قميص تغزله سلمى

قميص تغزله سلمى

قميص تغزله سلمى

 صوت الإمارات -

قميص تغزله سلمى

بقلم - سليمان جودة

عاشت الكاتبة سلمى قاسم جودة تكتب اسمها ثلاثيًّا، ربما عن رغبة خفية لديها فى أن تجعلنا نذكر أباها أحمد قاسم جودة.. وربما لأنها تريد اسمه حاضرًا فى حياتها باستمرار، إذا كان قد فاتها أن تراه جيدًا فى زمن الطفولة.

كان أبوها نجمًا فى نجوم الصحافة فى زمانه، وكان هو أول مَن نشر رواية ليوسف السباعى فى صحيفة عندما كان رئيسًا للتحرير، وحين رحل فى ١٩٦٥ كانت هى طفلة لا تزال تحبو، ومن يومها وهى تحاول تجميع ملامح صورته فى خيالها، فلا تنجح فى ذلك إلا قليلًا.

ومن بعد رحيله عاشت ترى صورته فى صورة «السباعى»، الذى كانت تعتبره أباها الروحى، وقد روّعها نبأ استشهاده فى قبرص ١٩٧٨، وكان رحيله بمثابة الفقد الثانى فى حياتها بعد فقد أبيها.وهى فى كتابها الجديد «نشوة رواية الحياة»، الصادر عن سلسلة كتاب اليوم، لا تفارق سيرة «السباعى» إلا لتعود إليها، وتصفه بأنه كان يأتى إلى أى مكان، بينما البهجة تصاحبه وتأتى معه، وكان لا يستقبل ضيفًا إلا ويبادره بكلمته المفضلة «أهلًا»، وكان لا ينشر شيئًا فى طريقه بقدر ما كان ينشر الطاقة الإيجابية أينما حلّ وتواجد.

ومن حُسن حظى أنى عرفت الدكتور أحمد الغندور، أستاذ الاقتصاد العظيم، الذى تزوج من ابنة يوسف السباعى، وكنت كلما زرته فى مكتبه فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حيث كان على رأسها عميدًا، أو فى مكتبه الخاص فى جاردن سيتى، راح يروى لى من جديد عن السباعى الأديب الفارس الذى لم تكن الابتسامة تفارق وجهه فى كل الأوقات.

ومن الطبيعى أن تكون ابنة أحمد قاسم جودة فى القلب من الوسط الصحفى الصاخب، وأن تتعرف بالتالى على الكثير من الأسماء الكبيرة فى حياتها، وقد كان إحسان عبدالقدوس فى المقدمة من هذه الأسماء الكبيرة.. ذات يوم، رأته، فأخبرها بأنه كتب قصة عنها، فلما سألته عن عنوانها دعاها إلى أن تقرأ ما كتب، وسوف تعرفها دون مساعدة منه، وقد عرفت هى القصة فعلًا، وكانت المفاجأة أنها عرفت نفسها من خلال تلك القصة، كما لم تعرفها من قبل.

ليس من الضرورى أن يرث الابن أباه فى موهبته، أيًّا كان نوع هذه الموهبة، ولكن سلمى ورثت عن أبيها القدرة على تذوق الكلمة، ثم القدرة على نقل ذلك إلى القارئ، ولا شىء أقوى عندها من المهارة فى السرد، فكأنها تنسج ثوبًا، بينما الخيوط فى يديها سهلة طيعة، أو كأنها «دنلوب»، التى عرفناها فى الأسطورة اليونانية، والتى كانت تجد متعة فى نسج فستان كان فى يديها، وهذا أيضًا ما تجده سلمى وهى تغزل الكلمات ببراعة ممتدة بين فصول الكتاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قميص تغزله سلمى قميص تغزله سلمى



GMT 16:55 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 16:53 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 16:51 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 16:48 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 16:43 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

معركة الاتحاد غير العادلة

GMT 16:40 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الأردن بين إيران وإسرائيل

GMT 16:38 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الصدر والحكيم والهوية المُركبة

GMT 16:33 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

إيران واستراتيجياتها وموقع فلسطين

GMT 16:55 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
 صوت الإمارات - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:46 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 صوت الإمارات - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 18:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 07:14 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيري يعود إلى الشرق الأوسط لدفع محادثات السلام

GMT 21:18 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عائلة تركية تتجول بين 26 دولة حول العالم بالدراجة الهوائية

GMT 03:08 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل وزارة الدفاع يستقبل مساعد وزير الدفاع الباكستاني

GMT 05:57 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

عبدالله مال الله يكشف أصعب لحظاته في الملاعب

GMT 18:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

"سانغ يونغ" تبدأ باختبار سيارات "Korando"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates