فاروق محمود حمادة يؤكد أن الأخوة الإنسانية استراتيجية إماراتية متميزة
آخر تحديث 13:02:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

فاروق محمود حمادة يؤكد أن الأخوة الإنسانية استراتيجية إماراتية متميزة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - فاروق محمود حمادة يؤكد أن الأخوة الإنسانية استراتيجية إماراتية متميزة

الدكتور فاروق محمود حمادة المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي
أبوظبي _صوت الامارات

أكد الدكتور فاروق محمود حمادة، المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي لـ«البيان»: «إن وثيقة الأخوة الإنسانية هي رؤية استراتيجية إماراتية متميزة، قد أصبحت طفرة تاريخية أزالت الهوة العميقة بين الأديان والحضارات، ومدت جسوراً قوية للتعاون الإنساني والمستقبل البشري الآمن».

وأضاف أن العالم، اليوم، يشعر أكثر من أي وقت مضى بضرورة الأمن العالمي والتعاون الإنساني، الذي عجزت عن الوصول إليه المبادئ، التي وضعتها المنظمات الدولية كعصبة الأمم أو هيئة الأمم المتحدة، وأصبح البحث عن الأمن والاستقرار مطلباً إنسانياً كونياً، ولن يتحقق ذلك إلا بالسلم بين الأديان، ولن يتحقق السلم بينها إلا إذا اتفقت على المبادئ الكبرى الإنسانية، وأهمها المساواة بين البشر، والعدالة بين جميع البشر.
تكنولوجيا

ولفت المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي إلى أن التداخل الكبير، الذي حصل بين البشر في العقود الأخيرة، ولا يزال في ازدياد على كل المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وقد سرّع بذلك فورة التكنولوجيا، التي اختصرت المسافات، وجعلت كل واحد في أرجاء العالم يعيش يومه مشتركاً مع الآخرين، وهذا أمر إيجابي للحاضر والمستقبل، ولكن التكنولوجيا التي قاربت بين البشر أفرزت كذلك خطراً كبيراً على الإنسانية والعالم، ألا وهو السلاح المدمّر، ومن يطّلع على ما أُنتج من الأسلحة خلال السنين الثلاثين الماضية يصاب بالرعب لخطورة هذه القوة التدميرية، التي أصبحت بيد الإنسان.

وأفاد بأن هذه القوة التدميرية لو انطلقت أو انطلق بعضها فلن يكون أثرها محصوراً على فئة معينة واحدة، دينية أو ثقافية أو عرقية أو جغرافية، بل ستشمل الجميع، لأن الفعل له رد فعل، وبالتالي ستكون التكاليف بأنواعها باهظة الثمن على الناس جميعاً، وهذه الإمكانات التدميرية تتزايد يوماً بعد يوم وبيد الجميع، وعلى مستويات مختلفة، ولن تتوقف في المدى المنظور، وهذا هو الخطر الذي جعل البرّ والبحر والجو تحت رهبته وتهديده، ومن المؤكد أن سياسة القوة تؤدي إلى العنف، والعنف المضاد والعبرة أن القوة لن تحل يوماً مشكلة قائمة، بل كانت هذه السياسات تزيد في اشتعالها وتمديدها.

ثقافات

وتابع: «لقد وجد الفكر المعاصر وخصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية نفسه أمام طريق مسدود، ولم يستطع أن يقدم للإنسانية ما يهدئ من روعه أو يخفف من معاناته الروحية والفكرية والجسدية، فانبعثت المشاعر الدينية فجأة في جهات عديدة من العالم كونها ملاذاً للإنسان، ونشطت الحركات الدينية في الشرق والغرب، وحصل احتكاك بين الثقافات والأديان، وكان في كثير من جوانبه سلبياً، وسعت منظمات دينية وأكاديمية بمحاولات للحوار، الذي بدأ سنة 1893 بشيكاغو، وعقدت عشرات الاجتماعات واللقاءات بين عالم الإسلام والمسيحية، باعتبار التاريخ المشترك بينهما والتداخل الجغرافي والصدامات، التي كانت في القرون الماضية والحاضر، وباعتبار العدد البشري الأكبر للدينيين في العالم، ولكن هذه اللقاءات لم تسفر عن شيء كثير، وقد تجاوز عددها المئات، ولكنها هيأت الأرضية لدى بعض الباحثين والمفكرين، وعدم تأثيرها الكبير جاء من بعدها عن مراكز التأثير الاجتماعي والسياسي والرهبة لدى الداعين لذلك من التيار المضاد هنا وهناك».

وقال: «الحق يقال إن القيادة الدينية في الفاتيكان قد اتخذت خطوات إيجابية تجاه الإسلام خاصة والأديان الأخرى، وخصوصاً في مجمع أعمال الفاتيكان الثاني، الذي انطلق سنة 1962م، وخرج بوثيقة تحمل عنوان (في عصرنا)، وقد جاء في إحدى منشوراته: (يشهد المؤمنون المنتمون إلى مختلف الديانات الواحد أمام الآخر في الحياة اليومية عن قيمهم البشرية والروحية، ويتعاونون بها على الحياة؛ ليؤسسوا جماعة أكثر عدلاً وأكثر أخوة) من رسالة الفادي للبابا يوحنا بوليس الثاني 1995».

منشورات

وأضاف: «لكن هذه اللقاءات والمنشورات لم تكن ذات تأثير داخل الفضاء المسيحي ولا الفضاء الإسلامي، بل برز الصدام كبيراً خلال العقود الثلاثة الماضية، إما بالإساءة إلى عقائد المسلمين ومقدساتهم، وإما بالهجوم على رموز معينة داخل الفضاء المسيحي، وقد أكد ذلك ما تواجهه البشرية اليوم من أوبئة «كورونا» وغيرها التي لا تفرق بين البشر، وانهيار المنظومة الاقتصادية العالمية، التي تنعكس على جميع الدول والشعوب، وإن الإقرار بهذين المبدأين- وهما موجودان في جميع الأديان- عملياً ونقلهما إلى الممارسة هو الأساس الصحيح لمستقبل آمن، وقد أصبح الأمر مستعجلاً، ولا يكون التطبيق العملي إلا بإقناع فكري ورسوخ إيماني، وهنا جاءت (وثيقة الأخوة الإنسانية)، لتكون محطة بارزة في تاريخ الأديان والفكر الإنساني، جاءت لتثير كوامن الفطرة والإيمان لدى البشر جميعاً وخصوصاً المسلمين والمسيحيين، فقد جعلت الوثيقة التساوي الإنساني مرتكزاً لها (بسم الله الذي خلق البشر متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة)، وبذلك تقر نهاية أسطورة التفوق الثقافي والعرقي والجغرافي، التي لا تزال بعض الجهات تتعامل بها، وذلك على المستوى العالمي، فالإقرار بالمساواة الإنسانية أمر له أهمية كبيرة في المستقبل للأمن والتعايش».

وثيقة

وتابع المستشار فاروق حمادة: «جعلت الوثيقة العدالة بين الناس مرتكزاً ثابتاً لتحقيق ما تصبو إليه الوثيقة من تحقيق السلام العالمي والعيش المشترك (إن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها)، مؤكداً أن العدالة ونبذ الظلم إحدى أهم مشكلات العالم المعاصر، فغياب العدالة بواسع معانيها جعل نصف سكان العالم يعيشون من دون تعليم أو سكن أو مجاعة أو تخلف واضطراب، هذا النصف يرى في وسائل الإعلام المتاحة له عن قصد عالماً آخر من الرفاهية والعيش الباذخ؛ ما يبعث في نفوس المحرومين والبؤساء وعقولهم شتى أنواع العنف والإرهاب، ولقد ازداد الوعي عند البشر بالمبادئ الإنسانية الكبرى والمفاهيم المشتركة وضرورة التواصل، فجاءت وثيقة الأخوة الإنسانية لتنزع المسوغ الديني لاختلال هذه العدالة والتفاضل بين البشر». وأوضح أن الأغلبية الساحقة من البشر يتطلعون إلى تحقيق العدالة، وستكون إحدى الموضوعات الأساسية لاستقرار الأمن العالمي في القرن الحادي والعشرين متكئين في ذلك على البعد الديني والواقع البشري، ولن تنهض العدالة إلا على أساس المساواة بين جميع البشر أبناء آدم.

طريق

وبيّن أن ما نشهده اليوم من هزة اقتصادية عالمية جعلت الباحثين والمفكرين والمسؤولين في العالم كله يفكرون في ما هو آت، وأن (وثيقة الأخوة الإنسانية) قد فتحت طريقاً جديداً أمام البشرية، وتلقى دعماً من القيادة الرشيدة وخصوصاً من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي بذل الكثير من الجهد والوقت للوصول إليها، وليكون لها التأثير الفعال يتطلب ذلك جعلها تياراً فكرياً عالمياً يتبناها المفكرون وأصحاب الدراسات الدينية كما نصت الوثيقة نفسها، وتتبناها المنظمات ذات التوجه الفكري والحضاري والإنساني، وهي كثيرة بالآلاف في جميع أرجاء العالم.

تحالف

قال الدكتور فاروق محمود حمادة، المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي : «لقد بدأنا نسمع من هنا وهناك أصواتاً دينية ترفض الصدام بين الحضارات، هذا الصدام الذي يولد الحروب والعنف بناء على الاختلافات الثقافية والدينية، وهذه الأصوات الراشدة تدعو إلى تحالف إنساني يتبنى القيم، ويحارب أسباب العنف والإرهاب العميقة في الفكر والاقتصاد، من فقر وجهل ومرض واستهانة بالكرامة الإنسانية».

قد يهمك أيضا:

محمد بن زايد وماكرون يؤكدان أهمية معاهدة السلام في استقرار المنطقة

الفصائل الفلسطينية تتفق على تشكيل لجنة لإنهاء الانقسام خلال 5 أسابيع

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاروق محمود حمادة يؤكد أن الأخوة الإنسانية استراتيجية إماراتية متميزة فاروق محمود حمادة يؤكد أن الأخوة الإنسانية استراتيجية إماراتية متميزة



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:29 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

بيجو 508 موديل 2018 الجديدة تظهر بتصميم جريء

GMT 21:42 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مهرجان الدمى العملاقة فى شوارع لشبونة

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

GMT 09:02 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي عهد الفجيرة يشهد احتفالية اليوم العالمي للتسامح

GMT 08:18 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تستغني عن محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال

GMT 07:55 2013 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

"دوران" يشارك في مسابقة أفضل الأفلام القصيرة في كاليفورنيا

GMT 21:15 2014 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاركة فلسطين في "مونديال" القاهرة رسالة بأننا شعب حي

GMT 15:44 2015 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بدء التصويت في الانتخابات التشريعية في البرتغال

GMT 10:18 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

معرض الكتاب يناقش مستقبل "النشر الإلكتروني" في مصر

GMT 12:49 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تجارب سريرية تكشف دور فطر "البسيلوسيبين" في علاج الاكتئاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates