خذوا الحكمة من الصين

خذوا الحكمة من الصين

خذوا الحكمة من الصين

 صوت الإمارات -

خذوا الحكمة من الصين

بقلم : ناصر الظاهري

الصين التي تملك أكبر سبعة جسور من أصل عشرة جسور هي الأطول في العالم، أنجزت جسرها الجديد الذي يعد أكبر جسر عائم على وجه الماء، «هايوان كوينغداو» بطول 42 كيلو متراً، وفي مدة قياسية بلغت أربع سنوات، وبأيدٍ وخبرات صينية صرفة، وبلغت تكلفته حوالي سبعة مليارات ونصف المليار دولار أميركي، مختصراً هذا الجسر مسافة 30 كيلو متراً بين مدينتي «كينجداو وهوانجدو» وموفراً قرابة نصف ساعة على المتنقلين بين المدينتين المتعملقتين اقتصادياً، وتم دعم هذا الجسر بـ«5200» عمود، مستوعباً مرور ثلاثين ألف سيارة في اليوم، واستخدم في بنائه 450 ألف طن من الفولاذ، وهو ما يكفي لبناء نحو 65 برجاً مثل إيفل، ويعد هذا الجسر من أقوى الجسور بحيث يمكن أن يتحمل الأعاصير المدمرة، وزلزالاً بقوة ثماني درجات على ريختر، أو تأثير ارتطام سفينة حمولتها 300 ألف طن!

تلك حكمة البناء الصينية، وتلك فلسفتهم في الحياة، منذ «كونفيشيوس» إلى يوم يبعثون، نسوقها لبعض دولنا العربية التي يمكن أن تصرف على التخريب والتجريب السياسي، والمغامرات «الثورجية» أكثر من مبلغ بناء الجسر الصيني أضعافاً مضاعفة، وليتها تعتبر، وتشرع في بناء جسور عملاقة تربطها ببعضها البعض، لتسهل حركتها، ومرور صادراتها ووارداتها، وليتها تتعظ من «الوقت الصيني»، فالناس خلال أربع سنوات تبني جسراً عملاقاً، وهم يقضونها في التخاصم والتباغض والملاسنة، حتى أن بعضهم مستعد للعداوة ولو من أجل شاة عجفاء أو بعير أجرب، ومستعد أن يصم أذنيه عن الحكمة الصينية!

ونسوق تلك الحكمة الصينية أيضاً لكثير من الدول العربية التي ما زال بعضها ينتظر من ربيعه الطويل حصاداً يجدي الناس والأنعام، وما زال بعضها يعتاش على المعونات والمساعدات منذ قديم الأزل، وما زال بعضها يسرق من قبل المفسدين فيه، والمسؤولين عنه، بما يوازي سنوياً بناء ستة جسور عملاقة من شاكلة جسر «هايوان كوينغداو»، وما زال بعضها يصرف المليارات على سلاح غير فتاك، إلا بمواطنيه، وما زال بعضها ينخر بالفساد مشاريعه التنموية الوطنية، فالطريق السريع، يمكن أن يتحول بناؤه البطيء، وعلى المدى البعيد، إلى ميزانية تعدل، فتسرق، وتنهب، وتكبر، وفي النهاية يتم تدشين طريق «خذ واهرب» الوطني، المعطوب والمسلوب، وما زال بعضها مرتبكاً من حكم العسكريتاريا، بحيث لا يمكنه أن يحدد أين يذهب مبلغ 55 مليار يورو من دخله السنوي، مؤكداً أنه في الداخل، لكن داخل جيوب بزات عسكرية، بنياشين وأنواط شجاعة، وبدلات فرنسية «سينييه»، وهكذا.. تمضي أيام العرب دون أن يدركوا معنى الحكمة التي تأتي من الصين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خذوا الحكمة من الصين خذوا الحكمة من الصين



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 16:55 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
 صوت الإمارات - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:46 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 صوت الإمارات - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:15 2013 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

"البوطينة" العملاق أسرع حاسوب في الإمارات

GMT 13:50 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تطلق ميزة Fast Pair للربط بين أجهزة أندرويد المختلفة

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 17:52 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

تجهيزات فريدة لقاعات الأفراح تخطف الأنظار

GMT 10:21 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

كوريا الجنوبية تفوز في أولمبياد علم الفلك الدولية

GMT 04:21 2013 الإثنين ,27 أيار / مايو

فيلم فلسطيني يفوز في "كان" عن فئة "نظرة ما"

GMT 05:19 2013 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

في الظل دراما بوليسية في الخمسينات

GMT 13:29 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

ظهور ميلانا ترامب في إطلالة ساحرة بتصاميم ديور

GMT 16:41 2013 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

"hp" تطلق رسميًا أوّل حواسبها المحمولة بنظام "Chrome"

GMT 05:32 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط وصلاله يصعدان للدوري العماني للمحترفين

GMT 14:16 2013 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كفاح "العمال" من اجل بريطانيا أكثر عدالة موضوع فيلم وثائقي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates