أحمد الزعبي يتتبع التناص في الرواية والشعر المعاصرين
آخر تحديث 15:40:53 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أحمد الزعبي يتتبع التناص في الرواية والشعر المعاصرين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أحمد الزعبي يتتبع التناص في الرواية والشعر المعاصرين

دبي - مصر اليوم

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، كتاب بعنوان «تناصات التراث الإنساني في الأدب المعاصر» للدكتور أحمد الزعبي ويقع في 628 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن مقدمة ومجموعة كبيرة من الدراسات حول موضوعة التناص أو الاقتباس في الرواية والشعر العربيين المعاصرين.يقول الدكتور الزعبي في توطئته للبحث إن التناص – في أبسط صوره – يعني أن يتضمن نص أدبي ما نصوصاً أو أفكاراً أخرى سابقة عليه، عن طريق الاقتباس أو التضمين أو الإشارة أو ما شابه ذلك من المقروء الثقافي لدى الأديب، بحيث تندمج هذه النصوص أو الأفكار مع النص الأصلي، وتمتزج فيه ليتشكل نص جديد واحد متكامل. ويلاحظ أن مفهوم التناص مازال إشكالياً ويتأرجح بين تعريفات عدة، ولكنه لا يوافق على بعض الآراء المتطرفة التي تذهب بمفهومه، إلى درجة اعتبار النص امتداداً للنصوص الأخرى المقروءة ثقافياً وتاريخياً، أي السابقة عليه أو المتزامنة معه، كما يقول الدكتور صبري حافظ في دراسته عن»التناص وإشاريات العمل الأدبي»، أو كما تقول مبتدعة مصطلح التناص في الستينيات الماضية، الباحثة جوليا كريستيفا (Julia kristeva) من خلال مقالاتها عن السيميائية والتناص في مجلتي (Tel-Quell) و(Critique) ، حيث ترى أن التناص هو نقل تعبيرات سابقة أو متزامنة. أي هو «اقتطاع» أو «تحويل».. معتبرة أن كل نص هو امتصاص أو تحويل لنصوص أخرى، بمعنى أن النص يتشكل من خلال عملية «إنتاجية» من نصوص أخرى.ويتابع الزعبي تطور مفهوم التناص لدى رولان بارت، وميشيل فوكو، وأمبرتو إيكو، ومارك أنجينو، ووليم راي وصولاً إلى الدكتور صلاح فضل وآخرين من النقاد المحدثين.ويخلص الدكتور الزعبي في توطئته، إلى نتيجة مفادها، أن مفهوم التناص، ليس بالجديد، وإنما قاربه قدماء النقاد العرب واليونانيين وغيرهم. ومع ذلك يعلل استخدامه في دراساته التطبيقية، لأنه تشعب وتعمق واحتوى المصطلحات القديمة وتجاوزها، وبالتالي يرى ضرورة الإفادة منه، لتعميق الرؤية النقدية عند تناول النص الأدبي قبل أن يمضي، مثل غيره من المذاهب البنيوية والأسلوبية والسيميائية والتفكيكية وغيرها. كذلك يوضح الزعبي استخدام مصطلح التناص في دراسته التطبيقية، على مستوى الاقتباس والتضمين والاستشهاد، سواء أكان ذلك من النص التاريخي أم الديني أم الشعري، وهو ما يسمى التناص المباشر، أو ما يستنتج استنتاجاً ويستنبط استنباطاً من النص وبخاصة الروائي، وهو مايسمى التناص غير المباشر، أو تناص الأفكار، أو المقروء الثقافي أو الذاكرة التاريخية، التي تستحضر تناصاتها بروحها أو بمعناها لا بحرفيتها، أو لغتها أو نسبتها إلى أصحابها.يبحث الدكتور الزعبي في الباب الأول تناصات الرواية، ويستهله بتناصات التراث الإنساني في رواية «مقامات المحال» للدكتور سليمان طراونة. التي يعتبرها من «أهم الروايات العربية لغة ورؤيةً وبناءً»، الطامحة إلى «الاستقلال والانعتاق من تأثير الموجات الغربية على العقل العربي بعامة والفن بخاصة». معتبراً أن أهم الدلالات على ذلك، أن الرواية كتبت بكاملها (468 صفحة) بأسلوب يقترب أو يحاكي المقامات العربية والأسلوب القرآني، ولاسيما المكي، وكذلك بأسلوب المتصوفين والعرافين والكهنة ومجالس الساسة، بلغة تراثية مذهلة مبدعة، ممزوجة بلغة معاصرة، حديثة، لم تفقد حرارتها وإيقاع سردها وتشكيلها الفني والموضوعي في أجزائها وسياقاتها المختلفة. كذلك لجوء الكاتب في مراجعه وإشاراته وتناصاته، التي نافت على مائتي مرجع أو إشارة إلى تراث الشرق والغرب وغيرهما قديماً وحديثاً، مع التركيز على التراث السامي العربي القديم، ثم الإسلامي فيما بعد. هذا فضلاً عن حمى صراع الحضارات القائم في الرواية بروح عربية إسلامية، من دون أن ينتقص الكاتب من قيمة الحضارات الأخرى.كما يُجري الزعبي دراسة تطبيقية، على نماذج التناص في رواية «رؤيا» للكاتب هاشم غرايبة، فتتبع أشكال التناص بمستوياته المتعددة، التاريخية والدينية والأدبية والشعبية وغيرها، وقسمها إلى أبواب، ودرس دواعي استعمال الكاتب للتناص، وبلورة وظيفته الفنية والفكرية.في الباب الثاني يدرس الدكتور الزعبي التناص في الشعر، فيبحث في دواوين وقصائد مايزيد على أربعين شاعراً، من أبرزهم محمود درويش، وأدونيس، وسميح القاسم، ونزار قباني، وخليل حاوي، وأمل دنقل، ومعين بسيو، وعز الدين المناصرة، وسالم بن علي العويس، وإبراهيم نصرالله، وآخرين.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمد الزعبي يتتبع التناص في الرواية والشعر المعاصرين أحمد الزعبي يتتبع التناص في الرواية والشعر المعاصرين



GMT 01:28 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

أبوظبي ـ صوت الإمارات
تأثير الملكة رانيا على عالم الموضة لا يقتصر على إطلالاتها الحالية فقط، بل يمتد أيضاً إلى قدرتها على إعادة إحياء الأزياء التي ارتدتها في وقت سابق، فتصرفها الأخير في إعادة ارتداء ثوب بعد تسع سنوات يبرز تميزها وأناقتها ويعكس روحاً من الثقة والتطور في أسلوبها. في عالم الموضة، يُعَد إعادة ارتداء الأزياء من قبل الشخصيات البارزة موضوعاً مثيراً للاهتمام، تجسّدت هذه الظاهرة بشكل ملموس في اللحظة التي ارتدت فيها الملكة رانيا، زوجة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، ثوباً تقليدياً أنيقاً بعد مرور تسع سنوات على آخر مرة ارتدته فيه، يُظهر هذا الحدث الفريد ليس فقط ذكريات الماضي وتطور الأزياء ولكن أيضاً يبرز الأناقة والرؤية الاستدامة في عالم الموضة. فستان الملكة رانيا تظهر به مرة أخرى بعد تسع سنوات  الملكة زانيا في أحدث ظهور لها تألقت �...المزيد

GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates