شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة تخريج 260 طالبة من خريجات الدفعيتن 24 و25 من كلية الشارقة للطالبات وذلك في حفل أقيم مساء الأربعاء الماضي على مسرح الكلية.
حضر الحفل خلود المعلا نائبة مدير مجمع كليات التقنية العليا للشؤون الادارية والدكتورة محدثة الهاشمي مديرة كلية التقنية بالشارقة وعدد من كبار الشخصيات والقيادات الأكاديمية والتدريسية في الكليات.
وألقت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي كلمة خلال الحفل قالت فيها " أحييكن في هذا اللقاء الذي يعيد فتح أبواب المستقبل من جديد تلك الأبواب المطلة على واقع ننتظر أيدي أجيالنا الشابة وأفكارهم أن تعمل على الارتقاء به والسير فيه خطوات أكثر تقدما اليوم بناتي خريجات كليات التقنية بالشارقة وفي هذه اللحظات أنتن من يمثل هذه الأجيال".
وأضافت سموها " إن كليات التقنية العليا منذ عرفناها وهي تعمل على إيجاد بيئة مثالية لإثارة شغف الطلاب نحو التعلم واكتشاف إبداعاتهم وتنميتها وترعى مبادراتهم وأسلوب تفكيرهم ونزعتهم الابتكارية في ميدان سباق نحو أفضل الممارسات مما يلفت انتباه فرص العمل المتاحة في وطنهم".
وقالت سموها " إن لجهود كليات التقنية كل التقدير إذ نثمن ما تقوم به كصرح علمي كبير يواكب منهاجه متطلبات العصر من التقنيات وتطبيقاتها مستندين على هوية وطنية هذه الهوية التي هي محور رسالتنا الموجهة إلى الشباب الذين يواجهون أعاصير فكرية وثقافية وسلوكية تعمل على التأثير في قوة تمسكهم بمقومات البناء لذلك يشكل أحد أهداف الكليات وهو تعزيز الثقافة والهوية الوطنية لدى الطلبة وإتاحة الفرص لهم للاطلاع على الثقافات الأخرى ضرورة تتعلق ببناء المواطنة وتقوية الانتماء الذي تعكسه همة الشباب في بناء أنفسهم وإرادتهم العملية وإبداعهم في بناء مجتمعهم ووطنهم واثقين بخطواتهم ماداموا يسيرون على منهاج التخطيط ومتابعة النتائج والنجاح فيها".
واوضحت سمو الشيخة جواهر " إن مجال العمل ينتظر كل فتاة تتخرج اليوم كي تضيف من إبداعها وابتكارها من الأفكار المتقدة ما يزيد العمل واقعية في تلبية حاجات العصر وقربا من حاجة المجتمع الذي يستمد تطوره وتقدمه من عطاءات الأجيال وإن كان العمل كوظيفة يشكل اهتماما محوريا بعد التخرج من الجامعات والكليات فإن العمل التطوعي له جمالياته التي تضفي على جهود الفتاة أصالة وبعدا إنسانيا فالتطوع يقربنا من الحس الإنساني في العمل ويرقى بالإنسانية ويسمو بالروح ويمنح القلب بهجة وسعادة يشعر بها المتطوع عندما يرى أثر ذلك في ابتسامة رضا على الشفاه والقلوب الحزينة أو المحتاجة إلى وقفة ودعم من الأفراد والمجتمعات".
وقالت سموها " أن التطوع - من جانب آخر- يضيف إلى الخبرات العملية والحياتية ما لا نتعلمه في الكتب عندما نهب بعض جهودنا ووقتنا لمؤسسات ترى في فرق المتطوعين أحد أسباب نجاحها في أداء رسالتها والقيام بمسؤولياتها فالعلاقة المباشرة في الميدان الذي يتواجد فيه الناس يتيح للمتطوع أن يقرأ دروسا أخرى للحياة والبشر ويكسبه قيما وأفكارا داعمة لرحلته ويزيده شعورا بالمسؤولية".
