هل نعرف كيف نتحاور

هل نعرف كيف نتحاور؟

هل نعرف كيف نتحاور؟

 صوت الإمارات -

هل نعرف كيف نتحاور

بقلم _ عائشة سلطان

بتاريخ 27 ديسمبر من العام 1995، كتبت أول مقال لي في الصحافة وقد نشر يومها في صحيفة «البيان» في العدد 5670، هذا التاريخ لم أنسه يوماً، وذاك الموضوع الذي طرقته بعنوانه الصريح لا يزال يشكل حجر الزاوية في تفكيري، ولا أزال أظن أن شيئاً لم يتغير كثيراً في هذا الخصوص.

كان عنوان المقال «هكذا نتحاور، وهكذا نختلف» وكانت فكرة المقال وموضوعه هو نفسه ملخصاً في العنوان: لماذا لا نتحاور على جميع المستويات؟ وإذا حدث وتحاورنا فكيف نتحاور؟ ولماذا عند العتبة الأولى للحوار نسقط في الصراخ والتشنج والغضب ومن ثم «الزعل»؟!

ذلك لأننا نتحاور على طريقة «أنا صاحب الحق ومعي كل الحقيقة، وأنت على خطأ»، أو على طريقة «كن معي على نفس الرأي أو اصمت»، أو «إذا لم تكن معي فأنت ضدي»، ومع أن هذه المقولات، أو هذه الشعارات هي البذرة الأولى والمعطوبة حتماً في أرض الحوارات، فإن هناك إحدى نتيجتين: إما أن لا تقود البذرة لأية نبتة أو ثمرة باعتبارها معطوبة، وغير قابلة على منح أية حياة، وإما أن تعطب الأرض التي بذرت فيها وتفسدها، وبالتالي يمتد الموات أكثر، حين يفسد كل الحقل!

نحن لا نعلم أبناءنا الصغار كيف يكون وقت الحوار، وشكل الحوار، وآداب وأهداف الحوار. ولا نقود المراهقين الذين نربيهم أو نكون مسؤولين عن تعليمهم، كيف نتناقش وكيف يتناقشون معنا، لا نعلمهم لأن الحوار والنقاش يستلزم إيماني بأحقية وحق هؤلاء في أمرين: أن يقولوا رأيهم بحرية، وأن يكون لهم مطلق الحق في أن يحتفظوا بما يرونه إن صعب عليهم الاقتناع بما نقول!

وبما أننا كذوات ناضجة وكأشخاص كبار ومسؤولين عن أسرنا وأبنائنا لا نزال ننظر لمن هم في إطار مسؤوليتنا على أنهم مخلوقات قاصرة وناقصة وعديمة التجربة ولا تفهم في الحياة شيئاً، فمن الطبيعي أن ينتهي الحوار كما بدأ، دون اتفاق على شيء سوى أننا الذين نفهم، وما عليكم سوى أن تسمعوا صوتنا العالي والوحيد في الحوار.. أي حوارٍ هذا..؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نعرف كيف نتحاور هل نعرف كيف نتحاور



GMT 16:55 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 16:53 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 16:51 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 16:48 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 16:43 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

معركة الاتحاد غير العادلة

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 18:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 07:14 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيري يعود إلى الشرق الأوسط لدفع محادثات السلام

GMT 21:18 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عائلة تركية تتجول بين 26 دولة حول العالم بالدراجة الهوائية

GMT 03:08 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل وزارة الدفاع يستقبل مساعد وزير الدفاع الباكستاني

GMT 05:57 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

عبدالله مال الله يكشف أصعب لحظاته في الملاعب

GMT 18:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

"سانغ يونغ" تبدأ باختبار سيارات "Korando"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates