خبراء يحذرون من زيف الإسلام السياسي ومخاطره على أمن الدول
آخر تحديث 19:33:37 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

في ندوة مركز الدراسات عن الفكر المستنير لمواجهة التطرف

خبراء يحذرون من زيف "الإسلام السياسي" ومخاطره على أمن الدول

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خبراء يحذرون من زيف "الإسلام السياسي" ومخاطره على أمن الدول

مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
أبوظبي - صوت الإمارات

ناقشت الندوة العلمية التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان " السراب : الفكر المستنير في مواجهة التطرف"  قضية الإسلام السياسي والقوى والجماعات التي تمثله، من حيث توجُّهاتها، وأساليب عملها، ومواقفها، وتجاربها في الحكم وخارجه وجوانب الخطر الذي تمثله على أمن الدول والمجتمعات التي توجد فيها واستقرارها ووحدتها، وعلى الأمن العالميِّ بشكل عام، وحذر المحاضرون من خرافة الإسلام السياسي ومخاطره.

وتناولت الندوة، التي أدارها الدكتور عبدالله الشيبة، الكثير من المحاور المهمَّة التي تعالج أبعادا مختلفة لظاهرة الإسلام السياسي والجماعات الدينية السياسية، من خلال قراءة متعمِّقة في كتاب " السراب".

وأكد مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور جمال سند السويدي، أنه في ظل التغيُّرات والصراعات وأحداث العنف والتطرف التي تشهدُها منطقتنا وأرجاء عديدة من العالم، تظهر أهم التحديات خلال المرحلة الحاليَّة في ظاهرة الإسلام السياسي، وما يرتبط بها من أفكار وأطروحات وجماعات وتيارات تتباين من حيث الأساليب والآليات والأولويات والهياكل التنظيمية، ولكنها تتفق حول المرامي والأهداف؛ لأنها تستقي من مَعِين واحد، وتشترك كلُّها في استغلال الدين الإسلاميِّ الحنيف لتحقيق أهداف سياسية، والتأويل المشوَّه لنصوص الشريعة السمحة لتبرير الممارسات الدمويَّة ومحاولات هدم المؤسسات والأوطان، وتأجيج الصراعات بين أصحاب الطوائف والمذاهب والأديان، إضافةً إلى رفع شعارات دينية زائفة للتأثير في مشاعر العامَّة وخداعهم؛ استغلالا لما للدين من موقع محوريٍّ في عقول الشعوب العربية والإسلامية وقلوبها.

وأضاف السويدي " ما دفعني إلى تأليف كتاب "السراب" ثلاثة اعتبارات رئيسية أولها السعيُ إلى الكشف عن حقيقة الجماعات الدينية السياسية وخطورة أفكارها؛ لأنها برغم الفشل الذي لحق بها، سواءٌ في صفوف المعارضة، أو مواقع السلطة في دول عديدة، فإنها لاتزال تمضي في طريق الخداع وتسويق السراب والوهم، وتقديم نفسها على أنها " الحلُّ " على الرَّغم من أنها المشكلة الكبرى التي تواجه المجتمعات التي توجد فيها، والخطر الأشدُّ على أمنها ووحدتها واستقرارها.

وأما الاعتبارُ الثاني فهو إيماني الراسخ بأن أحد أهمِّ أسئلة النهضة التي لاتزال معلَّقةً في منطقتنا العربية هو سؤال العلاقة بين الدين والسياسة، وهو السؤال نفسه الذي طرحته أوروبا على نفسها منذ قرون، ومثلت الإجابة عنه البداية الحقيقية لنهضتها وطيِّ عصور الظلام والتخلُّف التي راهنت عليها لسنوات طويلة؛ ولذلك فإن الفصل بين الدين والسياسة هو أحد الشروط الأساسية لتحقيق نهضة حضارية حقيقية في عالمينا العربيِّ والإسلاميِّ، وحان الوقت لتناول هذه القضية بشجاعة من دون مواربة؛ حيث خسرنا الكثير في المنطقة العربية بسبب اقترابنا الحذر والقلق من هذا الموضوع خلال السنوات الماضية، على الرَّغم من طرح كثير من رواد التنوير العرب له منذ القرن التاسع عشر.

وأشار إلى أن الاعتبار الثالث، الذي وقف وراء تأليف كتاب " السراب"، هو أن خطر الإسلام السياسيِّ والجماعات المرتبطة به لا يهدِّد وحدة العديد من المجتمعات العربية والإسلامية وأمنها واستقرارها فقط، وإنما يشوِّه صورة الإسلام نفسه، ويقدِّم خدمة مجانية إلى أعدائه المتربِّصين به، الذين يريدون إلصاق تهم الإرهاب والتعصُّب والتخلف به، وهو بريءٌ من هذه التهم، بل إنه دين العلم والعقل والمنطق والتسامح والحوار وقبول الآخر، وهذه هي القيم السامية التي حققت الحضارة الإسلامية في ظلِّها أمجادها العلمية والسياسية والعسكرية كافةً لقرون طويلة.

وأوضح " عملت في كتاب "السراب" على تأكيد أمور أساسية عدَّة أهمُّها أن الجماعات الدينية السياسية لا تعبِّر عن الإسلام، وإنما هي انحراف عن تعاليمه السمحة، وتهدِّد المسلمين أكثر من غيرهم، وأن هذه الجماعات قدمت الوهم والسراب إلى الشعوب في الماضي، ولاتزال تقدِّمه وتصر عليه؛ ولذلك وجبت المواجهة الفكرية الحاسمة لها، وهي المواجهة التي لا تقل أهمية عن المواجهة الأمنية أو العسكرية.

وتناول فضيلة الشيخ وسيم يوسف، خطيب وإمام جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، في ورقته " إشكاليات الجماعات الإسلامية والسياسة"، موضِّحا أن "للسياسة تاريخا عريقا منذ ما قبل الإسلام، إلا أن الإسلام جاء لينظِّم القواعد السياسية والأخلاقية والعسكرية بين الخَلْق، وجعل منظومة السياسة تقوم على أسس الحق والعدل، سواء كان المحكوم من أهل الإسلام، أو من غيره من الملل؛ لهذا كان لابدَّ أن يكون لكل مسلم مرجعية في السياسة الشرعية؛ ولأن الناس عزفت عن تعلّم دينها، حيث جهلت هذه السياسة الشرعية، واتجهت إلى العبادات الفقهية فقط؛ فأصبحت تحرص على الوضوء والصلاة والصيام والقيام، ونسيت أمور السياسة الشرعية التي ارتضاها الله عز وجلّ في دينه كما ارتضى أمور العبادات".

وأضاف " بهذا الجهل ظهرت الجماعات الإسلامية التي دخلت في السياسة، سواء كان ذلك بجهالة منها، أو بتحريف لأصول الدين، وانطلى ذلك على عامَّة المسلمين؛ بسبب جهلهم بأمور السياسة الشرعية، فظهر لنا من يستغلُّ الدين لتحقيق مصالح سياسية، ومن هؤلاء تنظيم "داعش"، وجماعة " الإخوان المسلمين"، و" حزب الله" اللبناني، كما أن هؤلاء جميعا أدخلوا السياسة في دينهم بعيدا عن منهج النبوة، وفي ورقته ركّز يوسف على " داعش" وسياسته، كما أفاض في الحديث عمَّا سمّاه " الإخوان المسلمون وسياسة الحرباء".

وأما الأستاذ الجامعي في العلاقات الدولية والعلوم الدكتور عبدالحق عزوزي،  فتحدث في ورقته التي جاءت بعنوان " مستقبل التيارات السياسية الدينية: نظرة استشرافية انطلاقاً من خلاصات كتاب السراب"، عن أهمية الدراسات الاستشرافية والمستقبلية التي تعد أداة مهمة في التخطيط ووضع البدائل والسيناريوهات؛ من أجل الوصول إلى رؤية أوضح للمسارات المستقبلية، وركز على موضوع التيارات السياسية الدينية، بناءً على النتائج التي وصل إليها كتاب "السراب" مطبِّقاً عليها تقنية السيناريوهات، وهي التقنية التي تدخل ضمن إطار الأدوات المنهجية الأكثر تداولاً في الدراسات المستقبلية.

ولفت عزوزي إن الفكرة المحورية للسيناريو هي طريقة تحليلية احتمالية تمكِّن من تتبُّع المسار العام لتطور الأحداث والظواهر، انطلاقا من وضعها وحالتها الراهنة، وصولاً إلى رصد سلسلة من التوقعات المستقبليَّة لها، ومن ثم يمكن القول إن السيناريو هو عبارة عن لعبة فرضيات تمكِّن من فهم التحولات البنيوية التي قد يتخذها تطور نسق معين.

وتناول الكاتب المصري المتخصِّص بعلم الاجتماع السياسي، الدكتور عمار علي حسن، الذي جاءت مشاركته تحت عنوان " سرابهم وماؤنا: كيف نصنع تنويرا يحاصر التطرف ؟ "، والتي خلص فيها إلى أن تحديث المجتمع اجتماعيا واقتصاديا وسياسياً ركيزة أساسية في النهضة وبناء التنوير وإشاعته، حيث أكد أن التطرف الديني والإرهاب ينموان، في الغالب الأعمِّ، إن وجدا بيئة اجتماعية مظلمة، بكل ما يعنيه الإظلام من معانٍ تنصرف إلى الفاقة والجهل والعزلة وضيق الانتماء وانحرافه بفعل التعصُّب الأعمى تارة، والاستهانة بكل فكرة وكل جماعة بشرية أو نزعة إنسانية خارج تحكمات التنظيم المتطرف وتعاليمه تارة أخرى.

كما ينمو التطرف مع الشعور الدفين بالنقص والمهانة، سواء كان ذلك حقيقة أو زيفاً، وكذلك وجود هُوَّة واسعة بين الحكام والمحكومين، وظهور علامات لفشل الدولة أو ارتخائها.

وحضر الندوة  نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي،الفريق ضاحي خلفان،والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، ورئيس مجلس إدارة شركة الخليج للصناعات الدوائية، الشيخ فيصل بن صقر القاسمي، وعدد من الدبلوماسيين والباحثين والمفكرين والصحافيين.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء يحذرون من زيف الإسلام السياسي ومخاطره على أمن الدول خبراء يحذرون من زيف الإسلام السياسي ومخاطره على أمن الدول



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ صوت الإمارات
تحتفل اليوم الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد التي تحظى بشهرة واسعة تخطت حدود الوطن العربي وصولا لعالم هوليوود، ورافقت ريا الأناقة الناعمة في أشهر فعاليات الموضة والفن حول العالم على مدار سنوات من التوهج والنجاح المهني، واليوم تزامنا مع عيد ميلادها الـ47، سنأخذكم في جولة سريعة نتذكر خلالها بعض من إطلالات الإعلامية العالمية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار المجوهرات العريقة Bulgari، وأول امرأة عربية تصبح سفيرة للنوايا الحسنة لمفوضية اللاجئين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. أحدث ظهور لريا أبي راشد بصيحة الجمبسوت منذ أيام سحرت الإعلامية ريا أبي راشد متابعيها بإطلالة ناعمة قامت بنشر صورها عبر حسابها الخاص على انستجرام، عبارة عن جمبسوت ناعم باللون الأبيض الموحد من توقيع Alex Perry، تميز بالأرجل الواسعة مع ياقة القلب ذات الأكتاف المكشوف...المزيد

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 14:21 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

سيف بن زايد ينقل تعازي القيادة إلى ملك البحرين

GMT 13:52 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أغلى الأحجار الكريمة تزيّن مجوهرات موسم صيف 2018

GMT 01:08 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

رواد الأعمال يجابهون المشكلات الاقتصادية بحلول خلاقة

GMT 10:21 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عجوز بعمر 106 سنوات تُمنح الجنسية الأميركية يوم الانتخابات

GMT 17:55 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

"تبة فى عين الشمس" رواية لحسن زين العابدين فى اطار فانتازى

GMT 06:15 2013 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تشجع سائقى سيارات الأجرة الحفاظ على البيئة

GMT 20:19 2013 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

منتجع “أليلا أوبود” يختصر توقعات سائحي “بالي” بمكان واحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates