إيمانويل تود والانهيار
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

إيمانويل تود والانهيار

إيمانويل تود والانهيار

 صوت الإمارات -

إيمانويل تود والانهيار

بقلم:سوسن الأبطح

«أفضل ما يمكن أن يحدث لأوروبا هو أن تختفي الولايات المتحدة، عندها سنعيش في سلام».

هذه العبارة للمؤرخ والأنثروبولوجي الفرنسي إيمانويل تود، ترددت كثيراً في الأسابيع الأخيرة، وتناولتها الأقلام والألسن، بالإعجاب والاستهجان والنقد، رغم أنها مجرد فكرة في كتاب يقارب الـ400 صفحة، وضع فيه تود، الرجل الذي يصغى لآرائه بعناية، خلاصة نتائج أبحاثه، وتنبؤاته بانهيار الغرب.

حساسية الجملة متأتية من التوقيت المفصلي الذي يصدر فيه الكتاب، بعد تورط أميركي أعمى في المغطس الأوكراني، بدعم عسكري بالأسلحة واقتصادي وإعلامي، من دون أن تنجح هذه الجبهات في كسر روسيا، بل على العكس قسمت ظهر أوروبا. ثم تورطت أميركا في غزة، ليس أخلاقياً فقط بل بالتسليح والتخطيط والتنفيذ، ولا يزال الغرب عالقاً في وحولها، فيما تأتي دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، في محكمة العدل الدولية، بمثابة ناقوس إنذار، لتحذر من خطر التمادي في الانسياق وراء الجرائم الإسرائيلية.

إيمانويل تود، لا يزال يذكر كثيرون أنه أول من تنبأ بانهيار الاتحاد السوفياتي وكان ذلك عام 1976 في كتابه الشهير «السقوط النهائي»، الذي صدر قبل 13 سنة من إزالة جدار برلين. لهذا يشعر المناوئون لتود، حتى المعترضون على ما جاء في كتابه الجديد «هزيمة الغرب» من تنبؤات علمية غير شعبية، بشيء من المهابة أمام ما سطره، وإن كانوا يتمنون ألا تتحقق تصوراته.

أمران يشدد عليهما بأنهما سيجعلان الغرب في دائرة الهزيمة، وبشكل خاص أميركا؛ لأنها البؤرة والمركز. «العدمية» التي وصلت - بسبب اختفاء القيم الدينية من المجتمع، ما خلق قلقاً وجودياً، وبحثاً دائباً عن بدائل - حدّ التخبط والضياع. وربما اللحظة الفصل هي عندما تم تشريع زواج المثليين، بقرار يجسد قمة التخلي عن كل ما سبق. أما الأمر الثاني فهو تهاوي الديموغرافيا بشكل هائل، حيث إن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لم تعد تسمح بزواج وإنجاب، وبناء أسرة، وإقامة نسيج اجتماعي متماسك.

إيمانويل تود، تلميذ نجيب لعالمي الاجتماع الكبيرين، ماكس فيبر، وإيميل دوركهايم، ليس رجلاً إصلاحياً، ولا مبشراً دينياً، ولا يريد أن ينظر إليه بوصفه أخلاقياً متعنتاً. البحث في البيانات والأرقام، والبنى الأسرية التي يجيدها تقوده بصفته أنثروبولوجياً إلى خلاصات لا يستطيع أن يفلت منها.

ماكس فيبر له نظرية، تربط صعود الغرب الليبرالي بازدهار البروتستانتية في البلدان التي تعتنقها، مثل بريطانيا وألمانيا، وأميركا وهولندا، وازدهرت الحرية الفرنسية بفضل جيرتها لألمانيا. البروتستانتية التي ربطت الدين بالعلم وقراءة الكتاب المقدس، وضرورة القضاء على الأمية، وأنجبت أشرس أنواع العنصرية، سواء هتلر في ألمانيا أو عبودية السود في أميركا، هي نفسها التي سيصبح ضعفها سبباً في السقوط. لهذا يرى إيمانويل تود أن فهم النهوض الغربي وأسبابه يساعد على إدراك أسباب الانحدار أيضاً الذي يتزامن والتخلي كلياً عن المبادئ البروتستانتية حتى في تمظهراتها الاجتماعية والعائلية. ولا يستغرب والحالة هذه أن يبدأ التدهور في المؤسسات التعليمية، ويبدو أن الجامعات الأميركية، تتقهقر بسرعة في عدد الدراسات التي تقدمها، وعدد المهندسين الذين تخرجهم، كما أن عدد الوفيات بين الأطفال بات أعلى منه في كثير من الدول الأوروبية، وحتى في روسيا، مع تراجع النظام الصحي.

هذه الرؤى التي وصفها البعض بـ«الأبوكالبسية» المتشائمة، وتبالغ في السوداوية، لا تمنع تود من التأكيد على أن روسيا ليست هي من تحفر الفخاخ لأميركا ولا أي دولة أخرى، بل إنها هي التي تمارس نوعاً من «الانتحار الذاتي» وأن الهزيمة ستكون أخلاقية واقتصادية، لأن الغرب كله يذهب إلى انتهاج «مسار عدواني غريب».

يردد تود باستمرار أنه يبني على قواعد علمية متينة، وأرقام وإحصاءات، وأنه قام بدراسات وافية حول الطبقة السياسية الأميركية الحالية، ليفهم توجهاتها، ويصفها بأنها «بلا أخلاق، ولا صلة لها بالدين، وتحب المال والحروب، لا بل لها متعة في زرع الفوضى في العالم. وهذه هي العدمية».

وهو ما يعد نوعاً من النخر الذاتي في بنية باتت شديدة الهشاشة. «روسيا لا تريد غزو الغرب، ولا طاقة لها بذلك، خاصة أنها تعاني من ديموغرافيا شديدة الضعف لا تسمح لها حتى بالتفكر في الأمر».

الاتهامات لإيمانويل تود بمناصرة بوتين، تأتي من كل جانب، وثمة من يعده محافظاً أخلاقياً. الكاتب دومينيك سيمونيه، يظن أن هذه الآراء «مذهلة» و«غير واقعية» و«استفزازية»، وأن إيمانويل تود يتبنى دائماً وجهات نظر متناقضة حتى يتحدث الناس عنه. لأنَّ بوتين هو الذي غزا أوكرانيا، على عكس ما يلمح إيمانويل تود بقوله إن الولايات المتحدة استفزت روسيا. و«هذا لا يوجد إلا في خيالاته».

وثمة من يجد أن تود كان باستمرار منتقداً شرساً لأوروبا الليبرالية، و«محافظاً يسارياً، ينشر كتباً سميكة وكثيفة، تمكَّنت أطروحاتها من إثارة الحماس والفزع»، كما كتب سيمون بلين الصحافي في «ليبراسيون».

لكن الاهتمام الشديد بكتاب إيمانويل تود الجديد، الذي لا يأتي على ذكر غزة - وإن كان بمقدور القارئ أن يضعها في السياق - والتساؤل المتزايد حول صحة التحليلات، والخوف من تحقق بعض ما ورد فيه، تؤكد أن ما كل ما يقوله إيمانويل تود، هو للترويج، وإنما يضع اليد على الجرح في وقت يتزايد فيه الإحساس في الغرب كله بأن الآتي لا يدعو للطمأنينة أبداً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيمانويل تود والانهيار إيمانويل تود والانهيار



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 15:06 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

شيفروليه تطلق الجيل الجديد من سلفرادو 2019

GMT 14:43 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرة سلمية للسيطرة على الاحتباس الحراري في بلجيكا

GMT 16:25 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بحث جديد يثبت أن "الموناليزا" ليست جميلة

GMT 08:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

صلاح يسجل الهدف الأول للمنتخب المصري

GMT 05:58 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

جمهورا الوصل والنصر يحتفلان بـ"يوم العلم" الإماراتي

GMT 05:45 2021 السبت ,16 تشرين الأول / أكتوبر

5 لاعبين يمكنهم تعويض محمد صلاح في حال رحيله عن ليفربول

GMT 08:32 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

فيات تدخل عالم سيارات البيك آب الكبيرة المتطورة

GMT 19:24 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 21:57 2020 الخميس ,02 إبريل / نيسان

الغموض يحوم حول مصير طواف فرنسا 2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ثغرة في نظام أبل تستهدف الأطفال

GMT 07:06 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب أهلي دبي يهزم الظفرة ويتصدر الدوري الإماراتي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates