نساء يروين قصصًا مروعة بعد هروبهن من جحيم داعش
آخر تحديث 13:48:37 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

فرض عليهن أزواجهن التدريب على تنفيذ عمليات انتحارية

نساء يروين قصصًا مروعة بعد هروبهن من جحيم "داعش"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - نساء يروين قصصًا مروعة بعد هروبهن من جحيم "داعش"

هروب النساء من جحيم "داعش"
دمشق ـ نور خوام

قررت عائشة البالغة من العمر 32 عامًا وهي أم لطفلين، الفرار من منزلها في الموصل، حينما صدرت فتوى تقول إن الزوجة ينبغي عليها طاعة زوجها في جميع الأمور بما في ذلك أن تصبح انتحارية.

وأكدت عائشة أنَّ زوجها الذي كان يحضر إلى البيت مرة واحدة في الأسبوع لم يطلب منها بطريقة مباشرة أن تصبح انتحارية؛ ولكنه قد بدأ تدريجيًا في الحديث عن الأمر، حيث أصبح زوجها أخيرًا يحضر إلى البيت كل يوم وقد طلب أخيرًا منها بأن تتابع دورات تدريبية توضح كيف للمرأة أن تقدم الدعم للمجتمع من خلال روحها وجسدها.

وأوضحت أنَّها ذهبت بالفعل ولم تحضر سوى يومين فقط من هذه الدورة التدريبية جنبًا إلى جنب مع الكثير من النساء، حيث أصابها الذعر من هول ما سمعته، مشيرة إلى أنَّ الأمر كان أشبه بعمل غسيل للمخ حيث يتم تعليم المرأة بأن تضحي بالأشياء الدنيوية الرخيصة من خلال الدم والروح من أجل نصرة أشياء أغلى وهي الدين والرب والنبي والأهم من كل هذا الحياة الأبدية في الآخرة.

وبالطبع لم تقتنع عائشة بهذه التعاليم وكانت تفكر في مصير أطفالها وكيف ستخرجهم من الوضع الذي وجدت نفسها تورطت فيه ومن ثم فقد امتنعت في اليوم الثالث عن حضور هذه الدورة التدريبية وادعت المرض وأن ابنها أيضًا قد أصيب بنزلة برد وأن عليها ملازمة المنزل.

واستعانت بابن عمها الذي يقيم في زاخو شمال غربي إقليم كردستان الذي ساعد كثيرين في الهرب من الموصل وكانت تكلفة الهروب من الموصل ألف ومائتان دولار، وبالفعل هربت بصحبة ابنها وبنتها وقت صلاة الجمعة بعد ترتيب جميع الأمور مع ابن عمها.

واعترفت عائشة بأنَّه تم إجبارها على التعهد بالطاعة المطلقة لزوجها حتى عندما تعلق الأمر بالتفجير الانتحاري وما حدث لها يكشف عن الخضوع الكامل للمرأة في ظل سيطرة تنظيم "داعش" والتي نصبت نفسها للحكم، فالمرأة لا يسمح لها بأن تترك منزلها دون أن يرافقها أحد أقاربها من الرجال، حيث إذا خالفت ذلك وتم توقيفها من قبل مقاتلي "داعش" أو المسؤولين داخل التنظيم فإنهم يرجعونها إلى منزلها بينما ينال زوجها ما بين 40 إلى 80 جلدة لأنه سمح لها بالخروج وحدها.

 ويجب على المرأة عند خروجها أن ترتدي النقاب وهي الملابس التي تغطي رأسها ووجهها، بيد أن المرأة لا تعامل بمثل هذه الطريقة في أي مجتمع آخر على الأرض ولا حتى في المملكة العربية السعودية التي تحظر على المرأة قيادة السيارة أو في أفغانستان التي تتعرض فيها مدارس الفتيات للهجوم والحرق.

وأبرزت عائشة أنَّ زوجها كان يعمل ضابطًا في الجيش العراقي حتى استولى "داعش" على الموصل المدينة العربية التي يعتبر معظم قاطنيها الذين يبلغ تعدادهم اثنين مليون شخص من المسلمين السنيين فقتلت الكثير من معارضيها من الشيعة واليزيديين كما دفعت المسيحيين إلى مغادرة الموصل والمدن المحيطة.

 وكان ضمن المسلمين السنيين الذين أعلنوا التوبة هو زوج عائشة الذي قدم خدماته لـ"داعش" كجندي في الوقت الذي لم يصارح عائشة عن اتجاهه الجديد بالانضمام لـ"داعش"، حيث تغيَّر سلوكه كثيرًا منذ ذلك الحين وكان يجني الكثير من المال والغنائم والأشياء الثمينة نظير عمله داخل التنظيم.

واستولت عائشة حينما هربت من منزل زوجها على جزء من مدخرات زوجها قدرت بنحو ستة آلاف دولار، فضلًا عن المجوهرات التي تخصها وقد بررت ذلك بأنها دفعت مبالغ كبيرة حتى تصل أخيرًا إلى تركيا.

ولم تكن عائشة وحدها هي من هربت من محاولات التأثير على الفكر من قبل تنظيم "داعش"، فهناك أيضًا سيدة أخرى متزوجة رفضت الكشف عن اسمها الحقيقي؛ وفضّلت مناداتها بنورا وهي تبلغ من العمر 36 عامًا والتي لاذت بالفرار برفقة زوجها وأبنائها الست وقد وصلت إلى أربيل في الـ22 من آذار/ مارس والسبب الرئيسي في ذلك هو إنشاء "داعش" مخيمات يتم فيها تدريب المراهقين من الشباب ممن هم في العمر بين 12 و16عامًا على التفجير الانتحاري والذي كان التنظيم يطلق عليه "شرف الاستشهاد".

وعلى الرغم من أنَّ العائلات كان بإمكانها دفع غرامة وعدم إرسال أبنائها إلى هذه المخيمات إلا أن التدريب أصبح إلزاميًا في وقت لاحق.

ويختلف موقف نورا عن عائشة، حيث لم يكن لديها هي وزوجها ما يكفي من المال نظرًا إلى أن زوجها لا يعمل ومن ثم فقد كان تردي الأوضاع في الموصل سببًا آخر دعا نورا وعائلتها لمغادرة البلاد.

وأفادت بأن الأشخاص في الموصل لا يجدون وظائف متاحة ومن ثم يعرضون خدماتهم لـ"داعش" من أجل الحصول على المال، حيث لا يوجد خيارات أخرى، كما أن الحياة أصبحت صعبة في ظل عدم وجود إمدادات بالكهرباء ولم يكن لدى نورا وزوجها المال الكافي لاقتناء مولد كهرباء.

وأشارت إلى أنَّ أسطوانة الغاز كانت باهظة الثمن، حيث تقدر تكلفتها بنحو ثمانون ألف دينار عراقي (66 دولارًا)، كنا أن أسعار الخضروات والفاكهة كانت مرتفعة، فضلًا عن النقص في المياه النظيفة.

وتمثل عائشة ونورا نموذجًا لرفض السياسات التي تنتهجها "داعش" إلا أنهما يختلفان حول مصير "داعش"، فعائشة لا تعتقد بأنّ "داعش" سيتعرض للهزيمة على الرغم من الأزمة المالية التي يتعرض لها وحجتها في ذلك هو أنَّ التنظيم لديه حلول للخروج من أزمته الحالية بفرض غرامات على الأشخاص الذين يغادرون الموصل بعد الحصول على الإذن.

وتؤمن نورا بأنَّ "داعش" سيتعرض للهزيمة؛ ولكن ليس عن طريق الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وإنما بسبب نفاذ المال من التنظيم وتفشي ظاهرة الرشوة بحيث أصبح الفساد منتشرًا بين عناصره.

 

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء يروين قصصًا مروعة بعد هروبهن من جحيم داعش نساء يروين قصصًا مروعة بعد هروبهن من جحيم داعش



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ صوت الإمارات
المخرجة اللبنانية نادين لبكي باتت حديث الجمهور خلال الساعات الماضية بعد أن تم اختيارها لتكون عضوا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لنسخة مهرجان كام السينمائي الـ77، والتي ستقام ما بين 14 و25 مايو القادم، وذلك بعد أن سبق لنادين لبكي وقد شاركت كعضو في لجنة تحكيم في مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقة "نظرة ما" عام 2015، وبمجرد أن تم الإعلان عن الخبر حرص جمهور نادين لبكي على تسليط الضوء على أجمل إطلالاتها التي ظهرت بها في بعض المهرجانات الفنية والتي تميزت بالبساطة والرقي في كل مرة. نادين لبكي سبق وقد ظهرت في إحدى الفعاليات الفنية بأحد المهرجانات مؤخرًا وهي مرتدية فستان باللون الأسود الذي يبدو وأنها تعشق الظهور به باستمرار، وجاء الفستان طويلًا ومجسمًا وبصيحة الكب، مع فتحات عند منطقة الخصر، وانسدل الفستان مريحًا بداية من تلك المنطقة�...المزيد

GMT 15:51 2024 السبت ,04 أيار / مايو

شريف منير يشارك جمهوره كواليس فيلم السرب
 صوت الإمارات - شريف منير يشارك جمهوره كواليس فيلم السرب

GMT 10:29 2014 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

افتتاح معرض الأسر المنتجة في محافظة أحد المسارحة

GMT 13:38 2013 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

مصر: طاقة الرياح غير كافية لاستخدامها في الصناعات

GMT 21:42 2012 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"رايحين على فين؟" يرصد حالة الشباب في فترة الانتخابات الرئاسية

GMT 00:24 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

أحدث صيحات ديكور المنازل المناسبة لشهر رمضان

GMT 18:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

قدمي تشيز كيك عيش السرايا للشيف سالي فؤاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates