بقلم : علي أبو الريش
في البدء الاقتصاد وفي الطريق إلى دولة قويّة، اقتصاد ينهل من إبداع الذين يعشبون الأرض من عرق الكد والجد، والاجتهاد والعالم لا يحترم إلا الأقوياء، هذه نظرية الفطرة البشرية، هذه هي غريزة الحياة، فأمة لا تقوى باقتصاد متين رزين رصين، أمة تذهب إلى حيث تنطفئ الأضواء، وتختفي الأقمار خلف غمامة العوز، وتزول الشمس، بعيداً عن تضاريس الأرض.
عندما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأننا واثقون من قوة اقتصادنا، فإن سموه يسلط الضوء على جيل إماراتي واعٍ يختزل الزمان في حضارة إماراتية نموذجية استثنائية تذهل وتدهش وتجذب خيوط الشمس باتجاه منجز حضاري يعتمد أولاً وقبل كل شيء على الإرادة وصدق النوايا، وحسن التدبير، وجيد التفكير، العمل دوماً على إذابة الجليد، بحيث تسير السفن جميعاً ومن كل الجهات والأصقاع والبقاء من دون عوائق أو عقد.
إنها جديلة الإمارات المسبوكة من حلم الذين عشقوا وتشوقوا ونسقوا وبسقوا وأسسوا الواقع الباهر على أركان الثقة بالنفس، والتصالح مع الآخر من دون غبار أو سعار أو شعار، إنه الحلم الإماراتي يتمشى على الأرض، ويذهب بخيلاء يافعاً رائعاً ناصعاً ساطعاً لا يحيد ولا يتحيز إلا للحقيقة، والحقيقة هي أن الإمارات بلد اليراع والشموع الخافقة بروح التألق والتأنق ورشاقة الأحلام.
اقتصادنا قوي بإرادتنا وعزيمة الرجال الأفذاذ والعقول الزاهية بألوان الزهر، والماء المعطر بالورد، اقتصادنا قوي، لأنه يسير على ظهر موجة بيضاء، ويشرع من دون خبيب أو دبيب، ويمضي بالآمال مجللاً بالقدرات الفائقة، مكللاً بالرؤى الخارقة، وحاملو حقائب الظفر لا يوجلون ولا يجفلون لأنهم واثقون من أنفسهم ثابتون بتوجهاتهم وخطواتهم وثبات الجياد، وهي تصبو إلى الأهداف السامية.
اقتصادنا قوي بوضوح أهدافنا وتصميمنا وإصرارنا من أجل أن تبقى الإمارات الراية والرواية وغاية الناس جميعاً أن تكون بلادنا الأولى وعند شفة الطير، وبراعم الشجر.. اقتصادنا قوي، لأنه عانق ربوة الصحراء، فأسقاها من شهد الذين بادروا وثابروا وسادوا متأبطين الحلم معتقدين أن إرادة الشعوب إن كانت مثل عزيمة النخلة المباركة، فهي لا تعجز ولا تستفز، بل هي جذر في الأرض، وغصن في السماء، هي في الأصل من دفتر الوعي تنهل وترتشف الرحيق وتعلو قامتها وترتفع هامتها وتشمخ قمتها، وفي سواد الليل تكون نجماً يطل على العالم بشعاع لا تطفئه العواصف ولا الكواسف، هؤلاء هم محبو الحياة أعطوها من أنفاسهم أوكسجين البقاء، هؤلاء هم محبو الجمال منحوها من روعة مزاجهم بريق الأناقة.. فطوبى لمن أحب، ومنح العالم أيقونة الخلود.