموروث الإماراتي من براجيل وأبواب وزركشة، والموروث العربي مثل الزجاج المعشّق الذي يجعل الضوء موشورياً، تعكس ألوانه لحظات الأزمنة، وأوقات النهار، وبوصلة الضوء السماوي المتعاكس مع الإضاءة المنتشرة في أرجاء المعرض.

الحكواتي تراث متجول
تتكامل أشعة المعنى في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وتنتثر المفردات الجمالية في كل مكان، وترى العالم أمامك بكل حيواته وتفكيره وفلكلوره وأحلامه، ومن بين الأروقة، وأثناء تجوالنا، نلمح الحكواتي عبد الناصر التميمي وهو مستغرق بأحداث حكاياته، متمثّلاً شخوصها، وهو يحكيها على زوار المعرض، فهنا أطفال يصغون، وهناك كبار يستمعون ويتفاعلون، هو يستمر في سرد حكايا التراث والحكمة والأخلاق، والناس تستمر في الإصغاء إلى الراوي، بينما تبدو الخلفية البصرية موسيقية استعراضية لفرقة الفلكلور المكسيكية.

الحكواتي التميمي يروي حكاياته بانفعال صادق، وكلمة متفاعلة تعبّر عن أحداث الحكاية وتفاصيلها، وتبدو على ملامحه براءة السارد والمستمع معاً، وتفيض من إيماءاته الحكايات التي يرويها بحبكة مشوقة، وأسلوب بسيط، لكنه عميق، ترافق جمالياته، الحركات التي يعبّر بها عن الأحداث والشخصيات، جاذباً إلى مروياته زوار المعرض أكثر، ما أجمل أن يشعر القادمون إلى المعرض بحضور المسرح والتراث والمعنى على منصة هذا الفضاء المتسع للراوي وحكاياته الشفهية الموروثة والمعاصرة، ما يدفعنا إلى الثقة باستمرارية الأزمنة الأصيلة وعبورها إلى المستقبل.

فلكلور مكسيكي
تنسجم عوامل المعرض بحيوية متنوعة، وخلف جناح المكسيك ضيف شرف المعرض، نشاهد الأزياء المكسيكية، بنقوشها وألوانها وأقمشتها وإكسسواراتها، كما نسمع صوت الموسيقى وهو يدعونا إلى مشهد راقص أمام الجناح في بهو مدخل المعرض، وعندما نقترب من الجهة التي تصدر منها الإيقاعات الجميلة، نكتشف أن فرقة الفلكلور المكسيكية تشكّل لوحة بصرية سمعية، وهي تتحرك بين الأجنحة، موحية بحالة من الإيجابية ملونة بالأصفر والأزرق والأحمر والأخضر والأبيض والأسود، وكأن سهول المكسيك وبراريها تموج مع نسمات الشارقة، بينما تراثها الريفي يتحرك بين الشروق والغروب، مع سعادة واضحة على وجوه أعضاء الفرقة من شباب وصبايا، وسعادة مرفرفة للناس المزدحمة وهي منشغلة بتصوير اللحظة.

قد يهمك أيضًا :

معرض لندني يستكشف بالتكنولوجيا مراحل عمل الفنان الشهير ليوناردو دافنشي

حاكم الشارقة يدشن نسخة من كتاب أسطورة القرصنة العربية في الخليج

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ختام فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بمشاركة ألفي دار نشر عربية وأجنبية ختام فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بمشاركة ألفي دار نشر عربية وأجنبية



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

أبوظبي ـ صوت الإمارات
تأثير الملكة رانيا على عالم الموضة لا يقتصر على إطلالاتها الحالية فقط، بل يمتد أيضاً إلى قدرتها على إعادة إحياء الأزياء التي ارتدتها في وقت سابق، فتصرفها الأخير في إعادة ارتداء ثوب بعد تسع سنوات يبرز تميزها وأناقتها ويعكس روحاً من الثقة والتطور في أسلوبها. في عالم الموضة، يُعَد إعادة ارتداء الأزياء من قبل الشخصيات البارزة موضوعاً مثيراً للاهتمام، تجسّدت هذه الظاهرة بشكل ملموس في اللحظة التي ارتدت فيها الملكة رانيا، زوجة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، ثوباً تقليدياً أنيقاً بعد مرور تسع سنوات على آخر مرة ارتدته فيه، يُظهر هذا الحدث الفريد ليس فقط ذكريات الماضي وتطور الأزياء ولكن أيضاً يبرز الأناقة والرؤية الاستدامة في عالم الموضة. فستان الملكة رانيا تظهر به مرة أخرى بعد تسع سنوات  الملكة زانيا في أحدث ظهور لها تألقت �...المزيد

GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد

GMT 13:35 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

" F D A " تفرض قيودًا على بيع السجائر الإلكترونية

GMT 19:39 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة الباحة تعلن فتح التسجيل ببرامج الدبلومات المصنفة

GMT 18:29 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات بسيطة تمكّنك من تحويل الأثاث القديم إلى "مودرن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates