احتمالات قطر «الخسارة أو الخسارة»

احتمالات قطر: «الخسارة أو الخسارة»!

احتمالات قطر: «الخسارة أو الخسارة»!

 صوت الإمارات -

احتمالات قطر «الخسارة أو الخسارة»

عماد الدين أديب
بقلم - عماد الدين أديب

صانع القرار فى قطر يعيش -اليوم- أزمة وجودية ضاغطة بعد انضمام الإمارات والبحرين إلى اتفاق سلام مع إسرائيل بضمانة أمريكية.القصة بسيطة وعميقة، والخيار صعب وسهل، والتأثير ورد فعلها على قطر سلبى فى جميع النتائج! أخطر ما فى القصة أن هذه الاتفاقات تشكل تحدياً شديداً للمكانة الخاصة للمحور القطرى التركى فى واشنطن.أمام قطر -اليوم- 3 خيارات صريحة إزاء قطار السلام الخليجى والعربى مع إسرائيل:الخيار الأول: أن تعلن الآن، أو قريباً، الانضمام وتحويل ما كان يتم سراً فى الخفاء بين تل أبيب والدوحة إلى «زواج علنى رسمى شرعى».الخيار الثانى: أن تقوم بالاستمرار فى شيطنة الاتفاق، كما هو حادث الآن، عبر قناة «الجزيرة»، وعبر قنوات تركيا، وعبر وسائلها وأدواتها المشتراة والمتاحة حول العالم وتشجع «حماس» وكل «فصائل الممانعة» فى إدانة الاتفاق وتجريمه.الخيار الثالث: أن تمسك العصى من المنتصف ولا تحسم الإدانة أو التأييد وتؤجل الخيار النهائى لحين معرفة اسم الرئيس الأمريكى المقبل بعد 50 يوماً.إذن الخيارات ثلاثة: التأييد الفورى، استمرار الشجب، تأجيل القرار.تعالوا نناقش تداعيات كل قرار.إذا كان خيار صانع القرار فى الدوحة هو دعم الانضمام الإماراتى والبحرينى إلى عملية السلام مع إسرائيل بضمانة أمريكية، فإن ذلك لن يعطى أى مبرر سياسى أو منطقى أو أخلاقى للسياسة القطرية وأدواتها الإعلامية فى «إدانة وتجريم وتشويه أبوظبى والمنامة»، لأن الدوحة فى هذه الحالة ستكون «قد اقترفت ذات الجريمة».أما إذا اختارت قطر، بناء على نصائح مستشاريها من «الإخوان وأنصار التيار القومى القدماء»، رفض الانضمام إلى التوقيع مع إسرائيل، فإن ذلك سيضع قطر فى 4 مخاطر كبرى:1- سيُعتبر ذلك مخالفة صريحة لا تُغتفر للاتفاق التاريخى بين الأمير الأب «الشيخ حمد» حينما اتصل مندوبه الخاص بالإدارة الأمريكية طالباً أن تدعم واشنطن عملية انقلابه على الأمير الجد «الشيخ خليفة رحمه الله»، مقابل أن يلتزم بعدة تعهدات أهمها التعاون والاعتراف بالدولة العبرية.2- سيكون ذلك مخالفاً لسياق التطورات التاريخية فى العلاقات بين الدوحة وتل أبيب مثل إقامة المكتب التجارى الإسرائيلى فى الدوحة والتعاون الأمنى على أعلى مستوى، والتعاون فى مجالات الاتصالات ومراكز الأبحاث، والتسويق السياسى، والإعلام.وسيكون مضاداً لما تم إنجازه -فعلياً- من إجراءات فى التطبيع مثل زيارات زعماء إسرائيل للدوحة، وزيارات كبار المسئولين القطريين لإسرائيل للسياحة والعلاج والاستثمار.3- سيُضعف ذلك من مكانة قطر لدى الولايات المتحدة، وسيعطى الدول التى أقامت علاقات مثل الإمارات والبحرين مكانة أعلى وأفضل من قطر لدى البيت الأبيض والكونجرس.4- لن تصبح قطر بعد ذلك العاصمة المفضلة خليجياً لدى لوبى المال اليهودى وكارتل المؤسسات المالية العالمية، بل سيجعلها فى تصنيف سياسى سلبى.نأتى للاحتمال الثالث وهو الأكثر انتهازية والذى يقوم على نظرية دعونا ننتظر حتى نتيقن تماماً من هو رئيس الولايات المتحدة المقبل، هل هو ترامب أم بايدن؟ ديمقراطى أم جمهورى؟التأجيل فى هذه الحالة لن يفيد، لأن الملف يتصل بالعلاقة الإسرائيلية- الأمريكية.فى واشنطن يعلمون تماماً أن كل ما هو ثابت قابل للتغيير إلا التزام الرئيس الأمريكى، أى رئيس، بالدعم الكامل غير المشروط لإسرائيل.وبالدليل القاطع، فإن الحزب الديمقراطى الذى يحتضن -تقليدياً وتاريخياً- الصوت اليهودى الأمريكى، قد رحب قادته، وأولهم المرشح الرئاسى بايدن، بالاتفاق الإسرائيلى مع الإمارات والبحرين، وتعهدوا بدعمه المطلق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتمالات قطر «الخسارة أو الخسارة» احتمالات قطر «الخسارة أو الخسارة»



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 18:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 07:14 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيري يعود إلى الشرق الأوسط لدفع محادثات السلام

GMT 21:18 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عائلة تركية تتجول بين 26 دولة حول العالم بالدراجة الهوائية

GMT 03:08 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل وزارة الدفاع يستقبل مساعد وزير الدفاع الباكستاني

GMT 05:57 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

عبدالله مال الله يكشف أصعب لحظاته في الملاعب

GMT 18:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

"سانغ يونغ" تبدأ باختبار سيارات "Korando"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates