التكرار «ما يودّي دار»
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

التكرار «ما يودّي دار»

التكرار «ما يودّي دار»

 صوت الإمارات -

التكرار «ما يودّي دار»

عوض بن حاسوم الدرمكي
بقلم - عوض بن حاسوم الدرمكي

وقف مؤسس شركة Apple الراحل ستيف جوبز ملقياً كلمة في حفل تخرّج دُعي إليه، قبل أن يختم تلك الكلمة المؤثرة نظر لوجوه الطلاب وكأنه أراد أن يعوا جيداً ما سيقوله ثم أردف بصوتٍ هادئ: «خلال الثلاثة والثلاثين عاماً الماضية، كنتُ أنظر للمرآة صباح كل يوم ثم أسأل نفسي: (لو كان هذا آخر يومٍ لي في الحياة، فهل كنتُ سأقوم بما أقوم به حالياً؟) فإنْ وجدت الإجابة (لا) لعدة أيام متتالية حينها كنت أتيقّن أنّه لابد من تغيير بعض الأمور»!

النفس البشرية ذات ارتباط شديد بالنمطية وتكرار السلوكيات، تبحث عما عرفته وأَلِفَته وليس شرطاً بأن تُحبه، تنساق طوعاً لما يفعله البقية حتى لا تبدو شاذّة عن المجموعة، ولست هنا في مقام انتقاد هذه النزعة البشرية لأنّه مما فُطِرَ عليه الناس أو نما وتراكم مع الأيام ولم يعد بالمقدور الخروج عنه خاصة إنْ كان نَسَقاً مجتمعياً، بل لا أُغالي إنْ قلتُ بأنّه مطلوب لضمان وجود تناغم وتفاعل إيجابي دائم بين أفراد المجتمعات البشرية، ولكن ذلك لا يعني أن تؤخَذ هذه النمطية وتُطبَّق على كل شيء، فبعض المنعطفات المفصلية تحتاج خروجاً على ما ألِفَته النفس أو أطّرت به المجموعة نفسها!

عندما أراد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أن يُعزّز أبجديات التحضّر في مجتمع ما زالت نسبة كبيرة منه من البدو أيقن، رحمه الله، أنّه لابد من دفع الناس للخروج من نظرية أو عقيدة الأنماط هذه، فقال كلمته الشهيرة: «اعطوني زراعة أضمن لكم حضارة»، كان يعلم أنّ الزراعة هي الخطوة الأولى لكي تبدأ المجتمعات رحلة التمدن وصولاً لمرحلة الازدهار فيما بعد، وكان يعلم أن الإنسان إذا مارس الزراعة سَهُلَ عليه معرفة خطوات النجاح، لأن الزراعة تحديداً تمثل نهج تخطيط استراتيجي متكامل تبدأ بحسن اختيار البذور واختيار أفضل الأماكن الصالحة للزراعة ومعرفة نوع المحصول المطلوب ثم المرور في سلسلة متدرجة ومتأنية من المراحل لكي تنمو الأراضي حسب الفترات الزمنية المطلوبة مع ضرورة دوام الرعاية والمتابعة والتعاهد بالسقيا والتخلص من النباتات الطفيلية وصولاً لمرحلة قطف الثمار، هو أمر لم يعرفه كثير من البسطاء من قبل، لكن كان من الضرورة كسر النمطية مِن أجل مستقبل مختلف و«إعادة ضبط» الذهنية الفردية لتتعامل مع المستجدات بطريقة ملائمة ومن خلال نسق فكري جديد!

في السياق ذاته ومنذ أيامه الأولى في القوات المسلحة كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يسلك نهجاً مختلفاً في التعامل مع عقود شراء الأسلحة وبناء القدرات العسكرية لدولتنا في خروج مبتكر عن النمطية المعتادة في أغلب الدول، عندما قام باستحداث مبادرة لنقل المعرفة وليس الاكتفاء بشراء منتجات جاهزة فقط من خلال إنشائه لمكتب التوازن الاقتصادي «الأوفست»، لم يقبل بأن تتضمّن أوراق الصفقات أسلحة فقط بل لابد أن تكون معها المعرفة التقنية أوالـKnow how لمعرفة أسرار بناء هذه المنتجات وليس طريقة استعمالها فقط، وهو الأمر الذي قطعت معه قواتنا المسلحة أشواطاً بعيدة في تأسيس وإكمال بنيتها الأساسية والولوج في عالم التصنيع العسكري بثقلٍ نوعي وطفرة تقنية لم تُعهَد في هذه المنطقة من العالم!

عندما تضع نُصب عينيك نتيجة مختلفة عمّا تتحصل عليه حالياً، حينها لابد أن تقوم بتغيير ما تقوم به، لابد من أن تمتلك القدرة على تغيير المعتاد ورفض النمطية والصبر على تشكيك المفلسين فكرياً وأصحاب الطموحات «الصِفرية»، كل هدف عظيم تسعى له لا يُمكن الحصول عليه بجهدٍ عادي، وكل غاية كبيرة تستلزم أن تغيّر كل ما تقوم به نوعاً وكمّاً، أمّا مجرد الترحال في أحلام اليقظة والبقاء بعمل ما اعتدت عليه دون تغيير فلن يؤدي بك إلى أي مكان سوى المكان الذي أنت فيه.

الخروج من النمطية يحتاج لقائد ملهم يستطيع استفزاز الشغف في نفوس أتباعه لينظروا للأمور بطريقة مختلفة، ما لم يتغيّر الإيمان أو القناعة الداخلية وإلا لن يتغيّر شيء، لأن الحياة مع العادات يُشْعِر الإنسان بالأمن دوماً، فكل ما حوله مما يألفه أو يستطيع التحكم به أو التأثير فيه أو تقبله، وتكرار ما اعتاد عليه أمر سهل ومحمود العواقب كما يظن هذا الإنسان، لكن الأيام تُثْبِت لنا أنّ التغيير هو الدائم وهو الثابت الوحيد، وما كان من سلوك نافعاً في الماضي فقد لا يكون كذلك حالياً، وطريقة التعامل مع وضع أو مشكلة معينة لا يمكن أن تبقى دوماً ثابتة لأن المتغيرات الخارجية دائمة التغيّر، وتكرار الحلول نفسها قد يُسبّب مشكلات أكثر تعقيداً إنْ لم يتم النظر للأمور وفق اختلاف ظروف الحاضر وتنبؤات المستقبل المغايرة.

انظر للمرآة كما فعل ستيف جوبز واسأل نفسك إن كان مسار حياتك الحالي هو ما تريد الدنيا أن تذكرك به بعد رحيلك، إن كان كذلك فـ«خير وبركة»، وإنْ لم يكن فقد حان وقت أن تُحدِث نقلة في حياتك، هذه النقلة لن تأتي بعمل الأمور نفسها والقناعات الحالية التي تدور بذهنك ذاتها، إنْ أردت نتائج مختلفة فلابد أن تكون مدخلاتك وأساليبك وحجم جهدك ونوعيته مختلفة كثيراً، التفكير الخلاق والجهد المضني والصبر الدؤوب هي ما يخلق الفارق دوماً، أمّا التكرار فما يودّي دار!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكرار «ما يودّي دار» التكرار «ما يودّي دار»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates