من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا

من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا

من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا

 صوت الإمارات -

من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا

بقلم - خالد منتصر

وصلتنى هذه الرسالة المهمة من د. صلاح سند أستاذ النساء والولادة بطب القاهرة يرد فيها على رجال الدين الذين يرفضون زرع الأعضاء بحجة أن الجسد ملك لله ولا يصح التصرف فيه، يقول د. صلاح:

اتفقت الغالبية العظمى من المجتمعات، إسلامية وغير إسلامية، على جواز التبرع بأعضاء الجسد بعد الموت، وفى مصر تمت الموافقة على قانون لتنظيمه ولكنه لم يُفعّل بعد لسبب غير معروف، مما يعطى الفرصة للبعض لإثارة حرمانية التبرع معتمدين على آراء لبعض الشيوخ بعدم ملكية الإنسان المتبرع لجسده. ومهما كانت مرتبة هؤلاء العلماء فلا أحد معصوم من الخطأ وحتى الأنبياء ليسوا معصومين من الأخطاء فى بعض الأمور الدنيوية. ويمكن الرد على هذا الرأى من أربعة أوجه:

أولا: لله سبحانه وتعالى ملك ما فى السماوات والأرض، فهل ذلك يمنعنا من التصرف فيما عندنا من مال وخلافه؟ وقد جاء فى سورة الحديد (٧): «آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ»، فهل الذى استخلف فيه الله سبحانه وتعالى الإنسان هو المال فقط؟ أم يشمل أنماطاً أخرى لم تفسر سابقاً مثل أعضاء الجسد؟

ثانياً: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» (المائدة: ٣٢). ومن تفسيرات الأولين من أحيا نفساً هو من أنقذ إنساناً من التهلكة، فما أعظم الثواب الذى يناله المتبرع بعد موته، الذى هو فى أشد الحاجة لعلو أجره بعد انقطاع عمله. وفى الحديث الشريف سأل حمزة بن عبدالمطلب الرسول عليه الصلاة والسلام: «اجعلنى على شىء أعيش به» قال: «يا حمزة نفس تحييها أحب إليك أم نفس تميتها؟» قال حمزة: «بل نفس أحييها» فأردف الرسول الكريم: «عليك بنفسك» (المسند: ١٥٧/٢)، ولذلك فالتداوى بأى وسيلة طبية أو جراحية كنقل عضو هو حفظ للنفس وللحياة، أو حتى حفظ للحياة الكريمة التى لا يستطيع الإنسان المستخلف تعمير الأرض بدون أن تكون له هذه الحياة الكريمة التى قد ينتقصها كمثال الفشل الكلوى.

ثالثاً: تمر الذات الإنسانية بأربع مراحل؛ أولها روح فقط فى عالم الذر، وثانيها روح داخل جسد فى الحياة الدنيا، وثالثها روح فقط فى عالم البرزخ، ثم رابعها نشور الجسد وتزاوجه بالروح مرة أخرى. والروح لا تموت وإنما تنتقل بين هذه المراحل الأربع، فالإنسان بعد الموت ليس هو الجسد المدفون تحت الأرض، وأعيد التأكيد على نقطتين:

- النقطة الأولى هى أن الجسد المخلوق من مادة الأرض هو آلة الحياة الدنيا ولذلك الروح فى حاجة للجسد فى هذه المرحلة للتعبير عما تحسه وتريده، ولكنها ليست فى حاجة لهذا الجسد الذى يتحلل لعناصره الأولية فى مرحلة البرزخ، والعقل البشرى لا يرى إلا الجسد المادى ويظنه الذات الإنسانية.

- النقطة الثانية هى أننا فى حاجة لقراءة متمعنة فى القرآن لنفهم أن الروح هى المكون الرئيسى للإنسان وهو الذى جعل مرتبة الإنسان أعلى من كل المخلوقات وليس الجسد الطينى الذى وصف كنهه بالمهين «مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ» (السجدة: ٨)، بينما كرمت الروح بنسبها لله سبحانه وتعالى «نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِى» (الحجر: ٢٩، ص: ٧٢)

رابعاً: إن زراعة الأعضاء قد كتبها الله سبحانه وتعالى علينا فى دورة الحياة؟ فكلنا يحمل فى أعضاء أجسادنا ذرات وجسيمات أولية نتجت من تحلل أجساد من سبقونا، وقد ذابت فى التراب ودخلت فى تكوين النباتات والحيوانات التى نتغذى عليها ثم تدخل فى تكوين أعضاء جسدنا، وقد جاء فى سورة ق (٤): «قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ». وتشير الآية إلى تحلل الأجساد إلى المواد الأولية التى تتكون منها جميع المخلوقات الأرضية من نبات وحيوان وإنسان، فالمادة الحية تتألف من نفس العناصر الموجودة فى التراب كالكربون، الهيدروجين، النيتروجين، الكالسيوم (١٦ عنصراً) ولكن بنسب مختلفة، وكلنا يعرف من قوانين الفيزياء أن المادة لا تفنى ولذلك فالجسد لا يفنى وإنما يتحلل لمكوناته الأساسية التى تدخل فى تكوين ونمو النباتات والحيوانات التى يتغذى عليها الإنسان، أى ترتد هذه العناصر الأولية إلى إنسان آخر لتنمو بها أعضاؤه الجسدية، ولذلك فدورة الكون هى بمثابة زرع أعضاء بتقدير الخلاق العليم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:29 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

بيجو 508 موديل 2018 الجديدة تظهر بتصميم جريء

GMT 21:42 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مهرجان الدمى العملاقة فى شوارع لشبونة

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

GMT 09:02 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي عهد الفجيرة يشهد احتفالية اليوم العالمي للتسامح

GMT 08:18 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تستغني عن محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال

GMT 07:55 2013 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

"دوران" يشارك في مسابقة أفضل الأفلام القصيرة في كاليفورنيا

GMT 21:15 2014 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاركة فلسطين في "مونديال" القاهرة رسالة بأننا شعب حي

GMT 15:44 2015 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بدء التصويت في الانتخابات التشريعية في البرتغال

GMT 10:18 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

معرض الكتاب يناقش مستقبل "النشر الإلكتروني" في مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates