صعوبات الليبرالية في الغرب والشرق
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

صعوبات الليبرالية في الغرب والشرق!

صعوبات الليبرالية في الغرب والشرق!

 صوت الإمارات -

صعوبات الليبرالية في الغرب والشرق

بقلم - رضوان السيد

قرأت مقالة الزميل حازم صاغية في «الشرق الأوسط» يوم الأحد في 13-6-2022 عن استحالة الليبرالية عند العرب، بشيء من الاستغراب والاستطراف في الوقت نفسه. ولا يرجع ذلك إلى أنّ المسألة ليست مطروحة في واقعنا الحالي فقط؛ بل لأنّ الليبرالية تعاني معاناة شديدة في ديارها الأصلية في أميركا وأوروبا اليوم والآن. ولا يحسبنّ القارئ أنّ المعاناة آتية من حركات اليمين والشعبويات؛ فهذا عاملٌ ثالثٌ أو رابع. بل إنّ التشكيك في القيم والممارسات الليبرالية أتى في الأساس في سياق نقد الخطاب الاستعماري من جانب أنثروبولوجيين ومؤرخين وفلاسفة، ثم صار الآن موجة طاغية تعتبر ليبراليات التنوير أكبر المؤامرات على البشرية، وبها أوشك الغرب على تدمير العالم، وقد يقترن ذلك بتدمير نفسه!
بلغت الليبرالية إحدى ذراها في كتاب فيلسوف القانون الأميركي جون راولز؛ نظرية العدالة (1971). وكانت الأنظمة الليبرالية الديمقراطية تواجه يومها تحدي حرب فيتنام، وانتشار الآيديولوجيات اليسارية بين الشباب في أوروبا وأميركا. لكنّ راولز كان شديد الإيمان بالإمكانات الشاسعة التي تعرضها الليبراليات، والتي يمكن أن يتحلى كبارها بدرجة من الإنصاف والحيادية بحيث يعودون للحالة الأولى والأصلية؛ الحرية والمساواة، التي يمكن أن تسمح بتمييز لصالح الأقلّ حظاً (= الإنصاف). هذا الوسط الذهبي بين الجماعاتيين والفرديين أثار اهتماماتٍ هائلة بين الفلاسفة واللاهوتيين وعلماء الاجتماع والأخلاق طوال 40 عاماً وأكثر، وبالإيجاب أو السلب أو الملاحظات الإضافية على الجانبين.
لكن عندما كانت الأطراف الأطلسية تتجه للانتصار على حلف وارسو والاتحاد السوفياتي في الثمانينات من القرن الماضي، هبّت عاصفة نقد الخطاب الاستعماري من جديد، مستندة إلى مقولات باشلار وفوكو عن المعرفة والسلطة. بدأ الهجوم على الخطاب الاستعماري إدوارد سعيد في كتابه عن «الاستشراق» (1977) معتبراً إياه الجانب الأكثر هشاشة وانكشافاً والأكثر تلوثاً بين مجالات الخطاب الغربي، التي عاد إليها في كتابه؛ الثقافة والإمبريالية في الثمانينات من القرن الماضي. وبعد إدوارد سعيد، الذي كان موضوع إدانته ما نزل بالمسلمين والعرب؛ هبّ اليساريون الهنود للدخول في نقد ذاك الخطاب، مستندين هذه المرة إلى ما نزل بالهند في أزمنة الاستعمار، والخطابات التي سوَّغت تلك المظالم.
ماذا كانت حيثيات النقد أو النقض؟ أولاً الصورة المزورة عن ثقافات العرب والهنود وأديانهم ومدنيتهم وتاريخهم وحاضرهم؛ لتبرير السيطرة عليهم، بالاصطناع والهيمنة. وثانياً أنّ الغرب الاستعماري الذي ما يزال كذلك في زمن الهيمنة والإمبراطورية، إنما كان يخون على طول الخط مبادئ ومقولات زمن التنوير في القرنين السابع عشر والثامن عشر وبعض التاسع عشر. وبذلك فهو يكيل بمكيالين؛ ليبرالي وديمقراطي في أوروبا وأميركا الشمالية، وغير ذلك تماماً في أقطار آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية!
إنّ الموجة الجديدة التي تتجاوز نقد الخطاب الاستعماري إلى نقد نظام المدنية الغربي، تذهب إلى أنّ العلّة الأساسية هي في خطاب التنوير ذاته. فهو في نظر فلاسفة ما بعد الحداثة تمييزي وعنصري وعلمانيته علمانية تفرقة وتمزيق. وقد مضى بالاتجاه نفسه بعض الأنثروبولوجيين والهنود (= ليلا غاندي)، وصولاً إلى وائل حلّاق في الدولة المستحيلة (2013) وقصور الاستشراق (2018). والاستشراق القاصر عند حلّاق هو استشراق إدوارد سعيد الذي بدا خواطرجياً أحياناً، وذا نظرية تمييزية تجاه الإسلام، لا تفترق كثيراً عن التنويريين والاستعماريين، ثم لماذا تطالب الغرب بالوفاء لليبرالية، وهي المؤامرة ذاتها؟!
إنّ هذه التطورات الفكرية والسياسية التي عبرت عن فقد الثقة والإيمان بالحضارة الغربية، توازت وتجايلت مع ظهور تيارات يمينية قوية، منها المراجعون الجدد والإنجيليون الجدد ومفكرو صدام الحضارات، والذين أبهجهم سقوط الاتحاد السوفياتي، ومنظومته، ورأوا ضرورة عزل الإسلام لاستكمال الانتصار للحضارة اليهودية - المسيحية. وقد أثبت العنف «القاعدي» و«الداعشي» فيما بعد أنّ مقولة صدام الحضارات تمتلك حقاً وحقيقة وتاريخاً.
بيد أن الأفدح فيما أصاب الأنظمة الليبرالية - الديمقراطية، ما كان عنف الأصوليات الإسلامية، إذ انتشرت الشعبويات الجماهيرية المعادية لليبرالية في كل الديمقراطيات الأوروبية وفي أميركا والهند. وكلها شعبويات وصلت للسلطة أو اقتربت منها بالانتخابات الحرة (!). ثم جاء التنمر الصيني، والهجمات العسكرية الروسية، ليضاعفا من التحديات التي تواجه نظام المدنية الغربية، الذي بدا في نموذجه مسيطراً في العالم في زمن الاستعمار وما بعد زمن الاستعمار!
عندما كان صمويل هنتنغتون يعلن عن مقولته في صدام الحضارات (1993 و1996)، ما كان يعتبر أنّ هناك خطراً على حضارة الغرب اليهودية - المسيحية إلا من جانب الإسلام «الذي يملك تخوماً دموية». أما روسيا فقد اعتبرها حضارة مسيحية أرثوذكسية، وذات هوية غربية. وتردد لحظة في أين يضع «الحضارة الصينية»، وهل تُصادمُ الغرب؟ ثم جزم بأنّ الكونفوشيوسية منضبطة، والصين ناجحة وصاعدة، فلن تدمر حظوظ النجاح والمستقبل بأي محاولة للغلبة (!). وجاء فوكوياما الآسيوي الأصل ليكتب كتاباً ضخماً في المعجزة الصينية الآسيوية القائمة على الثقة والانضباط!
إنها 3 طبقات أو 3 جبهات أو 4 من الضغوط والتحديات التي تدفع أوروبا أولاً والولايات المتحدة ثانياً إلى التهيب والانكماش. فرغماً عن أنوفهم، يعود الألمان إلى التسلح مثل الثلاثينات من القرن العشرين، بينما يرى آخرون الأمر مختلفاً هذه المرة. لكنّ اليمين المعادي للمهاجرين صار موجوداً في البرلمان الاتحادي وبرلمانات الولايات. والجمهور الفرنسي رجراج ولا يستقر. وفي دول إسكندنافيا والبلطيق والبلقان خوف لا ينتهي من الزحف الروسي. والولايات المتحدة تنشر أجنحتها من جديد على الكيانات من حول روسيا لحمايتها. لكنّ كيسنجر السياسي الأميركي العتيق ينصح بالتنازل لروسيا قبل فوات الأوان؛ فماذا سيحدث إن عاد جمهوري للسلطة بعد سنتين ونيف؟! ثم في كل الأحوال هل تنصرف الولايات المتحدة لمصارعة الصين وروسيا وإيران كما في الحرب الباردة وما بعد؟ وكيف تتجاوز مشكلاتها الخاصة الجديدة والقديمة؟!
وسط القوانين المتكاثرة وتعظيم الجيوش لحماية الدواخل، وصعود الديمقراطيات غير الليبرالية، ماذا يبقى من ليبراليات الأنوار، وليبرالية ما بعد الحرب الثانية؟ وهكذا فإنّ الباحث عن الليبرالية عندنا وعند الغرب ذاته، هو اليوم كالباحث عن طائر الفينيق أو العنقاء، والرجاء ألا يستمر ذلك طويلاً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صعوبات الليبرالية في الغرب والشرق صعوبات الليبرالية في الغرب والشرق



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates