ذكاء يفوق الاحتمال
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

ذكاء يفوق الاحتمال

ذكاء يفوق الاحتمال

 صوت الإمارات -

ذكاء يفوق الاحتمال

بقلم - سوسن الأبطح

«السرقة» و«المراوغة»، هما ملح التطور، بالنسبة للشركات التكنولوجية؛ ومن دون هذين العنصرين الأساسيين لا يمكنها أن تتنافس، أو يتخطى بعضها بعضاً.

من يتابع برامج الذكاء الاصطناعي التي تقدم خدماتها المذهلة للجماهير العريضة، يلاحظ أنها خلال الأشهر الأخيرة، حققت توثبات هائلة. هكذا أصبحت الترجمة إلى العربية لا تقاس بما كانت عليه، والإجابات عن الاستفسارات وافية، واللغة المستخدمة مقبولة، وخفت الخوف من الخوض في بعض المواضيع الحساسة.

السرّ في التوليدية، حيث إن الآلات التي تمنح المعلومات باتت قادرة على القياس والتحليل والإتيان بنتائج أسرع من البرق. وكلما زادت كمية المعلومات، وتطورت قدرة البرامج على الاستنباط، أتتك بما هو أفضل.

وضع «إكس» خدمة «غروك» حديثاً، في خدمة الجميع، بعد أن كانت حكراً على فئة. يستطيع البرنامج، أن يجيب عن أسئلتك، يحول أي نص تقترحه إلى صورة، يركب لك بصرياً المشهد الذي تتمناه، يكتب لك قصة، يحلل معلومة. إنه الكائن السحري الذي يخرج من الفانوس ليحقق أحلامك. لكن لا شيء يأتي من عدم. وما يقدمه هو خلاصة ما جمعه، مما كتبه أمثالك، على مدى سنوات على الموقع، ومواقع أخرى يتعاون معها.

حين تسأله: «من أين تأتينا بالإجابات؟». لا ينكر «غروك» أنه استثمر في البيانات، ويدافع عن نفسه، بأن من لا يرغب، فما عليه سوى تغيير الإعدادات. أما المنشورات المفتوحة، فهي مباحة للجميع. أي إنه لتركيب لوحة، يقتطع يداً من هنا، ورأساً من فنان آخر، وفضاء من ثالث، ويفعل ما يشاء.

المعضلة ليست في أن البرامج الذكية، تحلل قدراً من البيانات وفيراً، لا يحدّه عقل إنسان، في لحظة من الثانية، وإنما في أنها تستفيد من أسئلتك، وتستدرجك لتجعلك تبوح بما لا يجوز أن تفعل، لأنك تشعر تجاه الآلة بشيء من الحميمية، أو أنك تتعامل مع كائن محايد، ولكنها ليست كذلك. حين يجيبك برنامج «تشات جي بي تي» عن سؤال، فهو غالباً ما ينهي كلامه بسؤالك عن رأيك في الموضوع؟ أو إذا كنت تعرف شيئاً آخر، قبل أن يختم بأنه موجود هنا لخدمتك.

ولما استفزني استدراجه المستمر، قلت له: «أنت تسأل كمن يعمل في جهاز مخابرات». أجاب بكل لياقة: «أنا أسال، كي أؤمّن لك خدمات أفضل في المرات المقبلة. وإن كنت تخشين على بياناتك، فما عليك سوى قراءة الفقرات الخاصة بالخصوصية لأخذ احتياطاتك».

هذه الحجج تشتكي منها المحاكم، التي تحاول الحد من نفوذ الشركات التكنولوجية الأخطبوطية، وتصطدم بالعبارات المنمقة المتحايلة نفسها.

قبل أيام أصدرت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية، تقريراً رسمياً، اتهمت فيه الشركات التقنية التسع الكبرى، مثل «غوغل» و«أمازون» و«ميتا» و«إكس»، بأنها تراقب، وتجمع بيانات مستخدميها، وتسرقها بهدف كسب المليارات كل سنة. ليس ذلك فحسب، بل إن الشركات غضت الطرف عن مستخدمين أطفالاً ومراهقين، وجمعت معلوماتهم واستفادت منها.

وبما أن الجميع يتهرب من مواجهة الحقيقة، فقد قالت اللجنة، إن الشركات «فشلت» في حذف البيانات واحتفظت بها لفترات طويلة جداً، كيلا تتهمها بارتكاب خطاياها عن سوء نية. لكن الشركات أيضاً تكذب، وتتحايل وتتهرب، بالطريقة نفسها التي تتبعها للتخلص من دفع الضرائب.

الذكاء الاصطناعي، بعضنا صار يعده رفيقه ومستشاره، ومترجمه، وحالّ مشكلاته. لذا فإن التطبيق الذي تلجأ إليه، يعرف عنك أكثر من أقرب الناس، الذين قد لا تسرّ لهم بكل ما يجول في خاطرك، وقد لا تسألهم عما تنوي فعله.

كنا نشتكي من المتاجرة بالمعلومات، والتلاعب السياسي وبث الفوضى الاجتماعية، وهذا أصبح من المسلمات، وخضعنا له خانعين، لكن الأمر بات دخولاً إلى حياتنا الحميمة، واختراقاً لخوالجنا، وما يدور في خواطرنا.

لكن، ماذا سيحدث، بعد أن تُعتمد البرامج الذكية بشكل واسع لكتابة النصوص الأدبية، وتدبيج المقالات، ورسم اللوحات الإبداعية، وسطر السيناريوهات السينمائية، وتركيب الصور، وتصميم الديكورات، وحل المسائل الحسابية المعقدة، ووضع المؤثرات الصوتية والبصرية، وتركيب مشاهد الأفلام، وقيادة السيارات. وتصير تفتح لنا الباب وتشغّل المكيف، وتسخن الطعام، ما إن نأمرها بذلك. أي إحباط سيسكننا، وأي شعور بالعجز واللاجدوى!

لوقت قريب جداً، كان الظن أن الآلة لا يمكن أن تبلغ ذكاء البشري وفطنته الإبداعية، لكن بعد شهور من القفزات المتوالية، بات علينا أن نفكّر جدياً بدور الإنسان الجديد، وكينونته ومغزى وجوده.

وباعتراف صديقنا الجديد «غروك»، فإن هذه الثورات التكنولوجية الكبرى، لا بد أنها ستتسبب في تحولات سياسية غير منظورة، بسبب فقدان عشرات الألوف أعمالهم، وتغير الديناميكيات الاقتصادية. ولن تبقى العمليات الانتخابية على ما هي عليه، بعد تحقق القدرة على تحليل البيانات، والتنبؤ بخيارات الناخبين المستقبلية.

ما سيأتي ليس من صنع البشر، وتحت سيطرة خططهم المحكمة، بل بفعل تدحرج سريع، تتسبب به التكنولوجيا في أكثر من مجال، وسيؤدي بالجميع إلى حيث لم نكن ننتظر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكاء يفوق الاحتمال ذكاء يفوق الاحتمال



GMT 11:13 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزير اللطافة والجدعنة!

GMT 11:10 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ضد قراءة نيتشه في الطائرة

GMT 11:07 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأساطيل والأباطيل

GMT 11:04 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 11:01 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 10:58 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم التالى مجددا!

GMT 10:55 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

للمرة الأولى يتباعد الشاطئان على المحيط

GMT 10:53 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لو ينتبه شباب المغرب

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates