قراءة للعقل المصرى كتاب جاء فى أوانه

قراءة للعقل المصرى.. كتاب جاء فى أوانه

قراءة للعقل المصرى.. كتاب جاء فى أوانه

 صوت الإمارات -

قراءة للعقل المصرى كتاب جاء فى أوانه

بقلم - خالد منتصر

صدر كتاب «قراءة للعقل المصرى» لأستاذى د. أحمد عكاشة عن دار الكرمة، وصدور كتاب للدكتور عكاشة فى هذا التوقيت الحساس الذى يحس فيه المصريون بزلزال نفسى واجتماعى رهيب، هو حدث لا بد من الاحتفاء به ودراسة المكتوب فيه بكل الوعى والجدية، وقد شرفنى د. عكاشة بمهمة كتابة المقدمة لهذا الكتاب الذى استمتعت به كقارئ أول وتلميذ دائم، وسأنقل لكم اقتباساً مما كتبته عن جزء الحوارات فى الكتاب:

بعد قراءة حوارات د. أحمد عكاشة، ألح على عقلى سؤال مؤرق، ماذا لو كنا قد قرأنا تلك الحوارات جيداً، خاصة التى أجريت فى زمن مبارك ومرسى؟ لقد وضع الطبيب النفسى يده على مكمن الداء، وشخّص الأعراض والخلل والاضطرابات، ولم يكتفِ بذلك، بل قدّم روشتة العلاج، عندما ستقرأ تلك الحوارات دائماً سيقفز إلى ذهنك هذا السؤال، وستندهش مثلى على قوة ودقة تلك البصيرة التى نحتتها سنين الخبرة وحدة الذكاء وعمق الرؤية وحكمة الزمن، وهذا ما يفرق بين المجتمعات التى تتقدم بسرعة الضوء، والمجتمعات التى تتحرك بسرعة السلحفاة، المجتمعات التى تنافس فى الماراثون وتتقدم السباق، والمجتمعات التى كل مهارتها فى تمرين الجرى فى المكان، حوارات د. عكاشة هى بلغة الطب أشعة رنين مغناطيسى على عقل وروح وأحشاء مصر المحروسة، حواراته تحاليل دلالات أورام مستترة تحت الجلد وفى ثنايا الأنسجة، تدق جرس الإنذار وبقوة للتدخل فى الوقت المناسب، هناك فى الكون كائنات أكثر حساسية للزلازل وتشعر بقرب حدوثها، ويخمّن البشر أحياناً من فرط حركتها وانزعاجها أن هناك كارثة تزحف لتنقض وتحول المدينة أنقاضاً، هذه الحوارات هى بمثابة تلك الكائنات بقرون استشعارها الطبيعية ورادارها الربانى وبوصلتها الفطرية، د. أحمد عكاشة فى هذه الحوارات المهمة، هو جبرتى مصر الذى يكتب يومياتها بريشة زرقاء اليمامة، فأنت عندما تقرأ الحوارات ستُشكل صورة عن تاريخ تلك الحقبة وجغرافيتها، لكن التأريخ العكاشى إن جاز التعبير هو تأريخ مختلف وتدوين متفرد، فهو يحمل فى طياته رؤية زرقاء اليمامة التى جعلتها تمتلك النبوءة الصادقة، زرقاء اليمامة التى كانت ترى الأعداء من على بُعد أميال، وتحمى قبيلتها بحُسن التوقّع وقدرتها على معرفة المستقبل، هذه القدرة لم يكتسبها د. أحمد عكاشة، لأن له قدرات السحرة والعرافين، لكن لأنه عالم حقيقى، ومثقف موسوعى، وإنسان يفتح مسامه لكل ما حوله من متغيرات، منحته خبرته فى الطب النفسى قدرة على سبر أغوار النفس البشرية، بكل أحراشها ودروبها الملغومة التى لا يستطيع المغامرة فيها إلا ذوو البأس العقلى والروحى.

قدم د. عكاشة قراءته النفسية للجهاديين والتكفيريين والمتأسلمين، وشخّصهم تشخيصاً عبقرياً، تشخيص «متلازمة الماسادا»، وهى حالة نفسية تتميز باعتقاد مركزى راسخ بواسطة أعضاء مجموعة تشعر بأن المجتمع ضدهم وله رؤية سلبية تجاههم، وهم يفضلون الانتحار، أو الموت أو الشهادة عن الاستسلام أو الهزيمة أو قبول الأمر الواقع، من ضمن الأسئلة المهمة والمحيرة التى أجاب عنها د. عكاشة وفكك مفرداتها التى كانت لغزاً، سؤال لماذا معظم الإرهابيين خريجو كليات عملية، مما نطلق عليها كليات القمة؟، لماذا الكليات العلمية والعملية وليسوا قليلى التعليم أو الجهلة؟ أجاب بأن المشكلة فى إعداد طلاب التخصّصات العلمية، الذى لا يتضمن طوال سنوات تعليمهم من مرحلة الحضانة إلى مرحلة الدراسات العليا، مقرراً دراسياً واحداً يتعلق بالمنطق، أو الفلسفة، أو تاريخ الفكر، أو ما إلى ذلك من موضوعات تحمل شبهة تعليم المنهج العلمى، أو الإشارة إلى نسبية الحقيقة، وكان طبيعياً والأمر كذلك أن ترسخ لدى هؤلاء الأبناء عقيدة مؤداها أن التفكير لا يحتاج إلى تعليم، وأن تمحيص الأفكار لا يحتاج إلى تدريب، وأنه يكفى للتسليم بصواب فكرة معينة أن تبدو منطقية، أو أن تصدر عن مصدر ثقة، أو أن تتفق مع مشاهدات واقعية، أو أن تكون متكررة لزمن طويل.

وأعلن د. عكاشة مراراً وتكراراً عدم اقتناعه ورفضه التام لمصطلح «المصالحة» مع الإخوان، وقال إنه لا يعتقد إطلاقاً أن هؤلاء قابلون للحوار والتواصل، والمضى فى هذا الأمر يعتبر مضيعة للوقت، لأنه لا يمكن إدخال الديمقراطية فى عقل من هو فاشى، كما أن الجينات الوراثية لهؤلاء المتطرفين تجعلهم غير قادرين على قبول الرأى الآخر، ولذا قال وبكل صراحة «أعود وأؤكد أن القيادات الحالية للتيار الإسلامى لا تصلح إطلاقاً فى دمجها فى أى تحالف وطنى»، وعارض مسألة تسويق الإخوان والسلفيين لاحتكار الجنة، وقال «من الممكن أن البوذى الصالح سيدخل الجنة، فى حين أن المسلم غير الصالح قد لا يدخلها».الدروس المستفادة من حوارات د. أحمد عكاشة أكبر من أن يستوعبها مقال أو حتى كتاب، لذلك أطالب بأن تكون تلك الحوارات موضوع مناقشة لمائدة مستديرة من المثقفين والمتخصّصين، لنستخلص منها رؤوس مواضيع لأجندة عمل للمرحلة القادمة التى نُشكل فيها ملامح الجمهورية الجديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة للعقل المصرى كتاب جاء فى أوانه قراءة للعقل المصرى كتاب جاء فى أوانه



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 21:04 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة
 صوت الإمارات - الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:29 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

بيجو 508 موديل 2018 الجديدة تظهر بتصميم جريء

GMT 21:42 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مهرجان الدمى العملاقة فى شوارع لشبونة

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

GMT 09:02 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي عهد الفجيرة يشهد احتفالية اليوم العالمي للتسامح

GMT 08:18 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تستغني عن محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال

GMT 07:55 2013 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

"دوران" يشارك في مسابقة أفضل الأفلام القصيرة في كاليفورنيا

GMT 21:15 2014 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاركة فلسطين في "مونديال" القاهرة رسالة بأننا شعب حي

GMT 15:44 2015 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بدء التصويت في الانتخابات التشريعية في البرتغال

GMT 10:18 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

معرض الكتاب يناقش مستقبل "النشر الإلكتروني" في مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates