الحمد الله في غزة رئيساً للحكومة وليس زائراً

الحمد الله في غزة... رئيساً للحكومة وليس زائراً

الحمد الله في غزة... رئيساً للحكومة وليس زائراً

 صوت الإمارات -

الحمد الله في غزة رئيساً للحكومة وليس زائراً

بقلم : عريب الرنتاوي

عندما وقعت الحرب الإسرائيلية الأولى على قطاع، لم يكن “الحسم/الانقلاب” قد تجاوز عامه الأول بكثير، يومها ومن على منبر قناة الجزيرة، دعوت الرئيس محمود عباس للذهاب إلى قطاع غزة، وأذكر أنني قلت: لو كان ياسر عرفات على قيد الحياة، لما تردد في عبور نفق من الأنفاق التي اشتهر بها القطاع، للوصول إلى غايته، تماما مثلما فعل عندما عاد متسللاً من تونس، شمال أفريقيا، إلى نهر البادر شمال لبنان ... لم أكن يومها أرمي إلى التشكيك بشجاعة الرئيس عباس، كما أنني لم أكن في معرض المفاضلة بين الرجلين، بل كنت أنطلق من رفض فكرة ترك القطاع لحماس وحدها، تحت أي ظرف ولأي سبب، وكلما كانت تلوح في الأفق بوادر مصالحة أو حوار، كنت أجدد التأكيد على الدعوة ذاتها.

مناسبة هذا القول، الاستقبال الشعبي الذي لقيه رئيس الحكومة ووفد السلطة وحركة فتح في القطاع، وهي مظاهر تذكر بالحشود الهائلة التي طالما تجمعت في غزة لإحياء ذكرى استشهاد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات واعياد انطلاقة الثورة... جماهير القطاع ملّت الأحادية، وسئمت اللون الواحد، وهي تريد العودة للتعددية الفلسطينية التي ظلت حبراً على ورق، واقتصرت على بعض المظاهر الشكلية طوال سنوات الانقسام العشر العجاف.

ولو كنت مقرباً من رئيس الحكومة الفلسطينية لهمست في أذنه بأن يأمر وسائل إعلام السلطة، بعدم وصف وصوله إلى غزة بـ “الزيارة”، فهذه “عودة الشيء إلى أصله”، وليست زيارة بأي حال، ورامي الحمد الله ليس زائراً أو سائحاً في قطاع غزة، بل رئيس حكومتها، حكومة عموم فلسطين ... ولكنت طلبت إليه أن يقسم وقته مناصفة ويوزعه بعدالة على شطري الوطن المحتل والمحاصر، فتلك ضمانة لتكريس الوحدة واختباراً لجدية الأطراف حيالها.

لا تستطيع الحكومة ورئيسها أن تغادر الضفة إلى غزة، فذلك سيعطي الانطباع بأن غزة هي فلسطين، وهي الدولة، وهذا ما تريده إسرائيل ... كما أنه لا يستطيع أن يكتفي بـ “زيارة” غزة بين الحين والآخر، فهذا يكرس “شكلانية” العلاقة بين السلطة والقطاع، وهذا ما تراهن عليه قوى الأمر الواقع في الضفة والقطاع على حد سواء ... وطالما أن الفلسطينيين اتفقوا على أن “لا دولة في غزة ولا دولة من دونها”، فإن من المنطقي أن يعمدوا إلى تحويل هذه المقولة إلى خطط وبرامج وتوقيتات وجداول زمنية للحكومة ورئيسها ووزرائها وقادة الأجهزة الأمنية، ولكل العاملين والمنتسبين من ذوي الصلة والعلاقة والاختصاص.

ولن أكتف بهذا، بل سأقترح جعل الخطوة التالية على جدول أعمال السلطة، قيام الرئيس عباس بالتنقل بين رام الله وغزة، وصرف جزء ليس باليسير من وقته في القطاع، وكذا الأمر بالنسبة لقادة الفصائل الأخرى، وبالأخص الذين أبعدوا عن غزة، طوعاً أو قسراً ... يجب خلق ديناميات اجتماعية، تجعل الاستئثار والتفرد أمراً متعذراً ... يجب تدعيم التعددية والشراكة وكسر احتكار السلطة وإنهاء مظاهر الهيمنة والأحادية.

لست هنا بصدد تعكير المزاج المعتدل لغالبية الفلسطينيين الذين يتابعون بارتياح مشوب الحذر والتخوف، الخطوات المتسارعة التي تنجر على طريق الحوار وإتمام المصالحة ... ولكن لم يعد جائزاً بعد اليوم، إدارة الظهر للقطاع، وتركه لحماس أو غيرها ... القطاع جزء من الكيان الفلسطيني، وإدامة الصلة الحيوية مع أهله وناسه، أمرٌ ضروري لربط ما عملت جغرافيا الاحتلال على تقطيع أوصاله.

ثمة مصاعب عديدة ما زالت تعترض طريق المصالحة وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، بعضها سيخضع للحوار قريباً في القاهرة، وبوساطة مصرية نشطة، بعضها سينجز وقد تسهل تسويته ... لكن بعضها الآخر، سيحتاج إلى وقت وعناء وجهد، وربما لا تجري تسويته على موائد الحوار والتفاوض، بل سيترك إلى عامل الزمن وما يستبطنه نم تطورات وتفاعلات ...وبهذا المعنى، يجب على القوى والفصائل الفلسطينية المختلفة، أن تجعل من فرصة المصالحة وسيلتها لاستنهاض دورها وتحريك الطاقات الكامنة لدى جمهورها وأعضائها، فمثل هذه اللحظة لا تتكرر كثيراً، وما ينطبق على قطاع غزة، ينطبق بالقدر ذاته على الضفة الغربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحمد الله في غزة رئيساً للحكومة وليس زائراً الحمد الله في غزة رئيساً للحكومة وليس زائراً



GMT 19:41 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أزمات إقليمية جديدة

GMT 19:23 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قيصر روسيا... غمزات من فالداي

GMT 19:19 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المفهوم الايراني للانتخابات... والعراق ولبنان

GMT 19:14 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة مناخية ملهمة للعالم

GMT 23:17 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

ظهورُ الشيوعيّةِ في لبنان

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - صوت الإمارات
النجمة بلقيس عادت من جديد للتفاعل مع جمهورها واستعراض إطلالة جديدة لها عبر انستجرام، لتوثق أحدث ظهور لها بفستانها الأسود الجديد الذي نال تفاعل قطاع كبير من جمهورها، كما أنها عادت للظهور بأزياء من علامة فيرساتشي الشهيرة التي سبق وقد تألقت بها أكثر من مرة في الماضي. تفاصيل أحدث إطلالة للنجمة بلقيس النجمة بلقيس اختارت في احدث ظهور لها، ارتداء فستان أسود أنيق من علامة فيرساتشي الشهيرة، وتعتبر بلقيس من عاشقات اللون الأسود وسبق وظهرت به في العديد من إطلالاتها الجذابة، وهذه المرة اختارت فستان أنيق نال إعجاب محبيها بمجرد نشر صوره عبر حسابها على انستجرام. بلقيس استعرضت أناقتها بفستان أنيق باللون الأسود انسدل طويلًا ومجسمًا مع صيحة الكب التي زادت من أناقته، والتي جاءت بتصميم مستقيم، كما تزينت منطقة الصدر بحزام رفيع يتوسطه اكسسوار...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 01:04 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سريلانكا تجذب السائحين من دول التعاون

GMT 02:25 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مصر تستعد لتنظيم البطولة العربية لرواد الغولف

GMT 14:01 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

الفنان أحمد عز يًعرب عن سعادته بتكريمه في 2018

GMT 10:19 2018 السبت ,28 تموز / يوليو

الحياة على كوكب الأرض نشأت قبل 300 مليون سنة

GMT 14:43 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

ناعومي كامبل تتألق بمعطف رائع باللون الأسود

GMT 06:45 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

إسرائيل تدرس مد محطة كهرباء غزة بالغاز الطبيعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates