التجربة السعودية
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

التجربة السعودية

التجربة السعودية

 صوت الإمارات -

التجربة السعودية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

ما دفع كثيرًا إلى هذا المقال كان مشهد الوجود السعودى فى مهرجان كان «السينمائى»، حيث كان سعى المملكة لكى تحتل مجالًا مرموقًا فى الخريطة العالمية لفن من الفنون، التى لم يكن متصورًا أن تأتى لها الرياض بكل ما فيها من أضواء ولمعان وبريق.

ومع ذلك فالحقيقة هى أن السعودية آخذة فى تنمية تاريخ فى الفن السينمائى بكل أبعاده الإنتاجية والفنية، وخلال فترة قصيرة كانت متواجدة فى مهرجان «مالمو للسينما العربية» فى السويد، وأكثر من هذا فإن السعودية أقامت مهرجاناتها السينمائية الخاصة، ومع كل مناسبة بات ظاهرًا أن الرصيد السعودى فى ازدياد.

ولعله لم تكن هناك مصادفة بين التواتر على الصعيد السينمائى، والفنى فى عمومه، ووجود السعودية فى مؤتمر «دافوس» للمنتدى الاقتصادى العالمى بثقل كبير يعكس مكانتها ووجودها بين الدول العشرين الأولى اقتصاديًّا فى العالم.

والحقيقة أنه لم يعد هناك مجال عالمى يتعلق بشؤون البشر لا تتواجد فيه السعودية، سواء تعلق بالثورات الرقمية أو ما لحقها من ثورات تكنولوجية، أو بأشكال الاقتصاد المختلفة، بما فيها السياحة والترفيه بأشكاله المختلفة. تغير العمران السعودى، وبات شاملًا للمملكة شرقها وغربها وشمالها وجنوبها، وبينما كانت «نيوم» قصة، فإنه كانت هناك قصص طويلة قبلها وبعدها. قبل عشر سنوات، لم يكن مثل ذلك شائعًا.

كانت الرواية الشائعة فى الإعلام العالمى عن السعودية أنها البلاد التى لا تقود فيها النساء السيارات؛ وتوجد فيها شرطة خاصة تتعامل مع ممارسة الأخلاق العامة. الآن تغيرت السعودية كثيرًا، بعد أن حدث فيها إصلاح جذرى يقترب من مفهوم الثورة الاجتماعية والاقتصادية، التى حررت الرجل والمرأة بقدر ما حررت الاقتصاد من النفط، مُحقِّقة تزايدًا مُطَّردًا فى نسبة السلع غير البترولية فى الصادرات السعودية.

ولعل التزايد الكبير فى دور الشباب فى المناصب القيادية العليا فى الدولة، وفى قيادة الصحوة الفكرية فى علاقة الدين بالدولة والمجتمع، لفت الأنظار إلى «التجربة السعودية»، الفريدة من نوعها بحكم النقطة التى انطلقت منها إلى النقطة التى وصلت إليها الآن، والمتخيل الوصول إليها قبل نهاية العقد الجارى.

والحقيقة أنه قبل عقد من السنين، لم توجد دولة عربية قدمت معجزة من أى نوع خلال العصر الحديث، فلم توجد داخل العالم العربى اليابان، ولا كوريا الجنوبية، ولا أى من النمور أو الفهود الدولية التى نعرفها.

الدولة العربية الوحيدة التى اقتربت من هذا كانت دولة الإمارات العربية المتحدة، التى خلقت من نموذج دبى تجربة نجحت فى الاقتراب من نموذج سنغافورة، وأن تصبح محط أنظار دول أخرى قريبة وصغيرة مثل قطر التى تحاول الاقتراب منها.

الغالبية العظمى من الدول العربية صارت بعد الاستقلال دولًا ريعية تعتمد على ريع منتج واحد هو النفط والغاز، أو مثل مصر تعتمد على حزمة صغيرة من المنتجات مثل النفط والسياحة وتحويلات العاملين فى الخارج وقناة السويس.

كان الجميع يعتمدون على منتج واحد، أو حزمة صغيرة من المنتجات، وعلى أكتافها قام عقد اجتماعى يقوم على رعاية الدولة العربية لمواطنيها مقابل القبول بنظم سياسية مركزية فى يد فرد أو أسرة أو حزب. وكانت النتيجة توازنًا سياسيًّا واقتصاديًّا مستقرًّا عند الحدود الدنيا، فلا هو يؤدى إلى المجاعة التى عرفتها إفريقيا، ولا هو يؤدى إلى الانطلاق والتفوق الذى عرفته آسيا.

هذا التصور السلبى فى عمومه، والمتواضع فى حدوده، لم يعد عاكسًا للحالة فى العديد من الدول العربية التى بات الإصلاح واحدًا من أهم ردود الفعل للثورات التى قامت فيها، والفوضى التى حلت، والحروب الأهلية التى اندلعت، وجميعها مشاهد وُلدت مع مطلع العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين.

ولكن مع مطلع العقد الثالث فإن الاتجاه الإصلاحى أخذ يثبت أقدامه فى عدد من الدول العربية، ذكرنا منها فى مقال سابق «التجربة الإماراتية» (المصرى اليوم ٢٢ مايو ٢٠٢٢)، التى باتت أكبر وأعلى من النفط، ولديها من الحيوية التجارية والتكنولوجية ما يضعها بالفعل فى مكانة «سنغافورة» الشرق الأوسط، وربما ما هو أكثر.

وكما ذكرت فى هذا المقام من قبل (٢٨ أكتوبر ٢٠١٨) فإن الإصلاح هو حالة وسط ما بين الثورة والمحافظة على الأوضاع على ما هى عليه. ثلاثتها- الإصلاح والثورة والمحافظة- لها علاقة بتغيير المجتمع.

الثوريون يريدونها طفرة كبيرة أو ما سماها «ماوتسى تونج» قفزة كبرى إلى الأمام؛ والمحافظون يرونها مسيرة إلى المجهول وتفجيرًا لطاقات قد تهدم المجتمع، وربما الدولة أيضًا، وحتى تعطى الفرصة لتدخلات أجنبية.

الإصلاحيون- على عكس هؤلاء وأولئك- يريدون التغيير بشدة لأنه جوهر الأمور والطبيعة والتاريخ، ولكنهم يريدونه محسوبًا ومتدرجًا، ويمكن تحمل ما يأتى به من مفاجآت، وما يتمخض عنه من آلام.

وربما لم تكن هناك مصادفة فى أنه فى النصف الثانى من العقد تولدت مجموعة من «الرؤى» العربية التى أخذت من منتصف العقد الثانى حتى نهاية العقد الثالث أو منتصف العقد الرابع حتى يحدث تحول نوعى فى طبيعة ومكانة الدولة العربية.

ولعله من الضرورى هنا أن نُبقى فى الذهن أن هناك فارقًا بين «التاريخ» و«الرؤية» و«الاستراتيجية»؛ الأول هو حالة من آلاف إن لم يكن ملايين المتغيرات المادية والمعنوية التى لا يملك الإنسان التحكم فيها؛ والثانية هى جهد إنسانى لاستشراف المستقبل والسعى للوصول إليه؛ والثالثة هى خطة لاستخدام وسائط بشرية ومادية للوصول إلى أهداف بعينها فى ظل حساب للفرص والمخاطر.

وفى النصف الثانى من العقد بدأت عمليات الإصلاح فى أكثر من دولة عربية شملت مصر والمغرب وتونس والأردن والبحرين؛ أما فى المملكة العربية السعودية فقد كانت أكثر توجهات الإصلاح إثارة لأنها جاءت فى دولة عميقة المحافظة، سلفية ووهابية المذهب، وتقليدية المسلك فى السياسات الداخلية والخارجية.

أفلتت السعودية من الثورات والانقلابات التى جرَت فى المنطقة خلال الخمسينيات والستينيات، كما لم تُصِبْها عواصف «الربيع» العربى المزعوم، ولكن قضية التغيير لم يعد ممكنًا تجنبها، وقد دخلت الدنيا كلها إلى القرن الواحد والعشرين.

«التجربة السعودية»، التى بدأت فى نفس وقت التجربة المصرية فى عام ٢٠١٥، ومثلها وضعت «رؤية ٢٠١٥- ٢٠٣٠»، تستحق الالتفات والدراسة بعد سبع سنوات من نقطة البداية، التى لم يكن فيها التغيير سهلًا ولا بسيطًا، بعد أن واجهته معارك الإرهاب والعنف والتهديد، ولحقت بها «جائحة الكورونا»، ومن بعدها انقلب العالم مع الغزو الروسى لأوكرانيا فى أسوأ أزمة دولية منذ نهاية الحرب الباردة.

لم يكن القدَر رحيمًا، ومع ذلك فإن امتداد جذور الإصلاح إلى أعماق المجتمع والدولة جعل الصمود ممكنًا، وأكثر من ذلك جعل استدامة التغيير متاحة. المؤكد أن السعودية لم تعد كما كانت، ولم تعد أكثر اقترابًا من عصرها، كما أصبحت اليوم، والتجربة هكذا تستحق الكثير من النظر فى التفاصيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التجربة السعودية التجربة السعودية



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates