السياحة والقوة الشرائية تدعمان نمو "العلامات الفاخرة" في الإمارات

سجل قطاع المنتجات الفاخرة في الإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي نموا بنسبة 7% في الفترة المنقضية من 2015، في الوقت الذي يتوقع أن يصل حجم القطاع في المنطقة إلى نحو 10 مليارات دولار.

ويؤكد الخبراء في قطاع المنتجات الفاخرة أن الإمارات عامة، ودبي خاصة تمثل موقعًا مثاليًا لاستقطاب ونمو العلامات الفاخرة على مستوى العالم لما تتمتع به الدولة من بنية تسوق مميزة، ووعي كبير تجاه اقتناء العلامات الفاخرة، فضلًا عن نمو القطاع السياحي.

وتشير دراسة صادرة عن «بين آند كومباني»، إلى أن دبي تستأثر بنحو 30% من سوق المنتجات الفاخرة في المنطقة، ونحو 60% من إجمالي سوق المنتجات الفاخرة في الإمارات.

ويؤكد الخبراء أن قطاع المنتجات الفاخرة في الإمارات ودبي ينمو بطريقة أفضل من بقية العالم، كون الشركات العالمية المصدرة للعلامات الفاخرة ترى في الإمارات ودبي مكانًا مثالية لعلاماتها، مشيرًا إلى أن دبي تتواجد فيها نحو 80% من العلامات الفاخرة على مستوى العالم

واحتفظت دبي بمركزها الثاني، أكثر الوجهات العالمية استهدافا من قبل تجار التجزئة، في تقرير «ما مدى عالمية تجارة التجزئة» 2015 الذي أعدته «سي بي آر إي» المجموعة الاستشارية العالمية الرائدة في مجال العقارات.

ومن بين الأسواق الخمس الأولى في معدل تواجد شركات التجزئة العالمية كانت دبي هي الأولى من حيث استقبالها للعلامات الجديدة.

ويعد سوق الإمارات سوقًا منفتحًا كونه يضم جنسيات عدة، كما يتمتع برواج سياحي جيد، إضافة إلى وعي كبير من سكان الدولة بالعلامات العالمية والرغبة في اقتنائها. وتؤكد المؤشرات أن العام 2015 سيكون عامًا جيدًا لقطاع المنتجات الفاخرة والسوق عمومًا في المنطقة، خاصة في ظل التغييرات التحويلية للصناعة والسوق عمومًا.

ويقول محمد عبدالمجيد صديقي نائب رئيس قسم المبيعات والتجزئة لدى مجموعة «أحمد صديقي وأولاده»: إن الإمارات تعد واحدة من أهم 10 أسواق عالمية في قطاع التجزئة وأن الدولة تتوافر فيها عوامل محفزة لنمو قطاع المنتجات الفاخرة أهمها توافر البنية التحتية لقطاع التسوق مثل المراكز التجارية وانتعاش السياحة، مشيرا إلى أن قطاع المنتجات الفاخرة في الإمارات ودبي يشهد استقرارًا منذ بداية العام 2015 رغم الصعوبات الإقليمية التي تواجهها المنطقة، مشيرًا إلى أن مستوى النمو في فئات القطاع تتباين من حيث النمو المتوقع بين 5 إلى 50% في بعض القطاعات.

وأوضح صديقي، أن ما يميز سوق الإمارات أن أغلبية عشاق المنتجات الفاخرة يرغبون في اقتنائها بهدف الاستثمار، مشيرًا إلى أن الإماراتيين هم الجنسية الأولى ضمن عملاء مجموعة «أحمد صديقي وأولاده» يليهم الخليجيون ويليهم الصينيون والروس والبريطانيون.

ويشير جان مارك بونتروي الرئيس التنفيذي لشركة «روجيه دوبوي» للساعات السويسرية الفاخرة، إلى أن الإمارات هي الوجهة الأمثل لافتتاح الفروع ومنافذ البيع الجديدة للساعات الثمينة، فالإمارات تعد من أول وأكبر 5 وجهات للبلدان الراقية على مستوى العالم لما تملكه من مقومات ومعايير وعوامل جذب سياحية واقتصادية على مدار العام إضافة إلى البنية التحتية واستقرار الأوضاع.

وقال بونتروي: حققت روجيه دوبوي في الإمارات إنجازات عدة ساعدت على تحقيق شهرة واسعة لقاعدة العملاء في المنطقة، فيما يعد السوق الإماراتي الأنشط إقليميًا، كما أن حصة السوق الخليجي من مبيعات ساعات الشركة سنويًا تتراوح ما بين 10% إلى 15%.

ولفت بونتروي إلى أن الشركة لديها خطط للتوسع في المنطقة حيث كانت دبي واحدة من أكثر المدن التي تشهد طفرة ونموا سريعا خلال العشرين عامًا الأخيرة، كما أننا نؤمن بوجود العديد من الفرص المحتملة للنمو في دبي في ضوء العديد من المشاريع الكبرى في مدينة دبي في القطاع العقاري وكذلك المطارات التي تجعل من المدينة واحدة من أكبر عشر مدن ننوي تعزيز حضورنا فيها في المستقبل.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة روجيه دوبوي ان السوق الإماراتي واحد من أكبر وأهم 10 أسواق في العالم والأول بالنسبة لنا على مستوى الشرق الأوسط، كما أن السوق الإماراتي خلال السنوات الثلاث الماضية كان واحدًا من أسرع الأسواق نموًا.. إن علامتنا لم تكن معروفة بالقدر الكافي منذ 3 سنوات ولكنها الآن باتت أكثر شهرة على مستوى هواة الساعات. وتعد الإمارات واحدة من 4 دول ننوي الاستثمار فيها بشكل أكبر وتوسيع حجم أعمالنا في المستقبل وهذه الدول هي الولايات المتحدة، الإمارات، الصين وكوريا.

أضاف بونتروي أن سوق السلع الفاخرة في الإمارات لا يعرف الركود ولم يتأثر بالتحديات الاقتصادية العالمية بل وتلقى دفعة إيجابية منها، ففي أوقات التحدي يتوجه العديد من الأفراد للبحث عن استثمارات بديلة في الألماس والذهب والفضة والسلع الفاخرة والساعات الثمينة باعتبارها ملاذات آمنة، قياسا على القنوات الاستثمارية الأخرى فيتجهون إلى الساعات الفاخرة ذات الأسماء الشهيرة مثل روجيه دوبوي.

من جانبه، قال ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة مجموعة مراكز التسوق، إن دبي أضحت مركزًا عالميًا للعلامات التجارية العالمية، وإن ظهور علامات تجارية أكثر تميزًا في سوقنا يؤشر إلى مدى حرص تجار التجزئة في العالم على الوصول إلى المستهلكين في المنطقة عبر دبي، إضافة إلى أن المشروعات التي تدشن في هذا الجانب يعطي الأسواق في قطاع العلامات الفاخرة المزيد من الزخم.

وأضاف الغرير، أن مراكز التسوق في الإمارات توفر بيئة تسوق فريدة من نوعها يتم اتباعها في دول أخرى في منطقة الخليج والمشرق العربي، لافتًا إلى أن قطاعات التسوق والتجزئة والسياحة في الإمارات تعتمد على بعضها بعضًا بشكل وثيق، وهي تنمو بشكل أكثر تسارعًا من نظيراتها في دول خليجية وعربية أخرى بفضل البنية التحتية الحديثة للدولة وقوة الشراء العالية للمستهلكين في الخليج، إضافة إلى السياح القادمين إلى الإمارات، فضلا عن الدعم الحكومي المستمر لهذه القطاعات.

وشدد كريم جربر، مدير علامة أوريس السويسرية في منطقة الشرق الأوسط، على أهمية الحركة السياحية في الإمارات التي ساهمت في رفع مبيعات الساعات الفاخرة السويسرية، مؤكدًا أهمية سوق الإمارات وسوق آسيا بشكل عام بالنسبة لدار الساعات السويسرية أوريس وتأتي الإمارات ضمن أهم وأكبر 10 أسواق بالنسبة ل «أوريس».

وأضاف كريم أضحت دبي وجهة السلع الثمينة والفاخرة بامتياز تضاهي بجودتها مدنًا عالمية مثل باريس ولندن وطوكيو ونيويورك وهي في اعتقادي في بعض الأحيان تتفوق على بعض هذه المدن بالقوة الشرائية العالية للمستهلكين فيها. وقمنا ومن خلال علامة أوريس التي يزيد عمرها على 111 عامًا في قطاع تصنيع الساعات باختيار دبي لتكون البوابة التي ننطلق من خلالها للعالم والدول في المنطقة وبفضل نمو قطاع الأعمال فقد أصبحت دبي «مانهاتن الشرق الأوسط».

وتثير الإمارات انتباه المتابعين لقطاع السلع الفاخرة، إذ تعتبر الدولة من أكثر الدول استهلاكًا للمنتجات الفاخرة المنتجة لدى أعرق الشركات العالمية، ولعل السبب في تفوق الإمارات في هذا الجانب يعود بالدرجة الأولى إلى أنها تشكل وجهة سياحية أولى على مستوى المنطقة لعشرات ملايين السياح سنويا، وتحديدا هؤلاء الأثرياء الباحثين عن اجازات متعددة الجوانب ويصطحبون معهم عائلاتهم بهدف التسوق والترفيه معًا.

ويشير ستيفن فورسي، الشريك المؤسس لدار الساعات الراقية «غروبل فورسي» إلى أن مبيعات «غروبل فورسي» في الإمارات من أكثر الأسواق استقرارًا في العالم حيث حافظت الإمارات العام 2014 على تصنيفها ضمن قائمة أبرز عشر دول مستوردة للساعات السويسرية الفاخرة، حيث أظهرت نموًا متواصلًا بنسبة 8.9 %.

وقال: أشارت التقارير الصادرة عن اتحاد صناعة الساعات السويسرية الى أن الإمارات لاتزال تهيمن على قطاع الساعات السويسرية الواردة بقيمة تبلغ1.017.6 مليون فرنك سويسري.

أضاف فوريب تأثر سوق السلع الفاخرة في الإمارات تأثرًا ايجابيًا في عام 2015 فقد لاحظنا تطورا كبيرا في قطاع التجزئة في إمارة أبوظبي وتواصل الإمارات الحفاظ على مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات العالمية للمنتجات الفاخرة، إذ تتميز بطلب متواصل على الساعات السويسرية الراقية.

وتقدمت الإمارات إلى المرتبة الخامسة عالميًا عام 2015 على قائمة الدول الأكثر استيرادًا للساعات السويسرية، بعد أن كانت في المرتبة التاسعة العام الماضي، وفقًا لأحدث إحصاءات الاتحاد السويسري لصانعة الساعات وقال الاتحاد السويسري لصناعة الساعات إن العام الجاري 2015 سجل بداية جيدة لصادرات الدولة من الساعات بعد شهرين هشين في 2014، إذ ارتفعت قيمة الصادرات بنسبة 3.7% مقارنة بنفس الشهر من 2014.

أشار محمد عبد الرحيم الفهيم، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات باريس غاليري إلى أن إنشاء حي دبي للتصميم من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يعتبر فكرة خلاقة ومبادرة من سموه في غاية الأهمية باعتبارها برهانًا صريحًا لموقع دبي كمدينة عالمية للموضة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تعتبر تكريسًا لمكانة دبي كوجهة عالمية لقطاع الفخامة، وعنوانًا عالميًا للموضة والجمال. وهي ترجمة لرؤية سموه حول تصدر الإمارات ودبي للمراتب الأولى في المجالات كافة، خصوصًا أن الحي يحتل مكانًا استراتيجيًا مهمًا في قلب دبي، قرب معبر الخليج التجاري الذي يزخر بالشركات التجارية والصروح الكبيرة التي باتت رموزًا لمدينة دبي، بشهرة عالمية يعرفها القاصي والداني، ولا شك في أن المشروع سيكون له أثر إيجابي كبير في قطاع التجزئة، كونه مخصصًا لقطاع الأزياء، التصميم والسلع الفاخرة الذي يزداد نموه اصلًا، لا سيما خلال السنوات القليلة التي مضت.

أوضح محمد عبدالجليل مصبح، الرئيس التنفيذي لمجموعة برزم المتخصصة في تجارة الهدايا والسلع الفاخرة، أن السوق الإماراتي يحظى بثقة المشتري، سواء كان مواطنًا أو مقيمًا أو سائحًا، لإدراكه أن السوق الإماراتي خال من أي بضائع مقلدة كغيره من الأسواق الأخرى في العديد من مدن العالم، مرجعًا ذلك للرقابة المحكمة التي تفرضها الحكومة على البضائع المستوردة وعلى الأسواق بوجه عام، بجانب كونها تحظى بثقة عملائها خاصة من الهيئات والمؤسسات والجهات الحكومية وغير الحكومية التي تحرص على شراء هدايا عالية الجودة.