التعاون الصيني الأفريقي

أكّد خبراء، يوم الجمعة، أن المساعدات المالية التي تقدّمها الصين إلى البلدان الأفريقية لتحفيز نموها الاقتصادي، تسهم في تعزيز السلام والاستقرار في القارة.

وفي حديثهم بشأن التعاون الصيني الأفريقي في منتدى عن الحوكمة والسلام والأمن عُقد في نيروبي، ذكر الخبراء أن قوة بكين الاقتصادية والدبلوماسية تلعب دورا رئيسيا في تحقيق الاستقرار في ثاني أكبر قارة في العالم.

ومن جانبه، ذكر بيتر كاغوانجا الرئيس التنفيذي لمعهد السياسات الأفريقية، وهو مركز بحثي أفريقي قام بتنظيم المنتدى، أن السلام والأمن والحوكمة اكتسبت مزيدا من الأهمية في التعاون الثنائي الصيني الأفريقي، وقال إن "العلاقات الصينية الأفريقية قد تم تعريفها على مدى عقود بالتنمية، ولكن الحديث عن الانخراط في مسائل الحوكمة والسلام والأمن يكتسب الآن زخما"، مضيفا أن عدم ربط الصين دعمها لأجندة التحول الاجتماعي الاقتصادي في أفريقيا بشروط، يقدم حلا دائما لأزمة الفقر وبطالة الشباب التي تغذي الصراعات الأهلية وانعدام الأمن في القارة.

هذا وقد حضر عدد من كبار صنّاع السياسات والباحثين منتدى نيروبي الذي سعى إلى تحفيز النقاش بشأن المشاركة الإستراتيجية مع الصين لمعالجة تحديات الحوكمة والأمن في أفريقيا.

وأشار مارتن كيماني، مدير المركز الوطني الكيني لمكافحة الإرهاب، إلى أن العديد من البلدان الأفريقية أبدت اهتماما بالنموذج الصيني في معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار والتي تشمل الفقر وعدم المساواة، وقال إن "نموذج التنمية الصيني الذي يركز على تكوين الثروات والقضاء على البطالة الجماعية يأتي في صميم مسعى أفريقيا إلى تعزيز السلام والأمن".

ولفت ديفيد مونياي، المدير المشارك لمعهد "كونفوشيوس" في جامعة جوهانسبرغ، إلى أنه يمكن للبلدان الأفريقية الاستفادة من التأثير الدبلوماسي الصيني للدعوة إلى نماذج مبتكرة لحل الصراعات، وقال إن الصين عززت التنمية السلمية والمتناغمة وسوف تستفيد الدول الأفريقية إذا ما اتبعت نفس النهج بعد التعامل مع مجموعة من التحديات السياسية والاقتصادية، كما أشار إلى أن الصين احتشدت وراء البرامج متعددة الأطراف لتعزيز حل الصراعات في أفريقيا.

وذكر عبد الرحمن لامين، وهو أخصائي وضع برامج في المكتب الإقليمي لليونسكو، أن تعزيز بنية السلام والأمن في أفريقيا ينبغي أن يشكل جزءا من أساس المرحلة التالية من التعاون الثنائي مع الصين.