ثلاث علامات في «الشارع الرئيسي»
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

ثلاث علامات في «الشارع الرئيسي»

ثلاث علامات في «الشارع الرئيسي»

 صوت الإمارات -

ثلاث علامات في «الشارع الرئيسي»

حسن البطل
بقلم - حسن البطل

في ساحة الأسود الأربعة، والنخلات الستّ العاقرات، تلتقي، بالتعاكس والتوالي، ثلاثة روافد،  وتتفرّع ثلاثة فروع، أهمها فرعان كبيران: شارع القدس الذي صار شارع فلسطين جنوباً، وشارع ركب غرباً، وهو على شاخصات البلدية يسمى «الشارع الرئيسي» من الساحة حتى مفترق مقهى ركب (تأسّس 1941) يبقى ركب ـ الرئيسي، ذا اتجاه واحد، وبعده في اتجاهين.
كاد الشارع ذو الاسمين، الشعبي السائر على الألسنة والرسمي المعلق على شاخصات الطرق، أن يتسمى باسم ثالث عابر، أطلقته عليه «شارع بنت جبيل» حيث دارت معركة العام 1996 بين جيش إسرائيل وميليشيا «حزب الله».
من ساحة الأسود الأربعة، التي هي «ساحة المنارة» حتى يصبح الشارع وحيد الاتجاه باتجاهين، ثلاث علامات، أو دكانتان وعربة الأخوين وليم وسابا، مقابل «ركب»، وهي عربة في مكانها منذ العام 1976.
العلامة الأولى لعلّها آخر دكاكين الشارع الرئيسي، في عمارة من طابق واحد محمية من الهدم، في أغلى بقعة عقارية في مدينة رام الله، هي والمقر الرئيسي للبنك العربي (كانت بطبقة وصارت باثنتين)، وقريباً منها، في طرف الشارع الآخر، عمارة محمية ذات قبعة قرميدية وحيدة في الشارع بأسره، تحتلها دكانة «الوردة الحمراء» وصيدلية طوباس.
قبلاً، كان محل من ثلاثة محلات دكانة لبيع السجاجيد والبسط، وصارت مقراً الكترونيا حديثاً جداً لـ «بنك فلسطين»، في تناقض وتنافر شديدين مع آخر دكاكين شارع ركب الغارقة في القدم. مجرد بسطة على حافة الدكانة والرصيف لنثريات الشيكولاتة والعلكة (اللبان) ومناديل الجيب الورقية، يجلس خلفه صاحبها العجوز العتيق، ووراءه صورة جمال عبد الناصر الرسمية.
لا شيء في داخل الدكانة وإظلامها التام من الإنارة الكهربائية، سوى مروحة تدور صيفاً، وشيء غريب ـ عجيب، حيث براد عتيق جداً، صار «نملية» علب مرطبات معدنية، يفضح موتها من الكهرباء، مصباح وحيد من «النيون» الأبيض البارد.
دكانة من زمن غابر، قيل إن العقاريين عرضوا على صاحبه العجوز مليون دولار للبيع، أو تأجيره وتحديثه مقابل عشرات الآلاف شهرياً.. أو يقوم ورثته بذلك.
كان للدكان اسم في «زمن العزّ» يمكن قراءته بصعوبة بالغة: حلويات السنترال.
لا حلويات الآن، ولا سنترال قديم لبدّالة هاتف يدوي قديم، أو أن سنترال من مركز البلد، لأن «المنارة» ساحة البلد.
صارت الدكانة تسمى «ميني ماركت» ثم «سوبر ماركت» في شارع شهير لمدينة تنمو على عجل، وخارج الشارع «مولات» هي الاسم التجاري العالمي لما كان يسمى «سوقا».
مقابل أقدم وأشهر مقاهي المدينة، بحيث اسمه صار اسم أهم الشوارع، هناك دكانة ترفع في مقدمتها صورة ياسر عرفات الرسمية، وهي، أيضاً، بلا اسم تجاري، مضاءة بلمبات كهرباء قديمة، وفي داخلها بضائع متنوعة تتقدمها بسطة نثريات، ورفوفها تصطف عليها علب السكائر، وأيضاً مشروبات روحية، وعلى رصيف الدكان ميزان يعمل بالشيكل والصحف اليومية الثلاث.
عجوز ونجله الشاب يديران الدكانة. الأب يقعد على الكرسي، والابن يقف خلف البسطة. خلاف محلات تغير ديكوراتها الحديثة والهشّة بديكورات أحدث وأكثر هشاشة كل عام، فإن مقهى ركب غيّر ديكوره مرة واحدة منذ ربع قرن، بديكور متين.
على قارعة ركن آخر مقابل المقهى والدكان الأقل قدماً، يدفع الأخوان وليم وسابا عربتهما من رام الله التحتا، منذ قرابة العقود الأربعة ونصف العقد، وهي محمّلة بطناجر ونصّيات من الذرة المسلوقة، أو حبات الذرة المفروطة، أو حبات الفول العريض المسلوقة.
كان الأخوان وليم وسابا (ولا أعرف من بينهما الأكبر) شابين أوّل الكار والعربة، وشابا على العربة الأخيرة التي تبيع الفول النابت وعرانيس الذرة المسلوقة، ولا يبدو لي أن أولادهما سيرثان الكار والعربة عن أبويهما، ولن يبيع أحد آخر عرانيس الذرة المسلوقة، أو الفول المسلوق النابت.
في أيام الجمع الأسبوعية، ترتاح الأرصفة من السابلة والمتسكّعين والمتسوّقين، وكذا تغلق معظم المحلات أبوابها، لكن ليس الدكانتان القديمتان، ولا مقهى ركب، ولا عربة الأخوين سابا ووليم. في مقهى البوظة الشهير نلتقي في لمّة يوم الجمعة الصباحية. قهوة وسكائر، صحفا وكتبا  وجدالا ونقاشا حول أمور الساعة والثقافة، والبعض من يحلو له أن يستعيد طفولته وشبابه ببوظة «راس العبد» المطلي بالشيكولاتة.
لم يحصل أن ابتعت شيئاً من أعتق دكانة كانت تسمى «حلويات السنترال» لكن أشتري جريدتي يوم الجمعة من الأب والابن الأقل قدماً، وفي غير أيام أبتاع كوز ذرة مسلوقاً، أو حفنتين من الفول النابت بخمسة شواكل.
كلام غابر عن دكاكين غابرة، وربما أصير، أيضاً، شيئاً غابراً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث علامات في «الشارع الرئيسي» ثلاث علامات في «الشارع الرئيسي»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 15:06 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

شيفروليه تطلق الجيل الجديد من سلفرادو 2019

GMT 14:43 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرة سلمية للسيطرة على الاحتباس الحراري في بلجيكا

GMT 16:25 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بحث جديد يثبت أن "الموناليزا" ليست جميلة

GMT 08:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

صلاح يسجل الهدف الأول للمنتخب المصري

GMT 05:58 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

جمهورا الوصل والنصر يحتفلان بـ"يوم العلم" الإماراتي

GMT 05:45 2021 السبت ,16 تشرين الأول / أكتوبر

5 لاعبين يمكنهم تعويض محمد صلاح في حال رحيله عن ليفربول

GMT 08:32 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

فيات تدخل عالم سيارات البيك آب الكبيرة المتطورة

GMT 19:24 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 21:57 2020 الخميس ,02 إبريل / نيسان

الغموض يحوم حول مصير طواف فرنسا 2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ثغرة في نظام أبل تستهدف الأطفال

GMT 07:06 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب أهلي دبي يهزم الظفرة ويتصدر الدوري الإماراتي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates