''يا إلهي ألا ترزقني بسيارة مرسيدس بنز؟ كل أصدقائي يقودون سيارات بورش، يجب أن أتدارك ما فاتني''. جانيس جوبلين التي قالت هذا ساخرة من النزعة الاستهلاكية في الولايات المتحدة لم تشهد ما طرأ من جديد على الأمر، لو كانت حية اليوم لاشتاقت السيدة جوبلين وأصدقاؤها لسيارة من نوع بي إم دبليو أو سيارة أودي. على الرغم من تحقيقها مبيعات قياسية وصلت إلى 106.5 مليار يورو وأرباح ما قبل الفائدة والضرائب وصلت إلى تسعة مليارات يورو العام الماضي، فإن وحدة سيارات مرسيدس بنز لشركة ديملر، تأتي في ترتيب يلي منافسيها الألمان في المبيعات بالوِحدة والربحية وقبولها لدى المستهلكين صغار السن. قلة جاذبية العلامة التجارية ومحفظة المنتجات الضيقة والقديمة نسبياً والإنتاجية الضعيفة والأداء دون المستوى في الصين - أهم سوق سيارات في العالم - أسهمت هذه كلها في المشكلات التي لحقت بشركة مرسيدس بنز. باعت صانعة السيارات هذه ومقرها مدينة شتوتجارت الألمانية في العام الماضي 1.28 مليون سيارة أكثر بقليل مما باعته عام 2002 وأقل من 1.38 مليون سيارة بيعت من قِبل ''بي إم دبليو''. أسهم شركة ديملر هبطت بمعدل 19 في المائة منذ شباط/فبراير، ولا تزال أكثر من 47 في المائة أقل من مبيعات الذروة في عام 2007. كان هذا هو العام الذي بدأت فيه ''ديملر'' بفك حظها العاثر المتمثل في اندماجها مع شركة كريسلر والمقدر بـ 35 مليار دولار، عقد طويل من الزواج بينهما أدى إلى تشتيت الإدارة عن المسائل المتعلقة بالجودة في جوهر علامة مرسيدس التجارية وأسهم في الإخفاق في الاستفادة من الابتكارات التي ظهرت مبكراً مثل فئة M، إحدى السيارات الأولى الفارهة من فئة الدفع الرباعي ومثل ذا سمارت، تلك السيارة الصغيرة الفائقة التي كانت بمنزلة طفرة، لكنها مُنيت بخسائر كبيرة.