مجالس رمضان

مجالس رمضان

مجالس رمضان

 صوت الإمارات -

مجالس رمضان

بقلم : علي أبو الريش

مجالس رمضان، مثل سحابات تنثر عطرها ومطرها، ما يجعل ليالي هذا الشهر الكريم، تضاء بمصابيح الحوارات البنّاءة، وتبادل الأحاديث بما ينفع الناس، ويعود على الوطن بالخير والبركة.
مجالس رمضان ليست عادة جديدة أو طارئة على مجتمع الإمارات، بل هي جزء من تقليد تاريخي على مر الأزمان، فالأولون يحتفون برمضان، بتأثيث لياليه، باللقاءات الإنسانية الدافئة والحميمة، وتلوين سمائه ببوح القرآن الكريم، وإثراء منازله بموائد الخير والحب والسعادة. اليوم وقد اتسعت حدقة المجتمع، وكبرت أشجاره، صار لابد وأن تنظم هذه المجالس، ولابد وأن يُعد لها العدة، بحيث تتناسب مع المرحلة، وتلبي حاجة الناس من الأفكار والآراء، والاقتراحات التي تهم المؤسسات والوزارات والدوائر الحكومية، إيماناً من جميع القاطنين على هذه الأرض الطيبة، أن الجميع شركاء في البناء وشركاء في العطاء، شركاء في تقاسم الهموم والطموحات والرغبات، لذا نجد أن في هذه المجالس، يتم طرح قضايا ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية ودينية ووطنية، لأن القطار السريع الذي نقل الركاب من محطة الماضي إلى محطة الحاضر، ومن ثم هو ذاهب إلى المستقبل، هذه النقلة السريعة، أشعلت وجدان الناس، وحرّكت الكوامن، وجعلت من عقل الإنسان مثل كتلة ذهبية، تحتاج بين الفينة والأخرى وبين الفترة والأخرى إلى معاينة ومطالعة، ومحايثة ومباثثة، لأن في الذهب سحراً وفي العقل سر الفكر، الأمر الذي يفرض على الإنسان أن يكون مناهضاً للسكون، رافضاً للكسل، مجنداً ومجتهداً من أجل حركة دؤوبة، تصيغ الشخصية البشرية بما يتلاءم مع المرحلة، وقد أعطت المجالس بشكل عام، والرمضانية بشكل خاص، هذه السمة للعلاقة بين أفراد المجتمع، ومنحت الفرصة لكي يعبر الناس عن خلجاتهم، وأمنياتهم وآمالهم، ونحن بلد أعطى للجياد مدى الانطلاق إلى الأفق، وقدم للنوق مساحة السعي لأجل بلل الريق من رضاب الصحراء النبيلة.. نحن بحق بحاجة إلى هذه المجالس، ونحن بحاجة إلى كل مسؤول في أي مؤسسة وهو يقف محيياً بشفافية متعاطياً مع المناسبة بكل حيوية وتفانٍ وإيثار وسخاء وعطاء، نحن بحاجة إلى هؤلاء المسؤولين الذين أصبحوا في مركز الريادة وعلى عواتقهم تقع مسؤولية مخاطبة الناس بقلوب مفتوحة وصدور مشروحة، وهذا في الحقيقة ما يفعله هؤلاء الرجال أبناء زايد الخير، طيَّب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، لذلك، في هذا الشهر، الأقمار تسفر، والنجوم تسهر والسحابات تمطر، والأشجار تثمر، والزمن الإماراتي الجميل يقطر عذوبة، وها أبناء الإمارات، يرشفون من مجد وطنهم، ويقطفون من عليائه وشموخه، ويرتلون آيات الشكر والعرفان، لقادة لوّنوا حياتنا بالفرح.
                           

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجالس رمضان مجالس رمضان



GMT 09:41 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحلامهم أوامر

GMT 14:07 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

العربية هي الأرقى

GMT 14:04 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

في معلوم السياسة في مجهول الكياسة

GMT 22:27 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبراج الإمارات السعيدة

GMT 21:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

في يوم العيد

GMT 00:10 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 صوت الإمارات - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:45 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:30 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تسريحة الكعكة الناعمة تُعطيك إطلالة جميلة داخل منزلك

GMT 05:42 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المنامة يواصل صفقاته ويتعاقد مع سلمان عيسى

GMT 12:56 2014 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

متفرقات الأحد

GMT 07:24 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الوحدة يشارك بـ 3 زوارق في بطولة العالم للفورمولا 1

GMT 19:50 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم هاني شاكر يدعو لإيمان البحر درويش بالشفاء العاجل

GMT 05:27 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

عطوي يفاضل بين 3 أندية للانضمام اليها في الموسم المقبل

GMT 10:17 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة الإسكان تبدأ تنفيذ "المليون وحدة" ٢٠ نوفمبر

GMT 17:49 2013 الجمعة ,22 آذار/ مارس

"سمراويت" رواية أريتريا المجهولة

GMT 14:11 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة التنورة مرهونة بطولها المناسب

GMT 18:39 2021 الثلاثاء ,13 إبريل / نيسان

سكودا تكشف سعر أيقونتها الكهربائية "Enyaq iV"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates