شمس بيضاء باردة

شمس بيضاء باردة

شمس بيضاء باردة

 صوت الإمارات -

شمس بيضاء باردة

بقلم - عائشة سلطان

جاء في الصفحة 20 من رواية «شمس بيضاء باردة» للروائية الأردنية كفى الزعبي: «.. قالت أمي لتكبح غضب والدي بسبب استمرار زيارة المرأتين لمنزلنا: إنهما لا تزوراننا من أجل الطعام، بل بسبب الوحدة.

وشرد ذهني مع الإجابة، ولاح لي بيت المرأتين الصغير الذي يقوم على أطراف الحياة وعلى حافة النسيان، وأدهشني أنْ لا شيء يستطيع إنقاذ الإنسان من الإحساس بالوحدة، حتى السذاجة والبله».

«شمس بيضاء باردة» إحدى روايات القائمة القصيرة الست، نرى فيها بوضوح هذا التلمُّس المرهف لموضوع الوحدة وما تفعله في الإنسان، وما تنتجه على صعيد وضعه اليومي وعلاقاته ونظرة الآخرين له، الوحدة كواحد من إفرازات الحياة الثقيلة والصعبة التي يعانيها البعض، وقد يعانيها كلنا بدرجة أو بأخرى، وبشكل أو بآخر، هو ما يميز رواية كفى، وضع الإصبع على موطن الآه الصعبة التي تخرج من الروح لتصل إلينا طازجة تماماً كضمادة نظيفة تطهر الجرح حتى وإن لم تعالجه.

الشعور بالوحدة واللاانتماء للمحيط (الأسرة، المجتمع، الأصداء..)، قضية عالجها كولن ولسون في العديد من أعماله، إنها قضية الإنسان المأزوم باختلافاته وتفكراته الوجودية المغايرة عن محيطه، وهو الإنسان المهزوم أيضاً بفكرة الخوف من ذاته وفشله وقلة ثقته بنفسه ورفض الآخرين له ولمجمل ما يفعله ويؤمن به.

«راعي» بطل رواية «سماء بيضاء باردة» ليس غريباً عن هذا النموذج اللامنتمي والوحيد، الذي يواجه المجتمع وأفكاره ومعتقداته برفضها واعتزالها، فيتحول إلى شخص مزروع بالكوابيس والخوف، يرزح تحت عبء مشكلات تتناسل ولا تنتهي، يعيش في غرفة بلا نوافذ، دلالة على انعدام الأفق والأمل، إنه ذات النموذج الذي قدمه نجيب محفوظ في روايته «اللص والكلاب»، الذي انتهى فيها البطل مجرماً مطارداً من قبل الأمن.

«ها قد بتُّ إنساناً خائفاً. خاطبتُ نفسي: تمشي خائفاً، تنام خائفاً، تنتظر في الليل خائفاً من قدومها، ومن عدم قدومها أيضاً. حين تدوّي هذه الجملة في ذهني أنهض مذعوراً وأمشي بسرعةٍ هارباً من طلقةٍ تلاحقني..»، هكذا تصبح حياة راعي، أو سينتهي منتحراً تحت عجلات سيارة كما فعلت أمُّ عائشة.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شمس بيضاء باردة شمس بيضاء باردة



GMT 17:42 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

الهدنة الحائرة

GMT 17:37 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

تحديات القمة العربية في البحرين

GMT 17:33 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

مواسمُ الأعياد.. والقلوبُ الحلوة

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

أبوظبي ـ صوت الإمارات
النجمة التونسية درة يبدو أن هناك قصة عشق بينها وبين مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية، حيث دائمًا ما تحرص على التواجد هناك من أجل المتعة والاسترخاء وأيضًا من أجل حضور بعض الفعاليات، وفي كل مرة تظهر بإطلالة جذابة وأنيقة تبهر جمهورها وتخطف انتباههم، وفيما يلي جولة على أجمل إطلالات في أحضان مدينة العلا. النجمة درة تألقت في أحدث جلسة تصوير شاركتها مع الجمهور مؤخرًا عبر حسابها على انستجرام، حيث ظهرت من خلالها في أحضان الطبيعة بمدينة العلا، واختارت درة إطلالة جذابة للغاية جاءت عبارة عن فستان بصيحة الكب باللون الكريمي الفاتح. وانسدل الفستان بتصميم ميدي ومجسم، وتزين بأزرار جانبية خشبية بتصميم ضخم، واستعانت درة بحقيبة باللون البني، وانتعلت صندل شفاف بكعب عال وتزينت باكسسوارات بسيطة وجذابة ووضعت نظارة شمسية على عينيها. درة ت�...المزيد

GMT 22:12 2024 السبت ,11 أيار / مايو

طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة
 صوت الإمارات - طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة

GMT 11:18 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

العلماء يؤكدون وجود حضارة صناعية قديمة

GMT 04:54 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك عبدالله الثاني يزور الباقورة بعد استعادتها

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 03:22 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة التونسية درة نجمة حفل ختام مهرجان "مالمو"

GMT 06:22 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مدرسة ترفض استقبال 250 طالب و"الشارقة للتعليم الخاص"

GMT 23:00 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق أول هواتفها بكاميرا أمامية متحركة

GMT 12:08 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تكشف عن سبب إغلاقها حساباتها على مواقع التواصل

GMT 23:26 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناريمان خالد" ملكة جمال مصر تستعد للسفر إلى تايلاند
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates