الإحساس بالنهاية التاريخ من شقوق الذاكرة
آخر تحديث 03:04:10 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"الإحساس بالنهاية" التاريخ من شقوق الذاكرة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الإحساس بالنهاية" التاريخ من شقوق الذاكرة

الدوحة ـ وكالات

يقدم الروائي الإنجليزي جوليان بارنز في روايته "الإحساس بالنهاية" الفائزة ببوكر العالمية عام 2011 درسا عن التاريخ حين توكل مهمة كتابته إلى ذاكرة تسقط الكثير من وقائعه، وتختبئ أحداث أخرى منه في شقوقها. غير أن التاريخ الذي يعالجه بارنز روائيا هو الذاتي لا الموضوعي، الذي تصح معه مقولة إنها "أكاذيب المنتصرين".يروي المسن المتقاعد "أنتوني ويبستر" وقد مضى إلى عتبات نهايات عمره حكايته، مبتدئا بها منذ بواكير تشكل الذاكرة من على مقاعد الدرس، هناك في البدايات حيث دروس أولى في الأدب وأسئلة مزعجة عن ماهية التاريخ، وكأنه تمهيد لأسئلته هو ولعمره المديد عن كيف يبنى التاريخ بوساطة ذاكرة ينقصها التوثيق.في تلك البدايات ينتحر الفتى "روبسون" ابن السادسة عشرة، هو انتحار أول يلحقه في أحداث انتحار صديقه الفيلسوف أدريان الذي ظفر بحبيبة أنتوني "فيرونيكا"، ومع الانتحارين تطرح الرواية سؤال الوجود والعمر والذاكرة والندم الذي يتلاحق أحداثا وتداعيات في لغة فكرية وفلسفية عالية.يتكئ بارنز في روايته، الصادرة ضمن سلسلة "إبداعات عالمية" من ترجمة د. خالد مسعود شقير، على مقولات الروائي والفيلسوف الفرنسي ألبير كامو التي نثرها في أسطورة سيزيف، باعتبار الانتحار هو الحقيقة الوحيدة، لكنه لا يفصح عن ذلك إلا في استشهاد سريع في نهاية الرواية.ويتدفق الروائي الإنجليزي في عمله السردي المزدحم بالأفكار والصور ضمن سياق تقني ينحو بالرواية نحو أسلوب مدرسة تيار الوعي، سامحا لأفكاره وسرديته بالانسياب دونما ضوابط.ويميل بارنز في بنائه لشخصياته إلى قاعدة الثنائيات والمفارقات، وتمثل الحبيبة "فيرونيكا" التي هجرها أنتوني وارتبطت بأدريان صديقه بعد ذلك، الوجه المناقض لزوجته فيما بعد "مارغريت"، فالأولى شديدة الغموض والأخرى شديدة الوضوح، وكأن الحب الذي لا ينساه السارد أنتوني ويلاحقه طوال الرواية هو الغموض، في حين الزواج يتطلب وضوحا شديدا مثلته مارغريت.يقول أنتوني وقد تنازعته الشخصيتان "كنت بمفردي مع صوتين يتحدثان بوضوح في رأسي، مارغريت تقول "أنت الآن بمفردك، وفيرونيكا تقول "أنت لم تفهم الأمر..، لم تفهمه قط ولن تفهمه أبدا".في الرواية تأمل أنتوني للحياة ومساءلة للذي انقضى من عمره وإعادة ترتيب الأحداث كما تشي بها ذاكرة تتقطع فيها الأحداث ولا تتصل، وبين الحاضر والماضي الذي يهيمن عليه يمضي في حياته وحواراته التي تكاد تأخذه إلى إحساس عميق بالنهاية.فهو الذي عاش حياته بحذر ولم يعرف عنها شيئا، لم يكسب ولم يخسر، بل سمح للحياة بأن تمارس معه لعبتها فقط، ولم يكن ليحصل له ذلك وهو المليء بالطموحات لو أنه لم يختر تفادي الألم وأسمى ذلك بالقدرة على البقاء على قيد الحياة.ضحى بحب وغادره لمدة أربعين عاما، لكنه ظل يطارده طوال حياته وهو الذي ظن أنه تخلص منه تحت الشعور بالإهانة.تقدم رواية بارنز الحائز على جوائز عالمية عن مجمل رواياته منها "سومرست موم" عن روايته "مترولاند"، درسا مؤلما وبليغا عن محاولة الهروب من ماض يظل يلح على الحاضر، ومرافعة بليغة عن الزمن وثقله على الكائن البشري، وأبعد من ذلك النفاذ بأسئلة عميقة عن الحياة وتحولاتها، بما هو سؤال الإنسان الأزلي الذي يسير حتما إلى نهايته.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإحساس بالنهاية التاريخ من شقوق الذاكرة الإحساس بالنهاية التاريخ من شقوق الذاكرة



GMT 01:28 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

النجمات يستعرضن أناقتهن في شهر رمضان بالعبايات الراقية

القاهرة - صوت الإمارات
العبايات تحديدا تعتبر الراعي الرسمي لأناقة عاشقات الموضة خلال الشهر الرمضاني في كل عام، فهي لا تفارق خزانة أي نجمة ترغب في التألق وإبراز أناقتها بأسلوب محتشم، سواء في حفلات السحور أو السهرات الخاصة، فقد خطفت العديد من الفنانات ومدونات الموضة الأنظار بأناقتهن بستايل العبايات الشرقية الأنيقة التي اتسمت باللمسة المعاصرة أيضا، وظهرت البعض منهن في فعاليات رمضانية خاصة بدور أزياء راقية، وهذه لمحة عن اختياراتهن التي ستلهمك بلا شك للتألق أمام ضيوفك أو في التجمعات العائلية أو مع الأصدقاء خلال هذا الموسم الرمضاني. إطلالة ريم السعيدي في حفل إفطار العارضة التونسية ريم السعيدي شاركت متابعيها منذ ساعات صورا جديدة، استعرضت من خلالها إطلالتها الرمضانية التي تألقت بها أثناء حضورها الافطار الذي نظمته دار Oscar de la Renta مع منصة التسوق الإلك�...المزيد

GMT 21:29 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نادين نجيم بإطلالات أنثوية ساحرة

GMT 20:37 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

وفاة مسؤول كبير في الحزب الحاكم في كوريا الشمالية

GMT 10:59 2013 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

مدحت تيخا:العمل مع نورالشريف شهادة نجومية

GMT 15:21 2012 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تستضيف معرض الكتاب الدولي للمرة الـ 56

GMT 23:06 2017 الثلاثاء ,20 حزيران / يونيو

أيمن ناصر يتصدر "حواجز الشارقة" الصيفية

GMT 20:54 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ريهام عبدالحكيم تشارك في افتتاح مهرجان الموسيقى

GMT 06:33 2016 الأربعاء ,27 تموز / يوليو

New York Fashion Week

GMT 21:16 2013 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

السجن 35 سنة لأميركي من أصل باكستاني متهم في هجمات مومباي

GMT 11:08 2013 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

ناتاشا هينستريدج تطلب الطلاق رسميًا من زوجها

GMT 16:31 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 27 فبراير / شباط 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates