أيّ تسريع لتاريخ المنطقة وأيّ إبطاء
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

أيّ تسريع لتاريخ المنطقة وأيّ إبطاء؟

أيّ تسريع لتاريخ المنطقة وأيّ إبطاء؟

 صوت الإمارات -

أيّ تسريع لتاريخ المنطقة وأيّ إبطاء

بقلم :حازم صاغية

 

ليس القول إنّ تاريخنا بطيء الحركة اكتشافاً خارقاً. فنحن رأينا ونرى أجيالاً بعد أجيال تتعاقب على العيش في «قضايا» كلّما بدا حلّها ممكناً انتكست إلى المربّع الأوّل. يصحّ هذا خصوصاً في القضيّة الفلسطينيّة وفي «الهجمة الشرسة» عليها وعلينا، لكنّه يصحّ أيضاً في القضيّة الكرديّة وفي طائفيّات المشرق العربيّ وصولاً إلى النزاع على الصحراء الغربيّة الذي يعود إلى 1975... وقبل أيّام فحسب تذكّر اللبنانيّون حربهم الأهليّة التي انفجرت أيضاً في ذاك العام ذاته، فلاحظوا أنّ مسائلنا اليوم لا تزال كثيرة الشبه بالمسائل الخلافيّة عهدذاك.

ومن علامات بطء التاريخ أنّ تيّار الإسلام السياسيّ، الذي ترجع بداياته التأسيسيّة إلى أواخر عهد عبد الحميد الثاني وإلى جمال الدين الأفغانيّ، ما زال يعدُنا بدولة تُستَلّ من بطن الماضي يُراد بها الردّ على دول الحاضر وعلى أسئلة المستقبل. أمّا الأنظمة العسكريّة والأمنيّة التي زعمت أنّها سوف تسرّع التاريخ فبطّأَتْه حتّى كاد يتوقّف تماماً. هكذا حكم معمّر القذّافي ليبيا من 1969 حتّى 2011، وامتدّ حكم أحمد حسن البكر – صدّام حسين للعراق من 1968 حتّى 2003، فيما كسر الأسدان، الأب والابن، كلّ رقم قياسيّ إذ حكما من 1970 حتّى أواخر 2024، وحوّلا التاريخ إلى «أبد». فوق هذا، فمن يموت أو يُطاح من هؤلاء الحكّام لا يخلفه نظام آخر، على النحو الذي عرفته مثلاً بلدان كإسبانيا والبرتغال واليونان التي تأدّى عن سقوط أنظمتها الديكتاتوريّة، أواسط السبعينات، قيام أنظمة ديمقراطيّة. ففي حالتنا تتقدّم الحرب الأهليّة، المعلنة أو المضمرة، بوصفها الوريث الأبرز، إن لم يكن الأوحد، لمن يموت أو يُطاح. وحينما تراءى أنّ حدثاً داخليّاً، كثورة إيران في 1979، يتفرّد بتسريع التاريخ، مُنزلاً إلى الشارع أعداداً مليونيّة قيل إنّها سوف تصنع حياتها بيدها، ما لبثت السلطة الجديدة أن أعادت تلك الأعداد إلى بيوتها وكبّلت تمكين الناس بسلطة موصولة بالغيب.

وهذه السمة شبه الماهويّة التي تلازم قضايانا، وتتّصف بها دورات عيشنا التكراريّة، هي ما أغرى الكثيرين، وليسوا كلّهم بالضرورة عنصريّين، بأن ينظروا إلينا بوصفنا كائنات ماهويّة «تتغيّر الدنيا ولا نتغيّر» بحسب شاعر مولع بـ «الأصالة» و»الثوابت».

ولا يخطئ القول إنّ اللحظات التي سرّعت تاريخنا الحديث وفدت كلّها من الخارج. فمن الرائج اعتبار الحملة الفرنسيّة، أولى تلك اللحظات، فيما ثانيتها تقاسمتْها بعثة محمّد علي، وعلى رأسها الطهطاوي، إلى فرنسا، والإصلاحات العثمانيّة بنتيجة الضغط والتحدّي الأوروبيّين اللذين واجهتهما السلطنة. ومع الانتدابات التي عرفها المشرق حدث اتّصالنا العريض بالعالم المعاصر وصرنا، للمرّة الأولى في التاريخ الحديث، جزءاً منه.

بعدذاك بات دور الخارج أكثر إشكالاً كما باتت نتائجه أشدّ تضارباً، ما ضاعف ميل الداخل إلى الاعتصام ببطئه وجموده.

فقيام إسرائيل في 1948 اصطبغ بطابعه الإحلاليّ والتهجيريّ، وما تلا ذلك من عداء مُرّ بينها وبين العرب، بحيث استُبعد كلّ تفاعل معه. هكذا فاتَ انتباهَنا، نحن أبناء المجتمعات والدول المفتّتة، نشوءُ دولة ذات نظام برلمانيّ يتكوّن مجتمعها من تعايش ثقافات ولغات وأصول وتجارب وطنيّة لا حصر لها. ولاحقاً، بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد المصريّة – الإسرائيليّة أواخر السبعينات، نجحت القوى القديمة على أنواعها في أن تحاصر الأفق الجديد المحتمل وتمنع انتشاره. ولئن توسّعت عمليّات السلام العربيّ – الإسرائيليّ إلاّ أنّ مسارها ظلّ يترجّح بين برّانيّة باردة وتخوين ساخن.

وإذ غزا الأميركيّون العراق عام 2003، بدا أنّ ثمّة فرصة تنشأ لإقلاعٍ يقطع مع الماضي المتآكل. لكنْ سريعاً ما تبيّن أنّ الغازي والمغزوّ متواطئان، كلٌّ بطريقته، على تبديد الفرصة تلك، وكانت إيران وسوريّا الأسد متأهّبتين لأن تستثمرا في ذاك الاتّفاق على تبديد الفرصة.

وشيئاً فشيئاً باتت منطقة المشرق خصوصاً أمام نوعين من تسريع التاريخ يغايران التسريع في معانيه السابقة. فالنوعان هذان إنّما وُلدا من فشل وإحباط، أي من تعفّن الإبطاء الداخليّ المديد ومن تهوّر التسريع الخارجيّ المستجدّ. ولأنّهما كذلك بدا صعباً ألاّ يقودا إلى ما يشبه الفناء السياسيّ. هكذا كانت عمليّة «طوفان الأقصى» والحرب الإسرائيليّة ردّاً عليها نقطة يتلاقى عندها التيّاران الكارثيّان. فـ»حماس» وحلفاؤها دفعوا باتّجاه تسريع يجد تتويجه في الانتحار الذاتيّ ونحر المجتمعات المحيطة بالدولة العبريّة. أمّا حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإباديّة فانتهت بلا أهداف فعليّة تتعدّى استمرارها. وبعدما كانت النظريّة القائلة إن نتانياهو يخوض الحرب إنقاذاً لنفسه ضعيفة الحجّة، يتبيّن اليوم أنّها تكسب الكثير من الوجاهة والصدقيّة. وعلى رغم تبلّد الإحساس الإسرائيليّ حيال غزّة ومأساتها وضحاياها، ها هو الاعتراض على الحرب يشمل جنوداً، ليسوا قليلي العدد، في ألوية المشاة والمظليّين والمدرّعات...

وهكذا نغدو أمام استمرار البطء الذي يعطّل المنطقة ويشلّها، فيما تتخلّله موجات تسريع هي أقرب إلى تسرّع مجنون وعديم الضمير، يهدّد بالقضاء على ما لم ينجح البطء في القضاء عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيّ تسريع لتاريخ المنطقة وأيّ إبطاء أيّ تسريع لتاريخ المنطقة وأيّ إبطاء



GMT 11:13 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزير اللطافة والجدعنة!

GMT 11:10 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ضد قراءة نيتشه في الطائرة

GMT 11:07 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأساطيل والأباطيل

GMT 11:04 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 11:01 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 10:58 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم التالى مجددا!

GMT 10:55 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

للمرة الأولى يتباعد الشاطئان على المحيط

GMT 10:53 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لو ينتبه شباب المغرب

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates