تعاسة الطفولة
تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي "بدقة" واجتماع أزمة طارئ للمسؤولين نور نيوز عن الهلال الأحمر الإيراني أنه لم يتم العثور على طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الأن هيئة الطوارىء التركية تعلن أنها أرسلت إلى ايران طاقما للإنقاذ مؤلفا من ٦ مركبات و٣٢ خبيرا في البحث وزارة الداخلية الإيرانية تعلن أنه تم تحديد سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في دائرة قطرها كليومترين الرئيس الأميركي جو بايدن يقطع إجازته ويعود للبيت الأبيض لإحاطة عاجلة بعد حادث طائرة الرئيس الإيراني رئيس الحكومة العراقية يوجه بتوفير جميع الإمكانيات لمساعدة إيران في عمليات البحث عن مروحية رئيس إيران الهلال الأحمر الإيراني يعلن فقدان ثلاثة من عمال الإنقاذ في أثناء البحث عن طائرة الرئيس الإيراني وسائل إعلام أجنبية تؤكد أن وفاة رئيس إيران ووزير خارجيته سيتم في أي لحظة أعلن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن "فرق إنقاذ مختلفة" لا تزال تبحث عن المروحي المرشد الإيراني يدعو الشعب إلى عدم القلق ويؤكد أن تسيير شؤون البلاد لن يتأثر
أخر الأخبار

تعاسة الطفولة

تعاسة الطفولة

 صوت الإمارات -

تعاسة الطفولة

بقلم : مصطفى الفقي

لا يؤلمنى شىء مثل إحساسى بطفل تعيس سواء أكان مصدر التعاسة مرضًا يؤلمه أو فقدانًا لأمه أو إهمالًا فى حقه من جانب المنزل أو المدرسة أو هما معًا، فالطفولة هى بداية الحياة وهى بمثابة تفتح الأزهار ونضج الورود، إنها الصفحات البيضاء فى حياة الإنسان، فإذا ما عرف فيها المرض أو كانت أسرته شديدة الفقر فإن ذلك ينعكس عليه بالضرورة ويجعل تعاسته مركبة، بل إن بكاء الطفل الجائع وصرخة الطفل الخائف ودموع الطفل الحزين هى صفعات على وجه الإنسانية، أما الطفل اليتيم فحدِّث ولا حرج، إنه يتساءل صباح مساء أين أبواه أو أحدهما ويشعر بعزلة ويطوى النفس على ما يشعر به من مرارة، وأنا شخصيًا لا أستطيع زيارة الملاجئ وتفقد أحوال اليتامى وتقديم المساعدة لهم، لأن ذلك يصيبنى بانهيار داخلى رغم أننى لم أكن يتيم الأبوين أو أحدهما، وكنت أهتز كثيرًا عندما أرى ابنتى الكبرى فى مطلع شبابها وهى تواظب على زيارة الملاجئ وينتظرها الأطفال اليتامى بما تحمله لهم بنظرات السعادة العابرة والفرح الذى لا يطول،


وقد زارت سيدة مصر الأولى- كما كانوا يسمونها فى أحد العصور- ملجأً لليتامى بشكل مفاجئ وراعها ما شاهدته وهالها ما شعرت به، فانهمرت دموعها وظلت تصيح بالمشرفات والمشرفين الذين لا يبالون بأحوال الأطفال الذين يجب أن يكونوا فى رعايتهم وليسوا فى مؤسسة عقابية بلا طعام كاف أو هدوء مطلوب أو توجيه لازم، وما أكثر ما قرأنا فى الصحف عن مآسى الملاجئ ومشكلاتها المختلفة، ولقد استمعت إلى وزيرة التضامن وهى تتحدث عن تجربة رائدة بإدماج الأطفال اليتامى من اللقطاء أو مجهولى النسب وتوزيعهم على الأسر المختلفة حتى لا تكون العزلة فى الملاجئ مبررًا لتخريب البقية الباقية من كيانهم الهش، وأظن أن الأمر ينسحب أيضًا على نزلاء مستشفيات الأمراض العقلية وضحايا الإدمان، إذ أثبتت التجارب أن وجودهم فى تجمعات منعزلة يزيد المعاناة ولا يساعد فى تكوين الشخصية السوية التى تشعر برعاية المجتمع ودفء الأسرة، ورغم أن هناك جهودًا جبارة على المستويين الدولى والمحلى للاهتمام بالطفولة ورفع المعاناة عنها وتوفير البيئة المناسبة لها فإن الفقر بمعناه الشامل يقف عائقًا دون ذلك، حيث تحول الإمكانيات المحدودة دون تحقيق الحد الأدنى من الحياة المقبولة للبراعم الصغيرة، ولقد عرفت أسرًا كثيرة تبنت أطفالًا فى الصغر واندمجوا فيها حتى أصبحنا لا نعرف من تاريخهم شيئًا وتربوا تربية عادية سمحت لبعضهم بالنبوغ والتفوق، وأنا أتذكر أن الفنان الذكى ذائع الصيت الراحل عبدالحليم حافظ قد تربى فى أحد الملاجئ بطفولة حزينة تركت بصماتها على صحته حتى رحيله، ورغم أنه ملأ الدنيا وشغل الناس فإن مسحة الحزن كانت تطل من عينيه فى كل المناسبات، ولقد سمعت من صديقه الكاتب الكبير مفيد فوزى أن عبدالحليم كان لا يحب أن يتذكر فترة حياته فى الملجأ أو يذكّره بها أحد وهذا أمر طبيعى فالإنسان يهرب من معاناته ويبحث عن الابتسامة الشاحبة فى ركام الألم والحزن والقلق، إننى أكتب هذه السطور فى عهد أعطت فيه الدولة اهتمامها الشديد بذوى الاحتياجات الخاصة وجعلت لهم حصة لائقة فى كل مكان حتى فى البرلمان، كما أن رئيس الدولة يحتضن اليتامى من أولاد الشهداء فى صورة مؤثرة تعبر عن شعوره بهم وتعاطفه معهم وعرفانه بما قدم آباؤهم لهذا الوطن، وأنا أشعر بأمل كبير فى أن تمتد مظلة الرعاية لتشمل اليتامى من أولاد الشهداء وغير الشهداء وأدعو القادرين إلى دعم الملاجئ المختلفة ومراكز رعاية الطفولة حتى يبرأ المجتمع من أحزانه التى تؤثر على مسيرته وتضرب السلام الاجتماعى فى مقتل، كما تفتح باب الجريمة وتدفع بعشرات الألوف من أطفال الشوارع الذين يتحولون مع الوقت إلى كوادر للبلطجة إذا جاز التعبير، فالصحة النفسية للشعوب تبدأ من الطفولة التى لا تنكر عليها حقوقها، بل تسعى إلى انتشالها من وهدة الفقر ولعنة المرض وآلام الحزن الدفين، وإذا تابعنا النماذج العالمية لمفتقدى الأب فإن أشهر مستشارى ألمانيا كان لقيطًا، كما أن بيل كلينتون يحمل اسم زوج أمه وكأنما لا أب له، وهناك نماذج كثيرة لأولئك الذين قهروا ظلام الطفولة العمياء وكسروا طوق الحياة التعيسة وخرجوا منها بشرًا أسوياء ونماذج باهرة فى مجالات مختلفة، فالله يعوض أحيانًا أولئك الذين افتقدوا الأمان والحنان ويعطيهم بسخاء تعويضًا عن معاناة طويلة وآلام دفينة منذ بداية رحلة العمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعاسة الطفولة تعاسة الطفولة



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ صوت الإمارات
تحتفل اليوم الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد التي تحظى بشهرة واسعة تخطت حدود الوطن العربي وصولا لعالم هوليوود، ورافقت ريا الأناقة الناعمة في أشهر فعاليات الموضة والفن حول العالم على مدار سنوات من التوهج والنجاح المهني، واليوم تزامنا مع عيد ميلادها الـ47، سنأخذكم في جولة سريعة نتذكر خلالها بعض من إطلالات الإعلامية العالمية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار المجوهرات العريقة Bulgari، وأول امرأة عربية تصبح سفيرة للنوايا الحسنة لمفوضية اللاجئين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. أحدث ظهور لريا أبي راشد بصيحة الجمبسوت منذ أيام سحرت الإعلامية ريا أبي راشد متابعيها بإطلالة ناعمة قامت بنشر صورها عبر حسابها الخاص على انستجرام، عبارة عن جمبسوت ناعم باللون الأبيض الموحد من توقيع Alex Perry، تميز بالأرجل الواسعة مع ياقة القلب ذات الأكتاف المكشوف...المزيد

GMT 13:15 2013 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

نظام إلكتروني لربط المجتمع الجامعي القطري

GMT 11:19 2013 الأحد ,17 آذار/ مارس

جامعة سعودية إلكترونية تنال عضوية دولية

GMT 14:44 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

خلود زيد تعرض أحدث تصميماتها للكوليهات

GMT 07:06 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

انطلاق مهرجان التلة في عجمان 6 كانون الثاني

GMT 19:01 2016 الإثنين ,29 شباط / فبراير

مجموعة مطاعم في نيويورك تقرر وقف قبول "البقشيش"

GMT 18:48 2013 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثامنة من مهرجان روما للفيلم

GMT 00:05 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

مجوهرات مجموعة "Happy Hearts" من "Chopard"

GMT 14:48 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

خلطة الحناء المنزلية وسيلة فعالة لتفتيح لون الشعر

GMT 02:02 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

أجمل المناطق السياحية في تركيا

GMT 17:25 2014 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

تعليم السعودية يُدشن النسخة الجديدة "لبوابته الإلكترونية"

GMT 13:02 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان الموسيقى العربيّة هذا العام مليء بالنجوم

GMT 19:07 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أخطبوط يتقمص دور "نيمو" ويهرب من حوضه

GMT 18:47 2013 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تحذيرات من هجوم لأسماك القرش في البحر الأحمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates