الصين من الردع النقدي إلى النووي
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

الصين من الردع النقدي إلى النووي

الصين من الردع النقدي إلى النووي

 صوت الإمارات -

الصين من الردع النقدي إلى النووي

بقلم - إميل أمين

 

عرفت الأوساط العالميّة طوال سنوات الحرب الباردة، مصطح توازن الردع النوويّ، حيث حرصت كل من الكتلتَيْن الشرقية والغربية، حلف وارسو وحلف الأطلسي، على وجود مستوى متقارب من حيازة الأسلحة النووية، بما يقطع الطريق على أي جانب للانزلاق في مغامرة نوويّة، ذلك أنه يدرك جهوزية الآخر النووية، وأنّ الردّ سيكون كارثيًّا، وهي حرب لا تعرف المنتصر ولا المهزوم.

ذات مرة من خمسينيات القرن الماضي سألوا العالم الفيزيائي الأميركي الشهير ألبرت أينشتاين ذات مرة: "كيف ستكون الحرب العالمية الثالثة، فأجاب: "ما أعرفه هو أن الحرب العالمية الرابعة سوف تخاض بالأحجار والعصيّ، في دلالة على ما ستؤول إليه البشريّة حال الدخول في حرب نووية عالمية ثالثة، والجواب كفيل بمعرفة ما ستؤول إليه الأمور.

غير أنه بعد نحو ثلاثة عقود ونصف تقريبًا من انهيار الاتحاد السوفيتي، وما لحق بدوله من هوان ومذلة من جانب الناتو، ها هي روسيا الاتّحادية الوريث الشرعيّ تعاود التسلّح بما يدخل العالم برُمّته في دائرة الفوضى النوويّة من جديد.

لكن الجديد والأكثر إثارة في حاضرات أيّامنا، هو ما تقوم به الصين من تحوّلات لجهة الردع النوويّ، بعد أن تحقَّقَ لها ما أرادت من ردع نقدي.. ماذا يعني ذلك؟

باختصار غير مُخلّ، تبدو قصة الصين، بالضبط، كما قصص القوى الدولية البازغة، حيث تنشط جيدًا في الداخل، ويزداد نموُّها، ثم لا تلبث أن تضحى تجربة اقتصاديّة رائدة، لا تنفك تمتدّ إلى الخارج عبر قنوات الاستثمار والشراكات مع بقيّة الأمم والشعوب، وهوما فعلتْه الصين بالفعل منذ ثمانينيات القرن الماضي، وعبر أربعة عقود تحوّلتْ إلى قوة ردع نقدي، سواء عبر استثماراتها في سندات الخزانة الأميركية، وإن بدأت في تراجعها مؤخرًا، أو من خلال استدعاء أفكار من باطن التاريخ الصينيّ القديم، مثل طريق الحرير الذي كان يومًا ما مضرب الأمثال، واليوم تحول إلى "مبادرة الطريق والحزام"، تلك التي تُعَزِّز من فكرة قوة الردع النقدي للصين، في مواجهة الهيمنة الاقتصادية الغربية عامة، والأميركية على نحو خاصّ.

غير أن الفصل الجديد في قصة الصين هذه الأيام، هو فصل الردع النووي، والذي يُعَدّ تنفيذًا حرفيًّا للقوى القطبية الكبرى حين يشتدّ عودُها وتحتاج إلى حماية مصالحها الاستراتيجية حول العالم، وحتى لا تبقى رهينة قرارات قوى قطبية أخرى.

منذ أكثر من عامَيْن والأجهزة الاستخبارية الأميركية ترصد بناء الصين لما أطلقوا عليه "سور الصين النوويّ الجديد"، حيث أظهرت الأقمار الاصطناعية، حواضن لتلك الصواريخ يجري إعدادها في باطن الأرض، تحسُّبًا لملئها بصواريخ باليستية حاملة رؤوسًا نوويّةً.

ولعلّ السؤال الأول الذي يبادر ذهن القارئ: "هل تستغل الصين حالة السيولة الجيوسياسيّة العالميّة، ناهيك عن المخاوف من حدوث فوضى في الداخل الأميركي غداة الانتخابات الرئاسية القادمة، وتسارع إلى تنفيذ برامجها النووية الاستراتيجية الجديدة؟

الشاهد أن الصين تعرف كيف تستفيد جيدًا من كافة الظروف، وحتى السلبية منها، وتحولها إلى زخم إيجابي، وهذا مردّه العقلية الفلسفية الكونفوشيوسية.

ترى الصين اليوم أميركا في مواجهة عقبات داخلية عديدة، منها ما هو اقتصاديّ، وما هو عسكريّ، حيث فخاخ عدة منصوبة لواشنطن بعضها في الشرق الأوسط، والآخر في الخليج العربي، ناهيك عن الجرح الثخين المفتوح في أوكرانيا، والذي يبدو ملتهبًا جدًّا في الأيّام الأخيرة، وينذر بِرَدّات فعل غير متوقّعة من القيصر بوتين، والذي تعرض لضربات موجعة ومؤلمة على الحدود من بلاده.

أما أكثر الأمور التي تخيف الصين بالفعل، فموصول بالصراعات الداخلية الأميركية، والخوف من أن تحدث حرب أهلية بين الأميركيين أنفسهم في الغد القريب.

الذين لهم دالّة على شؤون العلاقات الصينية – الأميركية والعكس، يتذكرون جيدًا أنه غداة الفوضى التي جرت في ساحة الكونغرس الأميركي في السادس من يناير 2021، كيف أن رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي قام بالتواصل مع نظيره الصيني الجنرال لي زوتشينغ، بعد أن رصدت الأقمار الاصطناعية الأميركية تحركات نوويّة صينيّة.

طمأن الأميركي الصيني بأن كل شيء تحت السيطرة، غير أن التجربة ربّما تركت تأثيرًا سلبيًّا عند الصينيّين ، عززت من توجّههم نحو مزيد من القوة النوويّة.

هل المخاوف من أميركا فقط هي التي تدفع الصينيّين في طريق حيازة المزيد من الرؤوس النووية؟
الجواب قد يكون حقًّا مفاجأة، ذلك أن بكين تنظر لنفسها اليوم وكأنها واقعة بين مطرقة واشنطن النوويّة، وسندان موسكو المغرقة في النوويّ بدورها.

هنا قد يقول قائل إن الخوف مشروع من أميركا، لكن روسيا دولة صديقة للصين، فكيف يستقيم ذلك؟
ظاهريًّا يبدو المشهد من بكين إلى موسكو بالفعل في شبه تحالف، لكنه في واقع الأمر تحالف براغماتيّ مؤقت، ذلك أن الطبقات الحضارية السلافية الأرثوذكسية سياسيًّا في روسيا، لا تتسق في الحال ولا الاستقبال تاريخيًّا مع نظيرتها الكونفوشيوسية الصينيّة، ولهذا يقطع الصينيون بأن موسكو هي التهديد الأقرب، وأن التقارب الحالي، هدفه مواجهة الهيمنة الاميركية العالميّة.

بالقدر نفسه يعلم الروس الذين لا يتجاوزون 150 مليونًا، أنه من دون ترسانتهم النووية، يمكن للصين ذات المليار وأربعمائة مليون نسمة، أن تكون عند لحظة بعينها تهديدًا حياتيًّا خطيرًا للقومية الروسية.
في آخر تقارير معهد ستوكهولم الدوليّ للسلام المستقل، نقرأ أن الصين تسارع إلى مضاعفة مخزونها النووي مما يقدر بـ 500 رأس حربيّ إلى 1000 بحول العام 2030.

لم يَعُدْ سرًّا أن الزعيم الصيني شي جين بينغ، يرى أن بناء قوة نووية ردعٌ ضروريٌّ له "حيث إن له تاثيرًا نفسيًّا عميقًا على التصوّرات الأميركية والغربية لتوازن القوى الدولية".

تاريخيًّا وعلى مدى عقود، سعتْ الصين إلى بناء والحفاظ على قدرة نووية ذات مصداقية للضربة الثانية، وقد فعلت ذلك لتأمين علاقة من الضعف المتبادل مع الولايات المتحدة الأميركية، فهل حان الوقت الآن لتغيير هذه الاستراتيجيّة من مرحلة الاستضعاف إلى الجهوزية المتبادلة؟

المقطوع به أن الطريق طويل لوصول بكين إلى حيازة أكثر من خمسة آلاف رأس نوويّ تمتلكها واشنطن، بخلاف ما هو غير مُعلَن عنه.

لكن الواقع هو أن حربًا نوويّة بين واشنطن وبكين، لا تحتاج إلى مثل هذه الأرقام الهائلة، إذ يكفي بضع عشرات وليس مئات من هنا وهناك لوقوع ملايين البشر ضحايا على الجانبَيْن.

هل العالم في عودة إلى الصراع النوويّ من جديد؟

الشاهد أنه خُيِّل للجميع بعد تفكيك الاتّحاد السوفيتيّ أن شبح المواجهة النووية قد اختفى ومخاوفها قد تلاشت، لكن تَبَيَّنَ للجميع لاحقًا أن توازنات الردع النووي هي من منعت نشوب حرب في وقت الصراع البارد، والآن تجاوز مشهد العلاقات الدوليّة زمن الحرب الباردة، وها هو من أسف شديد ينحو اتّجاه الساخنة، وبات على كلّ طرف قطبيّ قائم أو قادم، حماية مكتسباته وحضوره الدوليّ ولو عبر المزيد من الخطر الرهيب المتمثّل في الأسلحة النوويّة.

ما الذي يتبقى قبل الانصراف؟ القول إن برامج تجديد القدرات النوويّة الأميركيّة، والتي بدأتْ تتسرّب للإعلام العالمي حكمًا هي السبب في سعي الصين وغيرها من دول العالم لامتلاك النووي من جديد.. ماذا عن تلك البرامج؟ إلى قراءة أخرى بإذن الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين من الردع النقدي إلى النووي الصين من الردع النقدي إلى النووي



GMT 11:13 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزير اللطافة والجدعنة!

GMT 11:10 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ضد قراءة نيتشه في الطائرة

GMT 11:07 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأساطيل والأباطيل

GMT 11:04 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 11:01 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 10:58 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم التالى مجددا!

GMT 10:55 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

للمرة الأولى يتباعد الشاطئان على المحيط

GMT 10:53 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لو ينتبه شباب المغرب

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 15:06 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

شيفروليه تطلق الجيل الجديد من سلفرادو 2019

GMT 14:43 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرة سلمية للسيطرة على الاحتباس الحراري في بلجيكا

GMT 16:25 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بحث جديد يثبت أن "الموناليزا" ليست جميلة

GMT 08:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

صلاح يسجل الهدف الأول للمنتخب المصري

GMT 05:58 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

جمهورا الوصل والنصر يحتفلان بـ"يوم العلم" الإماراتي

GMT 05:45 2021 السبت ,16 تشرين الأول / أكتوبر

5 لاعبين يمكنهم تعويض محمد صلاح في حال رحيله عن ليفربول

GMT 08:32 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

فيات تدخل عالم سيارات البيك آب الكبيرة المتطورة

GMT 19:24 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 21:57 2020 الخميس ,02 إبريل / نيسان

الغموض يحوم حول مصير طواف فرنسا 2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ثغرة في نظام أبل تستهدف الأطفال

GMT 07:06 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب أهلي دبي يهزم الظفرة ويتصدر الدوري الإماراتي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates