آزاتسي حكاية عن لجوء إجباري
آخر تحديث 22:01:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"آزاتسي" حكاية عن لجوء إجباري

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "آزاتسي" حكاية عن لجوء إجباري

بنى غازى ـ وكالات

<طلا على العالم كله من شرفة مركز اللجوء الإنساني في هولندا (آزاتسي ) يقلب الإعلامي والكاتب الليبي مجاهد البوسيفي في روايته الأولى "آزاتسي" صفحات من تاريخ ليبيا الحديثة ما قبل ثورتها ومعها أيضا تاريخ عربي، ويجوب أيضا آفاقا في التاريخ الباكستاني والأفغاني.لا يدعي "سالم" -السارد لشخصية البوسيفي الرئيسية في الرواية- بطولات كثيرة، فهو ليس معارضا كبيرا، ولا بطلا كان في مواجهة القمع. هو إعلامي ضاق به المقام في بلاد لا هوية فيها للإنسان مع ارتفاع نغمة الخطاب "الثوري" العدمي الذي يلغي كل شيء الناس والمدن والمكان بكل تفاصيله لحمايته من العدو إلا الهرب بحثا عن أفق إنساني.وفي الرواية -التي صدرت أخيرا عن دار ضفاف للنشر- تفاصيل تأتي عبر تقنية (الفلاش باك) للبلد التي غادرها وفي ذاكرته شخوص مكلومون وسلطة تصادر روح لمثقف حين تشتريه، وناس يتشوه وعيهم بالقمع والدين، إذ يصبح خلاصا ووجها آخر للقمع أيضا، كما في قصة "يحيى" سارد مجزرة سجن "بوسليم" الرهيبة الذي ارتكبت في عهد القذافي.لا تحضر هولندا في الرواية إلا لماما، فيما يحضر العالم كله في مركز اللجوء، وكأن الشرفة التي يطل منها على عالمه الجديد سجن آخر استبدل به من ليل طرابلس ليل اللجوء في آزاتسي.في مركز اللجوء الأول يلتقي عراقيين (يساريين) وأفغانا فروا من حكم طالبان وأفارقة وباكستانيين، فيما يحول المكان إلى جامعة أمم متحدة سكانها لاجئون فارون من القمع.ويصير العالم مساحة للتأمل ومسرح خواطر يوفره فقط (آزاتسي) لسالم الذي يخوض جدالات كثيرة ويعتريه صمت كثير أيضا حيال تناقضات القمع وآلياته في التشويه والمصادرة.بيد أن ذلك لا يمنع السارد، وقد صار المركز عالم الجميع من تقديم لوحات إنسانية لمن جمعهم القمع وصقيع أوروبا البارد، حين لم تسعهم شمس بلدهم ولم تمنحهم الدفء والأمان.ملجأ الحكايةوككل من يختارون المنافي، يصبح الماضي هو الحاضر والذاكرة ملجأ الحكايات ووطنا يراوح به بين حاضر غائم ومستقبل مجهول، ويتدثر بتاريخ فيه إشراقات يحجبها سواد كثير في بلاد لم تعد تسع أبناءها. يروي فسادا كثيرا في ليبيا وقبضة الجنرالات وأناسا تصادر أرواحهم، وبما أنه الخارج من رحم الإعلام هناك يحكي شيئا عن التدليس الذي يمارسه القامعون في صنع خطاب مشوه.يروي المفارقة في عمله عن الهتاف الذي ينطلق من شرفة المغني السوداني محمد وردي "لا السجن باق ولا السجان"، فيما يعرض الواقع لمسجونين في قبضة العقيد تكتظ بهم المعتقلات وتجري لبعضهم المذابح داخلها، والعقيد من فوق الجميع يتلو على أهالي طرابلس أبيات الشاعر محمد الفيتوري يعدهم بالحرية ويئد أحلامهم بها.لا يبخل البوسيفي في روايته ويفيض عبر سارده بمعاناة الليبيين في ظل حكم العقيد، ويروي سيرته هو القادم من البداوة إلى طرابلس العاصمة "عندما جئت من القرية إلى طرابلس كان البدوي يدخل العاصمة كميلاد جديد له، متكيفا مع قانونها ومحتملا سخريتها اللاذعة وتشابه بنيانها وملابسها الضيقة التي تحد من حركة الجسم ولكنة أهلها السريعة الشبيهه بلكنة الطليان".فالمدينة للبدوي "هى الجنة والنار في الوقت نفسه، حب وكره، تعال وتذلل، غزل وإعراض وكل المتضادات التي  تتكرر في الحياة وتتكثف في هذه العلاقة المتشكلة من طيات متشابكة لا حدود لها بقدر ما مر من حضر ومضر وتاريخ وأزمان".وكما دخل طرابلس وأقام فيها وارتحل عنها ظل يعاني غربتيه بين لجوء قاس في آزاتسي وآخر في البلد الأم، ولا جنة موعودة بينهما.وبين المكانين غرائب على أنها أكثر "فانتازية في بلد الديكتاتور الذي يخفي ملامحها ويغير أسماء شوارعها وبشرها أيضا حتى لا يعرفها الغازي الإسرائيلي القادم إليها، كل ذلك غطاء للاستمرار في القبض على البلد واستعباد أهلها".رواية البوسيفي تأتي واحدة من روايات ما بعد الربيع العربي التي تفتح وتقلب صفحات ماض قمعي وترصد تداعياته عبر من فروا بأرواحهم إلى مراكز اللجوء، وهناك سفر كبير من المعاناة أيضا.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آزاتسي حكاية عن لجوء إجباري آزاتسي حكاية عن لجوء إجباري



GMT 01:28 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:29 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

بيجو 508 موديل 2018 الجديدة تظهر بتصميم جريء

GMT 21:42 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مهرجان الدمى العملاقة فى شوارع لشبونة

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates