القضاء الإداري امتناع الدولة عن تنفيذ الحد الأدنى كارثة وطنية
آخر تحديث 17:33:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

القضاء الإداري: امتناع الدولة عن تنفيذ الحد الأدنى كارثة وطنية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - القضاء الإداري: امتناع الدولة عن تنفيذ الحد الأدنى كارثة وطنية

الإسكندرية - هيثم محمد

أكدت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية في حكمها أن استمرار الدولة في الامتناع عن تنفيذ الحكم الذي أصدرته في 25 كانون الأول/ديسمبر 2012، بوجوب تطبيق الحد الأدنى لأجور للعاملين، استهانة بالشعب مصدر السلطات، ويؤدى إلى فقدان الثقة المشروعة في الدولة. وأضافت أن الحد الأدنى للعاملين لم يتم تطبيقه سواء في عهد المجلس العسكري ولا عهد الدستور الجديد ولا عهد الرئيس الجديد، وأن الامتناع عن تنفيذ الأحكام القضائية كارثة وطنية تمس في الصميم دعائم الحكم في البلاد، مؤكدة أن على النظام أن يختار بين الدولة القانونية التي تنفذ أحكام القضاء وغابة الفوضى التي تسودها القوة فيحدث الطوفان. وقضت المحكمة برئاسة نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس المحكمة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، بوقف تنفيذ قرار رئيس جامعة الإسكندرية السلبي بالامتناع عن تنفيذ حكمها الصادر في 25 كانون الأول/ديسمبر 2012 بوجوب تطبيق الحد الأدنى للعاملين وما يترتب على ذلك من آثار أخصها تسوية الحالة المالية للمدعيتين، وإعادة تدرج دخلهما تبعا لذلك وألزمت الجامعة المصروفات، وأمرت بتنفيذ الحكم بمسودته دون إعلان وبإحالة الدعوى إلى هيئة مفوضي الدولة لتحضيرها وإعداد تقرير بالرأي القانوني في موضوعها. وأشارت المحكمة إلى أنه بات يقينا في ضميرها أنه من أخطر الأمور على حياة أي مجتمع ألا تنفذ فيه أحكام القضاء، ذلك لأن تنفيذ الأحكام هو أساس سيادة القانون وأمن الناس على حياتهم وحرياتهم وأملاكهم وهو جوهر هيبة الدولة. وقالت المحكمة أن مقتضى التنفيذ الصحيح للحكم بالحد الأدنى يجب أن يتم عن طريق الوحدات الحسابية بالجهات الإدارية وتلقي الإقرارات من العاملين ومراجعتها وإرسالها إلى الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لتدقيق المراجعة. وأضافت المحكمة أنه تلاحظ لديها وهى جزء من نسيج هذا الوطن أن الدولة حتى الآن لم تفعل تطبيق الحدين الأدنى والأقصى لأجور العاملين من الناحية العملية سوى النصوص الواردة بالمرسوم بقانون الصادر من المجلس العسكري وبقرار رئيس مجلس الوزراء آنذاك.  وأن محض النصوص القانونية دون أن تلقى تطبيقاً حقيقياً في الحياة الوظيفية للمخاطبين بها يجعل تلك النصوص محض حقوق نظرية، وهو ما يتعارض مع المنطق القانوني السديد وتأباه قواعد العدالة فضلا عن أنه يؤدى إلى فقدان الثقة المشروعة في تصرفات الدولة، فلا هي طبقت المرسوم بقانون الصادر من المجلس العسكري ولا طبقت قرار رئيس الوزراء الصادر تنفيذا له في ذلك الوقت. وأكدت المحكمة أنه من مجافاة العدالة وعدم تحقيق مطالب الثورة أنه بعد صدور دستور جديد للبلاد في 25 كانون الأول/ديسمبر 2012 وبعد انتخاب أول رئيس مدني وبعد أن عهدت المادة 230 من الدستور الجديد سلطة التشريع كاملة لمجلس الشورى حتى انعقاد مجلس النواب الجديد ألا تصدر الدولة أية قوانين تخص الحدين الأدنى والأقصى للدخول على الرغم من اعتباره من التشريعات الملحة لحياة المواطنين والتي كانت أحد أهداف الثورة في تحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.  واختتمت المحكمة حكمها بأنه إذا ظنت الدولة في ثوبها الجديد أن مجرد النصوص القانونية في ذاتها دون أن تلقى تطبيقا هو غاية الالتزام المنوط بها لاستكمال الشكل الحضاري أمام العالم بعد ثورة ملهمة بيضاء أذهلت العالم ودون أن يكون لتلك النصوص آثرها الفعلي على روافد الحياة الواقعية للعاملين فإنها تكون قد أخطأت في فهم القانون وتخلت عن التزامها تجاهه وهو أمر تأباه العدالة التي توجب احترام قواعد القانون ليكون القانون هو السيد الأعلى في البلاد.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القضاء الإداري امتناع الدولة عن تنفيذ الحد الأدنى كارثة وطنية القضاء الإداري امتناع الدولة عن تنفيذ الحد الأدنى كارثة وطنية



GMT 20:20 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 18:06 2013 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

لورين ستونر تخطف الأنظار على شاطئ ميامي

GMT 21:37 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

ثياب ميلانيا ترامب تثير ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 19:50 2013 السبت ,23 شباط / فبراير

"سامسونغ سمارت بي سي برو"بمميزات عدة

GMT 19:57 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

يسرى محنوش تحيي حفلة فنية على المسرح البلدي في تونس

GMT 04:19 2022 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

85 ألف درهم تعويضاً لعامل سقط من على سلم

GMT 01:37 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق بنجاح خمسة أقمار صناعية للاستشعار عن بُعد

GMT 16:28 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة رأس الخيمة تفعّل نظام الاستدعاء الإلكتروني

GMT 00:00 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات خارج قائمة أوروبا للملاذات الضريبية قريباً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates