ارتسام ملامح الزمن الجميل في أقدم مطاحن القامشلي
آخر تحديث 15:00:49 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تشتهر بإنتاج أفضل أنواع القمح في العالم

ارتسام ملامح الزمن الجميل في أقدم مطاحن القامشلي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - ارتسام ملامح الزمن الجميل في أقدم مطاحن القامشلي

أقدم مطاحن القامشلي
دمشق صوت الامارات

احتضنت مدينة القامشلي  شمال شرقي سورية العديد من المطاحن القديمة التي تناوبت الأجيال القديمة على إدارتها وطحن حاجة الناس من الطحين ، في منطقة زراعية تشتهر بإنتاج أفضل أنواع القمح في العالم .

وأنشأ المطحنة "آل علي بكً"  قبل أكثر من تسعين عامًا ونسبت إسمها إلى أسم القرية التي ولدت فيها محمقية ، وكانت تغذي من إحدى روافد نهر الجغجغ ، ورغم بدائية مطحنة محمقية القديمة الواقعة في الجهة الشمالية من المدينة المتاخمة للحدود التركية ، لكنها لم تبخل في سد احتياجات أبنائها في إنتاج كميات كبيرة من الطحين.

غير أنها تقاعدت عن العمل وفيضت بذكريات من عاشر أيام المواسم في حقبتها الشابة ، مفعمة بعطاءات ذخرت بعبق إرث ما تركه الأجداد ، وخزنت في ذاكرتها عشرات الأغاني التي دندنها أبناء القرى الذين توافدوا على طريقها حاملين معهم أكياس الطحين على ظهر دوابهم في اتجاه مقصدهم الأخير "مطحنة القرية" البعيدة التي يستذكرها العم عدنان جميل ذو الثمانين عامًا.
 
وقال إنها مطحنة محمقية كانت أهم المطاحن في أيامها الغابرة ، رغم وجود أربعة مطاحن توزعت في محيط المدينة كمطحنة مانوك ودرباس والمطحنة الكبيرة على مياه نهر جغجغ غير أن مطحنة محمقية  الأقدم بينها والتي يعود بنائها لأكثر من تسعين عامًا.
وأكد في تصريحات لـ"العرب اليوم" توافد العشرات  من كل حدب وصوب على القرية المعطاءة في كرمها ، والمضيافة لمن يضطر للبقاء فيها للنوم فكان الترحاب سيد الموقف دائمًا من سكانها .

وأضافت زوجة العم عدنان : "كانت الأولوية تمنح للقادم من القرى البعيدة ويأخذ الدور الأوّل ، دون منازع ، كانت أجمل الأيام التي كتبت في حياتنا ، نجهد بسعادة وندندن  أغانينا التراثية حتى ساعات الليل المتأخرة ، لا نشعر بتعب النهار المنهك في أجواء تغمرنا فيها السعادة".

وأضاف الباحث التاريخي ، جوزيف أنطي ، عن طريقة تجهيز تلك المطحنة التي اندثرت قائلًا "بنيت المطحنة من الحجر الأسود، والإسمنت، وبعد الحفر، تمّ وضع كل قطعة في مكانها، فالبئر في أعلى منتصف المطحنة، ويجب أن تمتلئ بالماء من النهر الجاري ، وتوجد فراشة حديدية في أعلى البئر تستقبل الماء بقوة، كي يدور الميل الذي في أسفل البئر، فتتحرك الفراشة بشدة، وتقوم بتحويل القمح إلى طحين، وذلك من خلال الخشبة الصغيرة التي تدق أسفل الدلو، فيوضع الطحين في المكان المخصص بالقرب من الفراشة، فالعملية بأكملها بحاجة إلى ضغط الماء فقط في الدرجة الأولى، ولا تحتاج إلا إلى عامل واحد، أمّا المرحلة التي أخذت أكثر جهدًا وتعبًا فهي مرحلة الحفر لأنها تتطلب حفر مساحة طويلة ليتم سكب المياه بقوّة على الفراشة الحديدية، أمّا بالنسبة إلى طقوسها التي تميزت بالمتعة والهدوء، ولأن المطاحن تبنى خارج حدود القرية فالجميع يأخذ راحته".

وأردف الباحث التاريخي والتراثي ، نور الدين عقيل ، اعتبر صناعة طحن الحبوب من أقدم الصناعات الغذائية في العالم، وقد استخدم الإنسان وسائل عدة لهرس الحبوب وطحنها، ، و كانت أولى هذه الوسائل المدقة والجرن الحجري.

وأضاف : "مع تطور البشرية اخترع الإنسان الرحى وهي طاحونة بدائية عبارة عن حجرين منحوتين على شكل دائرتين، من الحجارة البازلتية مثقوبة من وسطها لصب الحبوب المراد طحنها فيها، ويدور القسم العلوي بالقوة العضلية فيهرس هذه الحبوب ويحولها إلى دقيق يخرج من أطرافها ، ومع تطور الحضارة البشرية تطورت هذه الآلة لتصبح أحجار الرحى أكبر وتنتج أكثر وتدار بقوة الماء، فاخترعت المطحنة المائية.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتسام ملامح الزمن الجميل في أقدم مطاحن القامشلي ارتسام ملامح الزمن الجميل في أقدم مطاحن القامشلي



GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 18:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 07:14 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيري يعود إلى الشرق الأوسط لدفع محادثات السلام

GMT 21:18 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عائلة تركية تتجول بين 26 دولة حول العالم بالدراجة الهوائية

GMT 03:08 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل وزارة الدفاع يستقبل مساعد وزير الدفاع الباكستاني

GMT 05:57 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

عبدالله مال الله يكشف أصعب لحظاته في الملاعب

GMT 18:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

"سانغ يونغ" تبدأ باختبار سيارات "Korando"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates