الضباب يحوّل الهند إلى مستعمرة الفحم الإمبريالية لدول الغرب
آخر تحديث 15:00:49 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

1.5 مليار طن من الفحم تسعى الحكومة الهندية للتخلص منه

الضباب يحوّل الهند إلى "مستعمرة الفحم الإمبريالية" لدول الغرب

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الضباب يحوّل الهند إلى "مستعمرة الفحم الإمبريالية" لدول الغرب

الضباب يحوّل الهند إلى "مستعمرة الفحم الإمبريالية" لدول الغرب
باريس ـ مارينا منصف

تخبر اللوحة الإلكترونية للسيارة بأن جودة الهواء تهاوت من "السيئة للغاية" إلى "الخطيرة" في ساعة الذروة في أكثر مدن العالم تلوثًا، وعبر الرؤية الصعبة من خلال بطانية الضباب الدخاني الكثيفة، ولو كان ذلك في بكين لأعلنت حالة الطوارئ، بإغلاق المدارس لمدة يوم وتوقيف الإنتاج في المصانع، ولكن هنا في دلهي، حيث ترى الوجوه بالكاد خلف أقنعة ضد التلوث، ويبدو أنه لا أحد يلاحظ ذلك.

وأشار وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى البلد في الأسبوع الماضي على أنها تمثل "تحديًا" للمناخ، فتغيرت المحادثات في باريس، ولم تكن الصين هي ما يشير إليه، ولكنها كانت الهند.

يزحف الكربون ليسد شوارع العاصمة الهندية، على رأس حركة المرور ويأتي هذا التحدي بشكل هائل من 1.5 مليار طن من الفحم الذي تهدف الدولة إلى التخلص منه سنويًا بحلول عام 2020، وهو يضاعف إنتاجها الحالي. وهناك شيئ واحد يمكن أن توافق عليه الدول الغربية، وهو أن الفحم القذر والملوث للبيئة يجب التخلص منهما تدريجيًا،  ولسوء الحظ، ليس هذا ما تود الهند عمله، بالرغم من كونها ثالث أكبر دولة ملوثة في العالم. وفي ظل النمو السكاني السريع والاقتصاد المزدهر والهش في نفس الوقت، ومشكلة النقص المستمر في الطاقة الكهربائية، و لا يزال الكثير من السكان يعيشون في فقر مدقع، قالت الهند إنه لا يمكنها أن تقرر بين استخدام الطاقة المتجددة وغير المتجددة ببساطة، فهي تحتاج إلى الاثنين معًا، وهناك اندفاعة فائقة في البلاد نحو استخدام الفحم، حيث يتم افتتاح منجم فحم كل شهر حسب المعدلات المتوسطة. وكنتيجة لذلك، فمن المتوقع أن ترتفع معدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المهند من 1.7 مليار طن في 2010 إلى 5.3 مليار طن في 2030، وهو بمعدل السدس من ثاني أكسيد الكربون في العالم كله للسنة الأخيرة، وبالرغم من ذلك فمن المحتمل ألا يتوافق ذلك مع نهم احتياجات الطاقة في الهند.   

وأعلنت الهند عن مجهوداتها لتدعيم الطاقة المتجددة أيضًا، كما يطلق ناريندرا مودي رئيس وزراء الدولة "التحالف الشمسي" في باريس، والذي يضم 122 دولة من أغنى الدول المستخدمة للطاقة الشمسية، بهدف اجتذاب 100 مليار دولار للاستثمارات العالمية في التكنولوجيا كل عام، كما تحدث عن الاحتياجات لأساليب وطرق جديدة ونظيفة لتوليد الفحم. وفي كلا الحالتين يهدف السيد مودي لتذكير الغرب بوعوده بمساعدة الصناعات النظيفة الناشئة في الدول النامية، وهي الوعود التي قال عنها إنها بينت تقصيرًا في الوفاء بوعودهم.    

وتم استقبال تعليق كيري حول "التحدي" بالغضب في نيودلهي، فالمسؤولون هنا يسارعون في توضيح أنهم مازالوا يحرقون فحمصا أقل من الولايات المتحدة أو الصين، وبجانب ذلك فقد استفاد الغرب من احتراق الكربون على مدار عقود.
وقال وزير البيئة الهندي باركاش جافاديكار: " إن تعليق كيري لا مبرر له وغير عادل، فتوجه بعض الدول المتقدمة هو التحدي لمؤتمر باريس، ولم تعتاد الهند على الاستماع للضغوط من أي شخص".

وكتب المستشار الاقتصادي الأول لحكومة الهند أرفيند سوبرامنيان، يقول: "هذه الصفعات من إمبريالية الكربون، وهذه الإمبرالية من قبل الدول المتقدمة قد تسبب الكوارث للهند والدول النامية الأخرى", وبالطبع فإنه ليس الغرب وحده القلق من ذروة الفحم في الهند، فهناك أيضًا ضغوط من مجموعة من الدول النامية تعرف باسم (أمم V20) وهي دول صغيرة وجزر صغيرة.  

وحتى بكين التي كانت تعتمد عليها الهند في الماضي باعتبارها بطل التصنيع السريع بأي ثمن، بدأت في الابتعاد عن الفحم، حيث اتجهت محاور الاقتصاد بها من التصنيع إلى الخدمات. وقد كان للطبقة المتوسطة المتعاظمة في الصين بعض النجاحات في الضغط على الحكومة من أجل هواء نظيف، وكان هدفها الواضح هو تقليل استخدام الفحم وزيادة استخدام الطاقة المتجددة خلال 15 سنة المقبلة.

 وبالعودة إلى نيودلهي ـ عاصمة الدولة التي يوجد فيها شخص محروم من خدمات الكهرباء الأساسية من بين كل أربعة أشخاص ـ والتي يستمر فيها الفحم ليكون الحل الأرخص، وفي أحسن الأحوال يبدو أن مستقبلَا نظيفًا مازال أمرًا غامضًا هناك.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضباب يحوّل الهند إلى مستعمرة الفحم الإمبريالية لدول الغرب الضباب يحوّل الهند إلى مستعمرة الفحم الإمبريالية لدول الغرب



GMT 16:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

4 كسوفات وخسوفات تشهدها دول عربية في 2024

GMT 16:55 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
 صوت الإمارات - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 18:15 2013 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

"البوطينة" العملاق أسرع حاسوب في الإمارات

GMT 13:50 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تطلق ميزة Fast Pair للربط بين أجهزة أندرويد المختلفة

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 17:52 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

تجهيزات فريدة لقاعات الأفراح تخطف الأنظار

GMT 10:21 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

كوريا الجنوبية تفوز في أولمبياد علم الفلك الدولية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates