واسيني الأعرج يؤكد أن وجود الأيديولوجيا في الثقافة وسيلة للتفريق
آخر تحديث 14:43:22 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

نفى لـ "صوت الإمارات" استخدامها لمواجهة الفكر المتطرف

واسيني الأعرج يؤكد أن وجود الأيديولوجيا في الثقافة وسيلة للتفريق

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - واسيني الأعرج يؤكد أن وجود الأيديولوجيا في الثقافة وسيلة للتفريق

واسيني الأعرج
الشارقة ـ نور الحلو

أكد الروائي واسيني الأعرج، أن قيمة الفعل الثقافي هو أولا قيمة إنسانية بمعنى أنه لا يدخل في الحسابات السياسية الضيقة، بينما يدخل فيها ما هو أعم وأشمل وأفضل ولهذا نقول دائمًا إن الثقافة لديها بعد ترميمي حيث ما يكسره السياسيون ويخربوا ويدمروا لأن حساباتهم ضيقة، تأتي الثقافة لتصلحه وتجمع بين الناس والشعوب وتحاول أن تجد السبل الممكنة.

وأضاف الأعرج في حديث خاص إلى "صوت الامارات"، أن الثقافة إذا أرادت أن تكون نفعية ومهمة، يجب أن تبتعد عن ما هو أيديولوجي لأن الأيديولوجيا في الثقافة عندما تدخل فيها تصبح أيضًا وسيلة للتفريق، وتنجذب مع السياسة، وأن فعل الحرية الثقافية مهمًا جدًا، ومعنى أن تكون مثقفًا يجب أيضًا أن تكون حرًا ولكن ما قيمة ما تقوم به إذا كنت في داخلك مكبلاً ومقيد بداخلك، بينما أنت من الناحية الرمزية، لا تعبر عن ذاتك لكن تعبر عن مجمل المجتمع كيف ممكن نحن عربيًا ان نصنع ثقافة مرممة، ثقافة العامة وليس خاصة وهذا الشيء يتطلب جهودًا كبيرة و قناعات، وربما تراكم أجيال حتى نصل إلى هذه المرحلة، وعندما نعود إلى الخمسينات والستينيات كانت الهيمنة الأيديولوجية كبيرة، ولكن الآن لم تعد الأيدولوجية حاضرة بقوة إذا صح التعبير، وانسحبت نسبيًا حيث لم تعد كواجهة ثقافية، لكن في الوقت ذاته إنتاجنا الثقافي ضعيف من حيث القيمة وليس من حيث العدد".

وعلّق عن ماهية النصوص الأدبية التي نحتاج إليها للخروج من الظلمة، بقوله "نحن نحتاج إلى مدرسة حقيقية، مدرسة من أجل التكوين، بمعنى أنّ هذه الأجيال هي أجيال الحروب وكل أجيالنا كبرت في الحروب، مثل الحرب في لبنان دامت أكثر من 15 عامًا، والأطفال التي تربت في هذه الحروب يحملون جرحًا عميقًا، كذلك الأمر الحرب الأهلية في الجزائر دامت 10 أعوام وما يحدث في سورية الآن، والأطفال الذين تربوا فيها يحتاجون نحو 20 عامًا أو اكثر حتى يصبحوا أسوياء ويمحوا آثار الحرب، إذًا ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في هذا السياق هذا هو السؤال؟".

وتابع الأعرج "يجب أن تلعب الثقافة دورًا ترميميًا والأهم من هذا كله يجب أن نفكر في مدرسة وطنية تجمع شمل وتحاول أن تجمع كل هذه الفروق والجروح وتمنح الأمل إلى الأطفال لأن إذا كانت الثقافة لا تمنح أملًا للأطفال لا معنى أو قيمة لوجودها".

وأوضح أنّ السلطة ثقافة، لكن الثقافة البديلة أو المناهضة للظلم أو المناهضة للحكم المطلق أو الدكتاتورية، فعلى الحاكم أن يبقى في حالة إصغاء إذا أراد أن يحبه شعبه، وأي حاكم يحكم هو في مواجهة الشعب الذي ينتظر منه الكثير حتى يستمر، فلا يمكنه أن يستمر بالمسدس والمدفع بل بالثقافة والإنسانية بالعدل والقضاء وبالقيم الحضارية التي يزرعها في المجتمع، لهذا نقول أولا وأخيرًا على الحاكم والسياسي أن يكون مصغيًا وإن لا يدور ويدور وينفجر من تلقاء نفسه"، نافيًا استخدام أي دولة من الدول العربية الثقافة في مواجهة الفكر المتطرف، مؤكدًا أنّ الثقافة في العالم العربي، لا تشكل استراتيجيات حقيقية بالنسبة للأنظمة بينما هناك ثقافة الترسخ والإنسانية والاستمرارية، وتابع القول "اليوم الحلول كلها عسكرية، والحل العسكري مهم طبعًا، ولا يمكن أن تواجه الآلة عسكرية بشيء إنساني، لكن في المقابل يجب أن تثقّف الناس، تكوّن لهم الأساس الثقافي كي لا يسقطوا في التطرّف، لأن التطرّف محصلة ونتيجة وليس سبب ونرى كيف الشباب يصنع قنابل ويفجر نفسه، لذا يجب مواجهة التطرّف بالثقافة".

وأعلن الروائي واسيني الأعرج، أنه يبذل جهودًا كبيرة من خلال رواياته وأعماله، قائلًا "حتى نستطيع أن نجد أنفسنا داخل هذه الدائرة عن طريقي وعن طريق الآخرين لتأمين مناخ ثقافي صحي يسمح للجيل الجديد بأن ينخرط في هذا المشروع"، مشيرًا إلى أنّ معظم الروايات التي كتبها نالت جوائز مهمة لما تضمنته من قصص وأحداث ونمط وأسلوب راقٍ.

وتطرّق بالحديث عن أهم ما يميزه عن غيره من الروائيين، على الرغم من وجوده في الغرب، قائلًا "صحيح أنّ البعض يقول بأنّه كاتب يكتب نصًا واحدًا ويدور حوله، وأنا لا أتفق مع هذه الأطروحة، إذ يجب على الكاتب أن يجدد كتابته وأن يتخطّى الملل وأن يؤمن بما يكتبه، ولمن يتأمل النص عليه أن يفكر في نص جديد، وأنا في الحقيقة أكون في أصعب مرحلة حين أبدأ عملية الكتابة، خاصة أنّها جهد ذهني وعضلي وجهد ثقافي، وفي نهاية المطاف عليّ أن أقول أنت تريد أن تجيب على سؤال صحيح، فراوية "الأمير" هي راوية تاريخية تتعلّق بموضوع الجزائر، لكن أيضًا حول مسألة اصطدام الحضارات وحوار الحضارات والانتقال من المعطى الذاتي إلى المعطى الإنساني، فالرواية تتحدّث عن العلاقة بين رجل مسلم ورجل مسيحي هو "منسير في ديوش" كان هذا كبير قساوسة في الجزائر، ودخلها مع الحملة الاستعمارية يعني كيف أصنع حوارًا بينهم وبين العام، وأن القرن 19 هو قرن الحروب والناس يملكون خاصية الحوار أو طاقة التأمل بعكس الكثر من ذلك، هو الأمان بهذه الأخرى مع الحفاظ على الاختلاف، وأنّ الاختلاف لا يركز على أن تكون أنت مسلما أو مسيحيًا والأخر يهوديًا، لكن هناك شيء يجمعنا هو هذا البعد الإنساني".

وواصل "إذًا أنا أضع على نفسي الكتابة داخل هذه المساحة ليس الدنيا، لكن المساحة الإنسانية التي تشمل هذه الاختلافات، لكنها أيضًا تشمل التوقفات لأن البشرية لا تختلف، ولها ميزان الثقافات، ووجودي في باريس في المجتمع الغربي لأكثر من 20 سنة، ساعدني في أشياء كثيرة، وعلمني أن أتواضع في الكتابة، عندما أقرأ كتاب كبار الروائيين الصينيين والفرنسيين والبلجيكيين وغيرهم، فعندما أقرأ هذه النصوص عن طريق القناة اللغوية الفرنسية، لأنها تترجم في وقت مبكر على العكس باللغة الغربية عليها الانتظار".

واستطرد بالقول "إنّ اللغة الفرنسية تسمح لي أن اقرأ لكبار الكتَّاب، ونحن نعرف العالم العربي يتخبّط بالمشاكل، وعندما أقرأ هذه النصوص، فإنّني أبذل جهودًا كبيرة حتى أستطيع أن أجد نفسي داخل هذه الدائرة عن طريقي، وعن طريق الآخرين لإيجاد مناخ ثقافي صحي يسمح للجيل الجديد بأن ينخرط في هذا المشروع".

وقدّم الأعرج نصائحه للروائيين الشباب، قائلًا "أنا مؤمن بشكل قاطع أنّ الراوية هي تراكم وليس جد فرضي، أما نأخذه فقط من الأول راوية عربية متفق عليها أو غير متفق عليها، لذا عندما نقول الرواية الجديدة تقول إن هناك البعض يحملها المرأة، والبعض يحملها للرجل، ويقول يا آخي كيف أنّ حواء أنزلت أدام من الجنة والأخر يقول إنّ حواء تتحمل المسؤولية لطرد أدم من الجنة ولطرد نفسها، لكن عندما تسأل "لماذا أدم كان غبيًا وتناول التفاحة نتحدث من الناحية الرمزية فإنّ المسؤولية مشتركة، وهذه المسؤولية عندما نزلت الأرض تعمقت وتحولت إلى صراع وجودي، أنا أوجدت زوج كازانوفا ، قصة "كازا نوفا" هي معروفة بالثقافة الإنسانية وفي الميراث الإنساني، وأن علاقاته كانت كثيرة طبعًا، وعلاقاته كانت مع النساء متفرقة ومتنوعة والبعض كان يطلق عليه سمات الساحر والمنافق، بينما هو كان رجلًا مثقفًا كبيرًا، كان عنده نساء وخادمة، ولما دخل في حالة الاحتضار والموت، أراد أن يتسامح مع نسائه، وأن يطلب منهن مسامحته وهو ملقى على سرير ويدخل كل واحدة على حدة وقوته لم تعد موجودة، وهن يعرفن ذلك، ومن خلال الكلام  يتحدثن وعن معاناتهن معه وهو لا يتكلم، والأخيرة كيف تزوجها وصغيرة حين كان يخطبها لابنه لكنه قام باغتصابها وتزوجها، خاصة أنه صاحب مال وسلطة، لكنه اغتصبها وتزوجها بعقد عرفي حتى تضع المولود، ويخبرها لاحقًا أنّ الابن مات ويطلقها".

وشدّد ,واسيني على تفاديه التكرار وكتابة أي شيء يشبه ما قدمه في السابق، متابعًا "القارئ الذي يتابعك له شروط خاصة، فالقارئ اليوم، مثلا، يحبك وغدًا لا، خاصة إن اكتشف أّن هناك تكرار وأنّ الأعمال متشابهة حتى لا يكون هناك إحساس من القارئ أنك تمارس عليه الغباء ثم عدم نسج راوية تشبه الراوية السابقة حتى لا أقع في الرتابة، أمّا فيما يتعلق بالحوارات وشكل الراوية وما يتعلق بمواضيعها حتى طريقة كتابة الراوية، وما يتعلق باللغة أيضًا لأن لغة الراوية بالنسبة لهذه المسائل الأربع أو الخمس أساسية، يعني يجب على اللغة أن تستجيب للشكل المختار، لأن الراوية الأخيرة التي كتبت تتحدث عن الوضع القاسي جدًا وعن مآلات قاسية جديدة من اليوم إلى 2084، كما تتوقع الراوية كيف ستكون شديدة القسوة إذا فلغة الراوية يجب أن تحمل أيضًا هذا النفس بحيث أن الشاعرية الموجودة في الرواية السابقة، ستتضاءل قليلًا وتحلّ محلها اللغة السردية والحوارية وتصل وأحيانًا إلى درجة الجفاف، لكنها تريد أن تقول شيئًا بشكل واضح".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واسيني الأعرج يؤكد أن وجود الأيديولوجيا في الثقافة وسيلة للتفريق واسيني الأعرج يؤكد أن وجود الأيديولوجيا في الثقافة وسيلة للتفريق



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

أبوظبي ـ صوت الإمارات
تأثير الملكة رانيا على عالم الموضة لا يقتصر على إطلالاتها الحالية فقط، بل يمتد أيضاً إلى قدرتها على إعادة إحياء الأزياء التي ارتدتها في وقت سابق، فتصرفها الأخير في إعادة ارتداء ثوب بعد تسع سنوات يبرز تميزها وأناقتها ويعكس روحاً من الثقة والتطور في أسلوبها. في عالم الموضة، يُعَد إعادة ارتداء الأزياء من قبل الشخصيات البارزة موضوعاً مثيراً للاهتمام، تجسّدت هذه الظاهرة بشكل ملموس في اللحظة التي ارتدت فيها الملكة رانيا، زوجة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، ثوباً تقليدياً أنيقاً بعد مرور تسع سنوات على آخر مرة ارتدته فيه، يُظهر هذا الحدث الفريد ليس فقط ذكريات الماضي وتطور الأزياء ولكن أيضاً يبرز الأناقة والرؤية الاستدامة في عالم الموضة. فستان الملكة رانيا تظهر به مرة أخرى بعد تسع سنوات  الملكة زانيا في أحدث ظهور لها تألقت �...المزيد

GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد

GMT 13:35 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

" F D A " تفرض قيودًا على بيع السجائر الإلكترونية

GMT 19:39 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة الباحة تعلن فتح التسجيل ببرامج الدبلومات المصنفة

GMT 18:29 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات بسيطة تمكّنك من تحويل الأثاث القديم إلى "مودرن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates