رحيل يستعصي على النسيان
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

رحيل يستعصي على النسيان

رحيل يستعصي على النسيان

 صوت الإمارات -

رحيل يستعصي على النسيان

عوض بن حاسوم الدرمكي
بقلم - عوض بن حاسوم الدرمكي

نعلم جيداً أن الدنيا لا تتوقف لغياب أحد، لكن ليس كل غياب بالإمكان نسيانه فضلاً عن ملئه، بعض البشر غيابه يستعصي على كل مفردات التصبر ويمتنع على كل محاولات التناسي، لأنهم أكبر من أن يكونوا مجرد محطات في هذه الحياة، وأعظم من كل من تحتويه التفاصيل، وأصعب على كل مساعي التأطير، وجودهم هو الحياة بذاتها وغيابهم أشبه بدق إسفين في نعش حياة كل من عرفهم، قريباً كان ذاك العارف أو بعيداً!

الموت لا يترك أحداً، والرحيل قدر لا محيص منه، لكن على كثرة ما اعترض ذاك على البشر، فما زالوا على قدرٍ عالٍ من الهشاشة كلما حل بساحتهم، ويفدح الأمر أكثر كلما كان الراحل شخصاً استثنائياً قد لا يجود الزمان بأمثاله، تماماً كما كان رحيل الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم مفاجئاً، صادماً، استعصت عن وصفه المفردات، فبعض الوجع تختنق به الكلمات.

كأنْ لم يَمُت حيٌّ سواك ولم تَقُم

                على أحدٍ.. إلا عليك النوائحُ

وما كنتُ أدري ما فـواضِل كفّه

                على الناسِ حتى غيّبتْهُ الصفائحُ

يروى في الأثر أن ألسنة الخلْق أقلام الحق، فمن اشتهر ذكره بالخير وعلا خبره بمكارم الأخلاق فهو بها جدير وهي به أولى، فلم يكن، رحمه الله، من الباحثين عن الأضواء أو من تستثيرهم الشهرة، فأتته الشهرة والأضواء في حياته دون سعي منه، وجأرت الأصوات لاهجةً بمديحه والثناء عليه بعد رحيله، ولا أذكر منذ رحيل الشيخ زايد، عليه رحمة الله، رأيت مثل هذا الفقد في عيون الناس، فبين مُقلةٍ دامعة، وصوت مخنوق، وصمت مطبق عرفنا أي رجل كان ذاك الـ«حمدان».

 

ربما هو أوضح من يعرفنا بمعنى صدقة السر وبذاك الذي لا تعرف شماله ما أنفقت يمينه، فكان حقيقاً بأن يُظله الله في ظلّه يوم لا ظِلّ إلا ظِلّه، فأعماله الخيرة قد عرفها البعيد قبل القريب، ومحافظته على الصلوات جماعة، وأولها الفجر أمر لم يكن يتساهل فيه، بل يذكر عنه من يعرفه أنه حرصاً منه على دين الناس وسلامة صيامهم وتوقيت فطرهم، لم يكن يُطلق مدفع إفطار رمضان في دبي كل يوم طيلة هذه السنين، إلا بأمره، رحمه الله.

إنْ تحدّثنا عن أياديه البيضاء فلن تكفينا صفحات الدنيا، وأعظم ما بها أنّ أغلبها كان سِرّاً ولم يُعرَف إلا بعد وفاته، فتمام عقل الإنسان وكمال بصيرته هي بأن يعرف لأي حياة يزرع وفي أي حياة ينتظر حصاد ذاك الزرع الطيب، ولا أظن القارة الأفريقية تحديداً ستنسى أيادي حمدان بن راشد البيضاء، وسعيه الدؤوب لسنين طويلة في أن يرسم لها ويساعد أبناءها لبناء مستقبل أجمل، فمن بناء المساكن والمستشفيات وحفر الآبار إلى إقامة أكثر من 40 مدرسة متقدمة في 22 دولة أفريقية ضمن مشروع تعليمي يعتبر أهم مشروع تعليمي خيري في القارة باعتراف الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى تمويل مشاريع حصاد المحاصيل كمحاصيل القمح في السودان وغيرها، فكم كبدٍ رطبة له فيها أجر، إن شاء الله.

لم يكن حمدان بن راشد، عليه رحمة الله، مجرد قيادي أدار وزارة المالية منذ تأسيس الاتحاد إلى وقت وفاته، بل كان قدوةً حسنة وشخصية ملهمة وعقلية متزنة، في كل المنعطفات الحرجة أو المقلقة التي مرّت بها بلادنا أو المنطقة كان هدوؤه واتزانه راسخاً لا تذبذبه الضغوطات ولا تؤثر بقناعاته الأصوات العالية، لذا كان في كل لقاء تسمعه له، تشعر بأنه، دون وعي منك، تدخل في حالة طمأنينة وهدوء غريبة كلما تحدث بصوته الرخيم الواثق، هي هبات من الله يختص بها من يشاء، وأمور لا تشترى.

يرحل عنّا، رحمه الله، جسداً لكنه سيبقى فينا ما دمنا أحياء، هو أسوة حسنة حقّها علينا أن نتشبّه بها، وحقّها على أبنائها تحديداً أن يكونوا امتداداً له، وأن لا يتغيّر مسارٌ اختطّه ولا يُبَدّل نهجٌ ارتضاه وعمل على تنفيذه طيلة حياته، وعزاؤنا لأنفسنا في غيابه، وعزاؤنا لدبي مُفتَقد، فألم دبي كان أكبر من البوح، ولا أقسى من صمت المكلوم، فالأحزان الصغيرة ثرثارة، أمّا عظيمها فأبكم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل يستعصي على النسيان رحيل يستعصي على النسيان



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates