شتاء العاصمة مُضاء بأباريق مدهشة

شتاء العاصمة مُضاء بأباريق مدهشة

شتاء العاصمة مُضاء بأباريق مدهشة

 صوت الإمارات -

شتاء العاصمة مُضاء بأباريق مدهشة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

قنوات مائية تسترخي بخيلاء مترف، وعلى وجناتها الفيروزية الخلابة ترسو أسباب الرفاهية متمددة عبر شواطئ تهادت على أطرافها الباذخة قوارب، ويخوت بدت وكأنها نوارس عملاقة، مدت زرقة الماء ببياض السريرة، وتوالت المقاهي والمطاعم تفوح برائحة البوح السري لمهارات العقل الحداثي في صناعة وجبة النهار، وقوت المساء.
هنا على هذه الرمال الصافية، تلتقي الأقدام مع محارات البحر، وتتساقى العيون من نهل الفضاءات البريئة، ويشعر الزائر بأنه يمشي على قماشة الحرير، ومعطف النسيم البحري يضم كواهل اللاتي والذين يمضون ردحاً من الزمن على صهوات أحلامهم الزاهية بمشاهد، تبدو كأنها الجزل في القصائد العصماء، تبدو وكأنها الجذل في وجدان غزلان البرية، تبدو وكأنها البذل في بساتين الأبدية.
عندما تطفو مشاعرك عند موجات الماء المبتهل خشوعاً لإبداع بشري قل مثيله، تصير أنت موجة في المكان، تصير أنت نجمة في سماء الفكرة المجللة بالرحابة، تصير أنت غيمة في أحشاء النظرة اليافعة، تصير نغمة متوجة بالدوزنة، وتصير هكذا في الفرح إنساناً تطوقه المباهج بطاقة إيجابية تدعوك لأن ترتع، وتتمتع، وتدفع نواصيه بالتي هي أحسن، لأنك تعيش في بلد رصع مكوناته، بكل ما يبهر، ويدعو للدهشة، بلد جعل من المكان أيقونة تتداعى إليها الأمم، مذعنة لجمالها، خاشعة، ضارعة لهذا الكون الإماراتي المتجلي ترياقاً، الطالع في الحياة نتاجاً عروبياً متفرداً في شكله ولونه، وذائقته، في هذا المقام تبدو العاصمة وهي المايسترو الذي يقود مسيرة الجمال، وقافلة السلام، ويذهب بالمعنى نحو غايات تجعل من العالم كوكباً صغيراً يغمس أشعته في ثنايا هذا البلد، لتتولد عن هذا التناغم.. بلد له في الدنا أغنيات الطير، وأثير الأناشيد الوجودية، وعطر الأشجار، وخضرة العشب القشيب، وزهو الوردة البرية على ربوة صحراوية تتلو اللون الزاهي، وتقبل الحياة قبلات وجد طفولي، وعفوية العذارى.
في الشتاء تبدو شواطئ العاصمة، مثل سجادة أذرية، أو جديلة في سواد الليل ترفل بسحابتها المخملية، تبدو في الحياة نعيم الأزلية، تبدو في التواصل مع الآخر ترف الشفافية، تبدو في العصر الحالم بالفرح، لغة تصفو فيها الجدلية، تبدو في التاريخ حدثاً فريداً، عتيداً، مجيداً، نضيداً، تبدو نشيداً على لسان الطير والشجر، تبدو نسقاً جميلاً في وجدان البشر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شتاء العاصمة مُضاء بأباريق مدهشة شتاء العاصمة مُضاء بأباريق مدهشة



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 15:42 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

"كارولينا" تحبس كل من يخلف في وعده بالزواج

GMT 01:31 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

أحمد شوبير ينتقل إلى أون سبورت

GMT 17:34 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

55 مشاركًا وأكثر من 100 لوحة فنية تجمعها خيمة الفنون

GMT 07:54 2015 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

إقبال لافت على مشاهدة عروض المهرجان المصري للمسرح

GMT 07:04 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

لوس انجلوس تستعد لاستقبال أوسكار 2016

GMT 12:32 2015 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"شانيل" تطرح بإبداع تشكيلة مجوهرات "سولاسين دي ليون"

GMT 19:13 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

سيف بن زايد يعزي سعيد سلطان بن حرمل في وفاة والده

GMT 11:54 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

إيفانكا ترامب تتألق بإطلالة مبهرة في عيد ميلاد زوجها

GMT 17:58 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الدوائر الحكومية في دبي تُسعد موظفيها بالسرعة القصوى

GMT 06:26 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

هيئة الكتاب تصدر "القوى السياسية بعد 30 يونيو" لفريد زهران

GMT 17:24 2013 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"كواليس الكوابيس" قصة جديدة لمحمد غنيم

GMT 15:14 2013 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

القطط من أجل راحة الزبائن في مقهى فرنسي في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates