فرسان وكهنة التاريخ يحاور الراهن
آخر تحديث 03:04:10 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"فرسان وكهنة" التاريخ يحاور الراهن

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "فرسان وكهنة" التاريخ يحاور الراهن

جدة ـ وكالات

تصنع رواية السعودي منذر القباني "فرسان وكهنة" ملحمة تاريخية تزاوج بين الماضي والحاضر لتشكل نسيجا سرديا متناغما وفريدا، ساهمت المخيلة في صنع أحداثه أكثر من الذاكرة، لتحمل القارئ إلى مواقع بكر لم تطأها أقدام الروائيين من قبل دون أن تنقطع عن عالم الواقع.والأعمال الأدبية التي تظهر دور الأدب في التاريخ وتربطه بتجربة إنسانية حيّة لتصوغها وفق رؤية فنية تحقق المتعة والفائدة معا، أعمال نادرة. ولكن الدكتور القباني اشتغل على أكثر من ذلك، حين عمل على إحياء الذاكرة الفردية والمكانية والمجتمعية بعناصر من الواقع والوثيقة والسرد والخيال، فاحتشدت كل العناصر التي تضبط جدلية العلاقة بين الإنسان من جهة وبين التاريخ والإبداع السردي من جهة أخرى.وتعد ثلاثية "فرسان وكهنة" المشروع الروائي الجديد في بنيته الزمنية وفضائه المكاني وأشخاصه، أقرب ما تكون إلى الحقيقة والواقع. فقد بنى القباني أحداثه من مركزية حقيقة الحدث (وجود القائد جنكيز خان كشخصية تاريخية حقيقية) إلى الحدث المتخيل والمفترض المنسوج تحقيقا لهذا الواقع أو خلق عالمه الموازي (حقيقة وجود الطبيب مراد قطز في الحياة وحقيقة انتقاله إلى العالم الآخر).وكان هذا الحدث أشبه بمشاهدة شريط سينمائي لا يخضع فيه القارئ إلى معايير الزمان والمكان، بل إن الروائي يترك له حرية مشاهدة الأحداث من أي زاوية يراها مناسبة، وحتى حرية التنقل بين هذه الأحداث وزواياها المختلفة.فتارة يجد القارئ نفسه أمام همجية المغول في القرن الثاني عشر، وتارة أخرى في القرن الواحد والعشرين يتابع سير شبكة من العلاقات الاجتماعية المتشابكة في مجتمع مخملي يضم سادة وعبيدا في قصر من قصور الرياض، وهذا ما جعل الروائي يحرّك شخوصه عبر الزمن وكأنهم يتحركون أو كأن الزمن يتحرك من حولهم.فمراد قطز الشخصية الرئيسية في العمل رأى أن الذي حدث له في الماضي كأنه كان يحدث في الحاضر، حتى إنه تساءل "هل بإمكاني أن أفعل ذات الشيء؟ هل بمقدوري إعادة مشاهدة الأحداث ويأتي الجواب من الروائي على لسان شخصية من الرواية عبر حقيقة علمية أثبتتها التجربة، ولكن كثيرا من الناس لا يدركونها لأنهم لا يلاحظونها في حياتهم اليومية، "... الواقع كما يراه الإنسان والواقع كما هو قد لا يكونان ذات الشيء. بل هناك ما هو أدهش من ذلك، فبحسب فيزياء الكم، العالم كله قائم على الاحتمال وليس على اليقين، فكل شيء قابل للتحقق مهما كانت غرابة ذلك الشيء".وهكذا وعبر أسئلة فلسفية ووجودية مزمنة يستحضر القباني أبطال روايته الأخيرة من عمق التاريخ، ليرتحل  بالقارئ في عوالم مختلفة يندمج فيها التاريخ بالحاضر والواقعي بالمتخيل، ليسطر عملا سرديا يشبّهه الدكتور هاني المعلم بكونه "سياحة تاريخية ممتعة, فيها مزج بين الماضي والحاضر، فيها إثارة وتشويق وأسئلة من دون أجوبة, وخيال من دون حدود, وإسقاطات متعددة, واستفزازات متكررة".لكن "فرسان وكهنة" وإن كانت تقوم على بعد ذهني وتساؤلات كثيرة وعميقة عن الوجود والحياة والكينونة، لا يغادر المؤلف فيها الواقع بتشعباته وأسئلته الراهنة، ويقترب -كما يقول الدكتور أيمن أسعد عبده- "دونما حذر من قضايا كبيرة كالعقيدة والتاريخ والحقيقة والتغيير".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرسان وكهنة التاريخ يحاور الراهن فرسان وكهنة التاريخ يحاور الراهن



GMT 01:28 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

النجمات يستعرضن أناقتهن في شهر رمضان بالعبايات الراقية

القاهرة - صوت الإمارات
العبايات تحديدا تعتبر الراعي الرسمي لأناقة عاشقات الموضة خلال الشهر الرمضاني في كل عام، فهي لا تفارق خزانة أي نجمة ترغب في التألق وإبراز أناقتها بأسلوب محتشم، سواء في حفلات السحور أو السهرات الخاصة، فقد خطفت العديد من الفنانات ومدونات الموضة الأنظار بأناقتهن بستايل العبايات الشرقية الأنيقة التي اتسمت باللمسة المعاصرة أيضا، وظهرت البعض منهن في فعاليات رمضانية خاصة بدور أزياء راقية، وهذه لمحة عن اختياراتهن التي ستلهمك بلا شك للتألق أمام ضيوفك أو في التجمعات العائلية أو مع الأصدقاء خلال هذا الموسم الرمضاني. إطلالة ريم السعيدي في حفل إفطار العارضة التونسية ريم السعيدي شاركت متابعيها منذ ساعات صورا جديدة، استعرضت من خلالها إطلالتها الرمضانية التي تألقت بها أثناء حضورها الافطار الذي نظمته دار Oscar de la Renta مع منصة التسوق الإلك�...المزيد

GMT 21:29 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نادين نجيم بإطلالات أنثوية ساحرة

GMT 20:37 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

وفاة مسؤول كبير في الحزب الحاكم في كوريا الشمالية

GMT 10:59 2013 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

مدحت تيخا:العمل مع نورالشريف شهادة نجومية

GMT 15:21 2012 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تستضيف معرض الكتاب الدولي للمرة الـ 56

GMT 23:06 2017 الثلاثاء ,20 حزيران / يونيو

أيمن ناصر يتصدر "حواجز الشارقة" الصيفية

GMT 20:54 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ريهام عبدالحكيم تشارك في افتتاح مهرجان الموسيقى

GMT 06:33 2016 الأربعاء ,27 تموز / يوليو

New York Fashion Week

GMT 21:16 2013 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

السجن 35 سنة لأميركي من أصل باكستاني متهم في هجمات مومباي

GMT 11:08 2013 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

ناتاشا هينستريدج تطلب الطلاق رسميًا من زوجها

GMT 16:31 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 27 فبراير / شباط 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates