الاكتئاب النفسي

أكدت الأخصائي النفسي سمر قويدر أن الاكتئاب اضطراب نفسي يتخلله اضطراب المزاج وعدم القدرة على التفكير، ويصحبه تغيير سلبي في التفكير والسلوك والمشاعر.

ولفتت قويدر، خلال حوارها مع "صوت الامارات"، إلى أن الشخص المصاب بالاكتئاب كثيرًا ما يشعر بأفكار سلبية تسبب له القلق والكآبة وانعدام القيمة، بالإضافة إلى الشعور بالذنب في أغلب الأحيان.

كما نوهت إلى أن المصابين به كثيرًا ما يفقدون الاهتمام بنشاطات كانت محببة لهم من قبل، ويصابون بفقدان الشهية ومشاكل في التفكير والتركيز تجعلهم غير قادرين على اتخاذ القرارات الصائبة، بل قد يلجأ البعض منهم إلى الانتحار.

وأوضحت قويدر أن أسباب الاكتئاب متعددة منها ضغوط العمل أو الأوضاع المعيشية والاجتماعية الصعبة أو التعرض لمشاكل نفسية صادمة مثل وفاة شخص عزيز أو فقدان فرصة العمل أو الوظيفة، بالإضافة إلى التعرض للحوادث.

وبيّنت وجود عوامل أخرى تؤدي إلى الاكتئاب منها تناول بعض العقاقير والعلاج الطبي، مثل العقار المعالج لالتهاب الكبد C أو العقاقير الخاصة بمرض السرطان، وأما القسم الثاني فيشمل الأمراض الفسيولوجية مثل التصلب المتعدد ومرض أديسون وتوقف التنفس عند النوم وغيرها.

أما عن الأعراض التي تصاحب حالة الاكتئاب، فذكرت قويدر أن الأعراض متعددة منها فقدان الأمل والطاقة، وعدم الرغبة في الأشياء التي كانت محببة إليه في السابق، وفقدان الشهية وانخفاض الوزن، بالإضافة إلى عدم القدرة على التركيز أو اتخاذ القرارات.

وتابعت "كثيرًا ما تسيطر على المصاب بالاكتئاب حالة من التعب والأرق أو على العكس ينام لساعات طويلة، وكذلك يصاب بعدم القدرة على أداء الوظائف الاجتماعية والمهنية، ولا يهتم بنظافته الشخصية" .

وحول طرق العلاج، نوهت إلى أن علاج الاكتئاب يستغرق بعض الوقت، وقد لا يجدي العلاج مع المريض من أول جلسة، وقد يؤثر العلاج إيجابًا في البداية ولكن تزداد حالة المريض سوءًا، وبالرغم من ذلك يبقى العلاج ضروريًا لتجنب المخاطر، التي يلجأ إليها الشخص المصاب مثل التفكير والإقدام على الانتحار.

وذكرت قويدر أن أنواع العلاج تنقسم إلى قسمين؛ الأول العلاج الدوائي مثل استخدام الأدوية التي ترفع نسبة مادة السيروتونين، وهي أكثر الأنواع انتشارًا خلال هذه الأيام؛ لأنه يمنع إعادة امتصاص السيروتونين، الذي يعتبر ناقل عصبي وبالتالي ازدياد نسبتها في جسم الإنسان لمساعدته على التفكير واليقظة.

واعتبرت قويدر أيضًا استخدام الأدوية التي تحتوي على الدهون غير المشبعة والمنخفضة الكوليسترول من طرق العلاج؛ لما لها من قدرة على التأثير في الحالة المزاجية إذ تعمل على زيادة امتصاص وسائط نقل الإشارة الكيميائية في المخ.

وأكدت أن استعمال أي دواء لعلاج الاكتئاب يتطلب وقتًا يتراوح ما بين 4 إلى 6 أسابيع لبدء المفعول، وفي كثير من الأحيان لا يظهر أي تحسن من جراء استعمال دواء معين، فيضطر الطبيب إلى تجربة أنواع أخرى.

وقالت قويدر "أما القسم الثاني فهو العلاج النفسي وهو مجهود جماعي يشارك فيه الطبيب والعائلة والمريض نفسه، ويوجد أنواع عدة منه مثل علاج التنظيم العائلي أو العلاج الشخصي المتناسق".

ونصحت بضرورة ممارسة الرياضة ولاسيما المشي؛ لأنه يعمل على تخفيف التوتر والضغوط لدى الإنسان، بالإضافة إلى زيارة الأخصائي النفسي لتخفيف التراكمات النفسية لدى الإنسان ووقايته من الإصابة بالاكتئاب.