**********----------********** وأضافت سموها " لقد أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واقعا نعيشه يوميا فلا يمر يوم من دون قراءة وكتابة في صفحاتها أومتابعة لصور ومشاهد ذات بعد ثقافي واجتماعي وإنساني ترسل في كل لحظة ولا أريد أن أكرر عليكن مخاطر ومضار هذه المواقع ولكن احذرن وأنتن تتعاطين معها هناك كتابات لا تستحق أن تضيعي وقتك في قراءتها وصورا ومشاهد لا تحقق لك ذلك الارتقاء والسمو بشخصيتك الواثقة لقد قفز العلم بهذا الاختراع قفزة كبيرة عظيمة إذ جعل البشر من أقصى الأرض يتواصلون مع أدناها وهذا التواصل أمر مطلوب ويكفي أن القرآن الكريم ذكر أهمية التواصل بين الشعوب فقال عز وجل "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" صدق الله العظيم فلنتعارف إذن على المودة والتسامح وتبادل العلوم والخبراتو لننقل الصورة المشرفة للبنت الإماراتية والعربية وللإنسان العربي عموما والصورة الحقيقية للإسلام وللمسلمين الذين يعيشون روح هذا الدين العظيم لننقل ثقافتنا وتطورنا وكم نحن محافظون على قيمنا وهويتنا ومنطلقون في الوقت نفسه إلى فضاء واسع نواكب فيه الحضارة العصرية".
وقالت سموها "ويبقى أن الانشغال بالتواصل الالكتروني عن التواصل الاجتماعي الحقيقي في محيط الأسرة والأهل والأقرباء والاستغناء به عن التحاور الودي معهم يضعنا أمام استخدام غير إيجابي له وبما أنكن خريجات كليات ذات اختصاص بالمجال التقني فإنني آمل أن تكن قدوة للغير في الاختيار الأفضل لأسلوب التعامل مع هذه المواقع".
وذكرت سموها " إننا نؤكد على ذلك ونحن محاطون بأحداث تهدد الأمن البشري في كل مكان وهذه المواقع أحد الأساب الفاعلة في انتشار الأفكار الهدامة التي بثـت لتؤثر في الشباب أكثر من غيرهم ولتستقطبهم إلى مواقع الظلام بطرق تـفـنن أصحابها في جعلها ذات تأثير يصدقها الشباب وينساق إليها ..
إنني أدعوكن بناتي وأدعو إخوتكن الشباب إلى تنوير العقول التي خصنا الله تعالى بها والتفكير في الفرق بين رسالة تدعو إلى بناء الحياة على أساس من الأمان والسلام والاستقرار وبين رسالة تدعو إلى تشويه الحياة وهدمها على رؤوس الأبرياء".
وقالت سموها مخاطبة كل ابنة من بناتها الخريجات " أنت الآن ابنة في أسرة تنتظر منك إنجازا مهما بعد سنوات طويلة من الكفاح في احتضانها لك ورعاية كل صغيرة وكبيرة من شؤونك هي سندك في مواجهة التحديات ومرجعيتك في حل المشكلات ولعل أهم إنجاز لك يـفرح به والداك اليوم هو هذه المناسبة مناسبة تخرجك في الكلية لأنك اليوم إذ يحتفيان بك فإنما يحتفيان بثمرة رعايتهما واحتوائهما لك لأنك لم تخيبي ظنهما بل أتيتهما بفرحة ليس كمثلها فرحة فابقي دائما في ظلهما ولا تنسي تقديرهما والنظرة إليهما بإجلال واحترام كلما حققت نجاحا في طريق بناء مستقبلك ثم إن المستقبل قادم بك أما فاضلة أما تهتم بجعل أسرتها أنموذجا للتماسك ومخططة ومنفذة لبرنامج تخصصه لتنمية أبنائها على الإيمان والأخلاق وحب العلم والإقبال على التعلم باستمرار والتعامل الذي يعكس الشخصية الراقية والمحترمة مع الغير والانتماء الفاعل للوطن والمجتمع فبـالتخرج من الجامعات والكليات - كما أقول دائما - تبدأ الخطوات الحقيقة للشباب في طريق العلم والعمل ودعم الارتباط العائلي وتكوين علاقات مختلفة تثرين بها حياتك وتسهمين بها في حماية مكتسباتك ومكتسبات وطنك كل ذلك يحتاج منك إلى الاهتمام بصحتك وكما نحثكم على الاهتمام بصحة العقل والنفس والسلوك فإن صحة الأجساد لا تقل أهمية فبصحتك وعافيتك تتمكنين من أداء رسالتك ومن تحمل مسؤولياتك في الأسرة والمجتمع وتعكسين حيوية وانطلاقا في آفاق العمل المثمر والمتميز".
**********----------********** من جانبها ألقت خلود المعلا نائب مدير مجمع كليات التقنية العليا للشؤون الإدارية كلمة باسم مجلس أمناء كليات التقنية العليا قالت فيها.. أن طلبة كليات التقنية العليا يتخرجون كل عام من هذا الصرح الكبير وهم يحملون في أنفسهم تجديد العهد للقائد وحب العطاء للوطن وتحية الشكر للأمة كيف لا وقد وجد كل واحد منهم من قيادته الرشيدة الرعاية الأبوية الكريمة والأمن والأمان والاستقرار فلا غرابة أن يعبر هؤلاء الطلبة عن ولائهم لقائدهم وحبهم لبلدهم وعن حرص كل منهم على العمل المخلص للمحافظة على منجزات الوطن ومكتسباته.
وأضافت أن هذا الاحتفال مناسبة نشهد فيها دور كليات التقنية العليا في إرساء مبادئ التعليم التطبيقي والتشجيع على الابتكار والإبداع وعلى وضع معايير جديدة لرسم مستقبل التعليم المتميزليتناسب مع التطور المطرد الذي نشهده كل يوم.
وتقدمتالمعلا بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على رعايته الكريمة ودعمه اللامحدود وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ حكام الامارات لما قدموه ويقدمونه من دعم لشباب الوطن للوصول بهم الى أرقى مراتب العلم والمعرفة وتمكينهم من استثمار طاقاتهم لما فيه خيرهم وخير بلاده فهنيئا لنا بقيادة الامارات.
وفي ختام الكلمة أعلنت المعلا عن تخريج /260/ خريجة من كلية الشارقة التقنية للطالبات وقد أكملن دراستهن بنجاح وحازت كل منهن على الشهادة الجامعية بجدارة واستحقاق.
بعدها تقدمت الخريجة فاطمة الأنصاري في كلمة باسم الخريجات بالشكر والتقدير للقيادة الرشيدة لانشائها هذا الصرح العلمي الشامخ ودعمهم الدائم له مما عزز من مسيرة نجاحه كما عبرن عن شكرهن لأسرهن ولكل من وقف معهن وآزرهن حتى ارتقين سلم التميز العلمي مؤكدات حرصهن على العمل المخلص والجاد لرفعة الوطن.
ومن ثم وقفت الخريجات وأدين قسم الولاء والإخلاص للوطن ولقيادته الرشيد، مجددات العهد بالعمل والتفاني لرفعة الوطن وحمايته وصون مكتسباته.
وبعدها انطلقت مراسم التخريج حيث قامت سمو الشيخة جواهر القاسمي ترافقها خلود المعلا والدكتورة محدثة الهاشمي بتكريم /260 / خريجة من كلية الشارقة للطالبات من مختلف التخصصات العلمية .
وتقدمت سمو الشيخة جواهر القاسمي بالشكر والتقدير لإدارة كليات التقنية العليا والهيئة التدريسية وهنأت الخريجات مباركة لأسرهن ما حققته الطالبات من نتائج وانجاز علمي.
أرسل تعليقك