قانون محاربة العنف ضد المرأة في المغرب يثير جدلًا واسعًا
آخر تحديث 18:19:36 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

اعتبره البعض قانونًا ثوريًا وشكك أخرون في فعاليته

قانون "محاربة العنف ضد المرأة" في المغرب يثير جدلًا واسعًا

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قانون "محاربة العنف ضد المرأة" في المغرب يثير جدلًا واسعًا

العنف ضد المرأة" في المغرب
الرباط - صوت الامارات

لا يزال دخول القانون المتعلق بمحاربة العنف والتحرش ضد النساء في المغرب حيز التنفيذ في 12 سبتمبر/ أيلول يثير جدلًا واسعًا، بين من يعتبرونه قانونًا ثوريًا ينصف المرأة ويضع حدًا لمعاناتها وبين من يشككون في قدرته على حفظ كرامتها وحمايتها , وتسبب العنف ضد النساء في المغرب في مقتل 81 امرأة خلال عام 2016، وفق منسق المرصد الوطني للعنف ضد النساء (حكومي).

ولم تسلم النساء المسنات من تصاعد العنف ضدهن، حيث تعرضت 792 مسنة عام 2016 إلى الاعتداء مقابل 883 عام 2015، وفق جمال الشهادي منسق المرصد ذاته , وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، قالت ليلى رحيوي ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب، إن حوالي 6 ملايين امرأة وفتاة مغربية تعرضن إلى العنف، بما يمثل 62% من مجموع نساء البلاد حاليًا.
قانون ثوري

قالت وزيرة الأسرة والتضامن المغربية، بسيمة الحقاوي، إن "القانون الجديد يعتبر قانونًا ثوريًا" وذلك قبل ساعات من دخول القانون حيز التنفيذ، وأضافت، وقتها، أنه "بعد مدونة (قانون) الأسرة التي اعتمدها البلد عام 2004، يمكن القول إننا أمام قانون ثان ينصف المرأة ويحميها من العنف الذي يطالها" , وينص القانون على تجريم بعض الأفعال باعتبارها عنفا يلحق ضررًا بالمرأة كالإكراه على الزواج، والتحايل على مقتضيات الأسرة المتعلقة بالنفقة والسكن وغيرها، كما تم التوسع في صور التحرش الجنسي التي يعاقب عليها القانون، وتشديد العقوبات في هذا الإطار , وأوضحت الحقاوي، ضمن تصريحها، أن "القانون الجديد يتميز بأربعة أبعاد، الوقائي والحمائي والتكفلي والزجري"، مؤكدةً أن إقرار القانون، استغرق أكثر من خمس سنوات من النقاش العمومي والإنصات، في إطار الديمقراطية التشاركية.
ويعتبر القانون الذي صادق عليه البرلمان بغرفتيه (مجلسي النواب والمستشارين)، منتصف فبراير/شباط أول تشريع خاص بمحاربة العنف ضد النساء في المغرب، حيث تعد الظاهرة من القضايا التي تؤرق المجتمع وفعالياته الحقوقية والمدنية.

نحو ثقافة تحترم المرأة
وثمنت عزيزة البقالي، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، الخطوة واعتبرت وجود قانون يجرم العنف الذي يمارس ضد المرأة أمرًا إيجابيًا في حد ذاته، مؤكدةً أنها تراهن على القانون كآلية بيداغوجية لنقل ثقافة المجتمع إلى ثقافة تنبد العنف وتحترم المرأة وتقدرها , وقالت البقالي إن "الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة لا يمكن أن يعالجه القانون وحده" ,واستدركت أن "هذا القانون الذي يتضمن عقوبات رادعة للمتحرشين بمختلف الفضاءات يمكن أن يساهم في القضاء على مظاهر الجرأة على إهانة المرأة والحط من كرامتها واستباحة جسدها".

وشددت البقالي على "ضرورة مضاعفة حملة التوعية بالقانون والعقوبات الرادعة فيه لجرائم العنف والتحرش بالمرأة، بحيث تركز على ضرورة تقدير المرأة واحترامها، والقيام بتوعية استباقية لضمان عدم ارتكاب أفعال عنف لفظي أو جسدي ضدها لأننا لا نريد أن نصل إلى دوامة المحاكم و متاهات إثبات الحوادث وتعقيداتها".
مقارنات
وفي مقارنة بين القانون الجنائي والقانون المستحدث المتعلق بمحاربة العنف والتحرش ضد النساء يلاحظ تغييرًا في نصوصهما المشتركة مع رفع عقوبات الحبس والغرامات المالية في القانون المستحدث , ففي القانون الجنائي، نص على أنه "من ارتكب إخلالا علنيا بالحياء، وذلك بالعري المتعمد أو بالبذاءة بالإشارات أو الأفعال، يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى سنتين، وبغرامة من 120 إلى 500 درهم (ما يعادل من 12 إلى 50 دولار)".

ونص أيضًا على أنه "يعاقب بالحبس من سنة إلى سنتين وبالغرامة من 5 آلاف إلى 50 ألف درهم (500 إلى 5 آلاف دولار)، بسبب جريمة التحرش الجنسي كل من استعمل ضد الغير أوامر أو تهديدات أو وسائل للإكراه أو أية وسيلة أخرى مستغلًا السلطة التي تخولها له مهامه، لأغراض ذات طبيعة جنسية , ويعاقب القانون الجديد المتعلق بمحاربة العنف والتحرش ضد النساء، بالحبس من شهر واحد إلى 6 أشهر وغرامة من ألفين إلى 10 آلاف درهم (200 إلى 1000 دولار) أوبإحدى هاتين العقوبتين كل من أمعن في مضايقة الغير في الأماكن العامة أو غيرها، بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية.

ويعاقب بالحبس من 3 إلى 5 سنوات وغرامة من 5 آلاف إلى 50 ألف درهم (500 إلى 5 آلاف دولار)، إذا ارتكب التحرش من طرف أحد الأصول أو المحارم أو من له ولاية أو سلطة على الضحية، أو إذا كانت الضحية قاصرًا , ونص القانون أيضًا على عقوبة تتراوح بين 6 أشهر وسنة وغرامة من 10 آلاف إلى 30 ألف درهم (ألف إلى 3 آلاف دولار) أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط لمن أكره شخصًا على الزواج باستعمال العنف أو التهديد , وتصل عقوبة الاختطاف والاحتجاز إلى 20 عامًا سجنًا بعدما كانت عشر سنوات.
وخصص القانون الجديد عقوبة خاصة على السب المرتكب ضد امرأة بسبب جنسها بغرامة من 12 ألف إلى 60 ألف درهم (ألف و200 إلى 6 آلاف دولار) , و يعاقب على القذف المرتكب ضد المرأة بسبب جنسها بغرامة من 12 ألف إلى 120 ألف درهم (ألف و200 إلى 12 ألف دولار).

طموح بعيد المنال
وترى بثينة قروري، رئيسة اللجنة الموضوعاتية المكلفة بالمناصفة والمساواة في مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، أن القانون "يضمن الحد الأدنى من عناصر الحماية للنساء ويشكل أرضية صلبة يمكن أن تعمل على محاربة ظاهرة العنف ضد النساء , وأشارت قروري أن دخول القانون حيّز التنفيذ، سيظهر بعض العيوب وجوانب القصور التي يتضمنها , وشددت على أن الممارسة والتنزيل سيظهران الحاجة إلى العمل على معالجة هذه العيوب من خلال تقديم تعديلات على القانون.

واعتبرت قرور وهي أيضًا برلمانية عن حزب العدالة والتنمية قائد التحالف الحكومي بالبلاد، أن المسؤولية الجسيمة في تنفيذ هذا القانون تقع على عاتق المكلفين بتنفيذه، وتحديدًا الشرطة القضائية والقضاة , مشددةً في الآن ذاته، على أن التطبيق السليم لهذا القانون سيسهم في حماية النساء وصيانة حرمة أجسادهن , واستبعدت قروري أن ينجح القانون في استئصال ظاهرة العنف ضد النساء في المغرب، معتبرة ذلك طموحا كبيرًا لا زال بعيد المنال".

وقالت "الحديث عن استئصال العنف ضد النساء طموح كبير ولا أعتقد أن المقاربة الزجرية التي سيشكل هذا القانون جزءا منها كافية للقضاء على ظاهرة معقدة هي نتيجة لأسباب متعددة" , وأشارت أن "هناك العديد من الدول المتقدمة التي تتوفر على قوانين متطورة وبنيات استقبال للتكفل بالنساء ضحايا العنف لم تستطع القضاء النهائي على العنف ضد النساء".
وتابعت قروري موضحة أن الأمر في اعتقادها "يتطلب مقاربة شمولية تتداخل فيها عناصر متعددة، من قبيل التربية والثقافة والإعلام ومؤسسات التنشئة الاجتماعية كالمسجد والمسرح والجمعية والسينما والمدرسة، وذلك في إطار مقاربة استباقية ووقائية حقيقية".

قانون فضفاض وأحادي
و ترى ثرية السعودي، رئيس فرع منظمة اتحاد العمل النسائي في الرباط (غير حكومية)، أن تحقيق الحماية الكافية للنساء من العنف في القضاء العام وحمايته من من التحرش الجنسي لازالت مستبعدة , وسجلت السعودي ملاحظات سلبية لمنظمتها على القانون، منها أنه "صدر بطريقة أحادية من طرف الحكومة التي لم تنصت فيه لجمعيات المجتمع المدني، كما لم يأخذ مقترحاتهم في الموضوع بعين الاعتبار.

وأفادت الناشطة الحقوقية بأنه يمكن القول إن الصدى الذي خلفه القانون إيجابي، مستدركة بالقول "لكن غير كاف" , وأضافت أن القانون فضفاض وترك ثغرات كبيرة، مستدلة على ذلك بالقول "في قضية التحرش مثلًا يقول القانون "إذا أمعن المتحرش"، لكنه لم يحدد كيف يكون هذا الإمعان هل باللمس أم ماذا؟ وهذه مشاكل حقيقية وبالتالي، نحن لا نعول كثيرًا على هذا القانون في تحقيق كرامة المرأة وحمايتها من التحرش في الفضاء العام".
 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون محاربة العنف ضد المرأة في المغرب يثير جدلًا واسعًا قانون محاربة العنف ضد المرأة في المغرب يثير جدلًا واسعًا



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - صوت الإمارات
النجمة بلقيس عادت من جديد للتفاعل مع جمهورها واستعراض إطلالة جديدة لها عبر انستجرام، لتوثق أحدث ظهور لها بفستانها الأسود الجديد الذي نال تفاعل قطاع كبير من جمهورها، كما أنها عادت للظهور بأزياء من علامة فيرساتشي الشهيرة التي سبق وقد تألقت بها أكثر من مرة في الماضي. تفاصيل أحدث إطلالة للنجمة بلقيس النجمة بلقيس اختارت في احدث ظهور لها، ارتداء فستان أسود أنيق من علامة فيرساتشي الشهيرة، وتعتبر بلقيس من عاشقات اللون الأسود وسبق وظهرت به في العديد من إطلالاتها الجذابة، وهذه المرة اختارت فستان أنيق نال إعجاب محبيها بمجرد نشر صوره عبر حسابها على انستجرام. بلقيس استعرضت أناقتها بفستان أنيق باللون الأسود انسدل طويلًا ومجسمًا مع صيحة الكب التي زادت من أناقته، والتي جاءت بتصميم مستقيم، كما تزينت منطقة الصدر بحزام رفيع يتوسطه اكسسوار...المزيد

GMT 18:48 2021 الأحد ,17 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات جريئة مفعمة بالأنوثة من ميس حمدان

GMT 22:14 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"برنت" يتعافى من خسائر 8 في المائة ويقفز فوق 60 دولارًا

GMT 23:20 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

" SHA Wellness Clinic & Spa" في إسبانيا للباحثين عن الاسترخاء

GMT 09:46 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"أراضي دبي" تنظم ملتقى عقاريًا بالتعاون مع البنك الدولي

GMT 07:10 2013 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تسهم في تنويع إمدادات

GMT 13:51 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

شيخة بنت سعيد آل مكتوم تدعم "عبايا الخير" بـ 46 ألف درهم

GMT 07:18 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الوردي والبرتقالي لموضة ألوان الاكسسوارات هذا الموسم

GMT 11:22 2013 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

"IPAD 5" أنحف وأخف بـ25% من الجيل الرابع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates