«حمى البحر المتوسط» فلسطين حاضرة بالتاريخ والجغرافيا والإبداع
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

«حمى البحر المتوسط».. فلسطين حاضرة بالتاريخ والجغرافيا والإبداع!

«حمى البحر المتوسط».. فلسطين حاضرة بالتاريخ والجغرافيا والإبداع!

 صوت الإمارات -

«حمى البحر المتوسط» فلسطين حاضرة بالتاريخ والجغرافيا والإبداع

بقلم - طارق الشناوي

 

هل لا تزال القضية الفلسطينية حاضرة فى ضمير العالم رغم تعدد وتراكم الأحداث؟.. السؤال الأهم: هل لا يزال كل الفلسطينيين يتذكرون التاريخ والجغرافيا؟!.. لم ولن يتجاوزوا أبدًا تلك الصفحة التى تؤكد أن هذه الأرض عاشت عليها دولة فلسطين، التى لم تفرّق يومًا فى تعاملها بين الأديان الثلاثة: الإسلام والمسيحية واليهودية.
هذه المرة نحن بصدد فيلم فلسطينى الهوى والهوية، ولا يمكن لأحد التشكيك فى شرعيته وانتمائه لفلسطين، رغم أن الأحداث الدرامية تجرى فى مدينة (حيفا)، وتم تصوير جزء كبير من الفيلم فى هذه المدينة التاريخية المطلة على البحر المتوسط، التى تعد ثالث أكبر مدن فلسطين من حيث الكثافة السكانية.

العرب يشكلون حاليًا الأقلية العددية بعد التهجير القصرى عام 48، لدينا 25 فى المائة من السكان عربًا.. الدلالة ليست فى العدد القابل للزيادة كنسبة مئوية ولكن هناك إرادة مؤكدة للحفاظ على الهوية والتحدث باللغة العربية، وهو ما يشير إليه الفيلم صراحة.

شريط (حمى البحر المتوسط) يشارك فى قسم (نظرة ما)، الاسم يشير إلى مرض وراثى أصيب به ابن بطل الفيلم، ومن أشهر من عانوا هذا المرض عازف الجيتار عمر خورشيد. بطل الفيلم كاتب محبط يعيش حالة اكتئاب، لأنه لم يحقق ذاته، يصاب ابنه بهذا المرض الذى لا علاج له حتى الآن، وفى الحوار مع الطبيبة الإسرائيلية نكتشف حقيقة الصراع عندما يصر الكاتب على أن ينطق اسم حيفا باللهجة العربية.

كما أنه عندما تسأله عن وطنه يقول فلسطين، تخبره أنه لا يوجد فى الجغرافيا ولا على الخريطة مكان اسمه فلسطين ولكن إسرائيل، ويصر على أنها فلسطين.. وتسأله عن ديانته فلا يقول مسلمًا أو مسيحيًا أو يهوديًا، ولكن ديانته (فلسطينى) أيضا.. الأداء بنعومة شديدة يبتعد عن الخطابية والمباشرة، وهو خيط رفيع حرصت عليه المخرجة مها الحاج، لتصل الرسالة أقل صخبًا وأكثر عمقًا وتأثيرًا.

الفيلم سياسيًا ينحاز للوطن، وهو من الناحية القانونية يحمل الهوية الفلسطينية، ورفضت المخرجة أن يتم تمويله على أى نحو من إسرائيل.

إنها، مع الأسف، حكاية تتكرر عندما يعلن مهرجان عن هوية فيلم فى الأوراق الرسمية، مشيرا إلى أنه إسرائيلى، بينما كل التفاصيل تؤكد أنه فلسطينى.

فى العام الماضى، شاهدنا احتجاج عدد من الفنانين الفلسطينيين على فيلم (فليكن صباحًا)، لأنه فلسطينى فى كل تفاصيله، وقرروا مقاطعة مهرجان (كان) احتجاجا على تقديمه كفيلم إسرائيلى.. إدارة المهرجان تطبق القاعدة المعمول بها فى العالم كله، وهى أن جنسية الفيلم تنسب إلى جهة الإنتاج، هذا الأمر كثيرا ما تكرر فى أكثر من مهرجان مثل فينسيا وبرلين وغيرهما، ومن أشهر الأفلام التى تعرضت لهذا التناقض فيلم (فيلا توما) عندما احتجت المخرجة سها عراف فى مهرجان (فينسيا) - قبل 8 سنوات - مطالبة بأن يحمل الفيلم الهوية الفلسطينية، فقالت وزيرة الثقافة الإسرائيلية وقتها: عليها إذن أن ترد لنا ميزانية الفيلم- وأشارت إلى الرقم.

لم تفلح أى محاولة لعرض (توما) فى أى مهرجان مصرى، بسبب أن هناك تمويلا إسرائيليا، رغم الانحياز الفكرى لفلسطين.

لا يكفى القضية، ولا لغة الحوار، ولا حتى اسم الكاتب أو المخرج.. ولكن الإنتاج. وعندما يساهم صندوق دعم السينما الإسرائيلى فى أى عمل فنى مهما كانت نسبة المشاركة لا نستطيع سوى أن نعتبره ممثلا لجهة الإنتاج، وفى العادة تتحفظ المهرجانات العربية على عرضه.

لم ينجح غضب المخرجين العرب الفلسطينيين ولا الممثلين فى تغيير القاعدة، وكثيرا ما أستمع إلى المخرج الفلسطينى وهو يقول- أتحدث عمن يعيشون داخل الخط الأخضر من نطلق عليهم (عرب فلسطين)- يؤكد المخرج أنه يحصل على تمويل من صندوق الفيلم الإسرائيلى لأنه مواطن ويدفع الضرائب ومن حقه ذلك، ولكننا لا نعترف أبدا بأنه فيلم فلسطينى، ولهذا كان ولا يزال هناك رفض عربى لمشاركة أى فيلم به أى نسبة من هذا التمويل.. وهكذا أصرت على الجانب الآخر مها الحاج على أن يحمل فيلمها الجنسية العربية فى كل تفاصيله، بدايةً من الإنتاج.

مها قدمت الشخصيات العربية وكأنهم يعيشون فى (جيتو) عربى داخل حيفا، الشخصيات التى نتعامل معها تقريبا كلها عربية، ودائرة الاحتكاك لا تتجاوز العرب.

الكاتب المحبط يقرر التخلص من حياته لأنه لم يحقق ذاته، بينما جاره الفلسطينى، أحد الذين يعيشون على السرقة والنهب والبلطجة، لا يدرى كيف يسدد ديونه، يطلب منه بطل الفيلم أن يعقد معه صفقة يتقاضى أجرا مقابل أن يقتل شخصًا، وبعد مفاوضات يكتشف أن الجار هو المطلوب فى هذه الصفقة، وبدلا من أن يطلق الرصاصة على الكاتب يوجهها إلى نفسه يعتبرها بمثابة موت رحيم.

وينتهى الفيلم بالمشهد الأخير عندما يأتى الجار الجديد الفلسطينى أيضا ونكتشف أنه طبيب تخدير. الحديث عن القتل الرحيم الممنوع فى عدد من الدول، وبينها قطعًا عالمنا العربى، هو إحدى مفردات الفيلم.

سؤال يتردد أثناء مشاهدة الفيلم: أين المجتمع الإسرائيلى؟، لماذا تعمدت المخرجة إخفاءه وكأنه لم يكن، بينما الخيط العميق فى الفيلم هو البحث عن إجابة قاطعة: هل الإنسان الفلسطينى لا يزال يحلم بفلسطين؟.

الحوار بين الكاتب والمحتال يكشف هذا الصراع الذى من الواضح أن له مردوده الواقعى، الكاتب بحكم تكوينه يعتز بوطنه التاريخى ولم يفقد بعد الأمل، بينما جاره يقول إنه يتعامل بواقعية وعليه أن يطوى الصفحة.

مها الحاج تترك دائمًا فى أحداث الفيلم أقواسا مفتوحة لمن يريد الإضافة، فهى تدرك أن مثل هذه الأسئلة قد تدفع البعض للإجابة أو- وهو أضعف الإيمان- للتفكير.

انحياز مها واضح على المستويين الفنى والسياسى.. مها تحرص على أن ترفع اسم وطنها فلسطين فى (كان)، ولا تزال تحلم بفلسطين التاريخية ونحن أيضا نشاركها الحلم!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حمى البحر المتوسط» فلسطين حاضرة بالتاريخ والجغرافيا والإبداع «حمى البحر المتوسط» فلسطين حاضرة بالتاريخ والجغرافيا والإبداع



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates