لحظة تاريخية فارقة
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

لحظة تاريخية فارقة!

لحظة تاريخية فارقة!

 صوت الإمارات -

لحظة تاريخية فارقة

بقلم - عبد المنعم سعيد

هذا مقال من قبيل المغامرة الفكرية التى لا ينصح بها الأكثر حكمة، خاصة فى وسط ظلمات كثيفة من الأحداث، ومفرقعات حارقة من المفاجآت. الفرضية التى نطرحها هنا هى أنه من الجائز أن تكون الزيارة التى سوف يأتى بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ربما تكون فارقة فى تاريخ الشرق الأوسط. قبل أسبوعين فقط كان التشاؤم قد حل بالبشرية نتيجة الحروب الجارية دولية وإقليمية وأهلية؛ وفوق كل ذلك أن كل آليات الانضباط التى تحد من الحروب أو من آلامها قد ضعفت أو انفرطت، من أول نظام الأمم المتحدة وحتى توازنات القوى التى وسط الهالات السيبرانية المختلفة لم تعد مقنعة فى التعبير عن «الحقيقة». الأكثر خطورة أن التوازن الدولى بات معلقًا بشخصية رئيس الولايات المتحدة «دونالد ترامب»، ورغم أن دور الفرد فى التاريخ ليس دائمًا مستبعد من التقدير، فإن من وصفه من قبل أحد العاملين معه بأنه «مختل Unhinged» لن يكون من هؤلاء الذين ينتظمون فى هذه الصفوف. الأخطر أن دراسة التاريخ لم تعد كما كانت، فلم يعد من السهل بحث الوقائع الكثيرة واستخلاص أنماط منتظمة منها. مجلدات «إدوارد جيبون» (١٧٣٧-١٧٩٤) عن «صعود وسقوط الإمبراطورية الرومانية» لا يتواكب مع انفجار وثائق «ويكيليكس» وبزوغ ترامب وإيلون ماسك لتقليم أظافر الحكومة الفيدرالية الأمريكية بينما يغير التجارة العالمية، وهو يقصف الحوثيين فى اليمن. لقد احتاج جيبون عمره لكى يتعقب تاريخًا ممتدًا من عصر الجمهورية الرومانية تحت حكم «ماركوس أوريليوس» فى عام ١٨٠ بعد الميلاد وحتى دخل العثمانيون القسطنطينية - إسطنبول الآن - عام ١٤٥٣. كانت دراسة جيبون تحتوى على ما يزيد على ألف عام من الملاحظة التاريخية، ومن ثم قامت على تعقب الأحداث والوثائق، وحتى اللغات المختلفة للأمم التى تفاعلت غزوًا ودفاعًا مع الإمبراطورية الرومانية.

و كباحث، وبغض النظر عن الانتقادات الكثيرة للعمل الذى قرأته من قبل إبان النقاش والحوار الكثيف حول كتاب بول كينيدى «صعود وسقوط القوى العظمى ١٥٠٠-١٩٨٠» والذى صدر عام ١٩٨٧؛ فإنه بات مستحيلاً أن ننظر إلى التاريخ باعتباره جزءًا من الماضى الذى على «المؤرخين» القيام بالبحث والتنقيب فيه، إما عن القوانين المنظمة لحركته، أو البحث عن الحقيقة فيما جرى، أو لاستنطاق أحوال حاضرة بمعرفة جذورها، أو باختصار التعرف على ما يسمى «دروس الماضي». المشكلة دائمًا أن ذلك الماضى كان مجهولًا، وفى جزء من تاريخ البشرية لم تكن معلومة لغة الأقدمين، واحتاج الأمر أن نكتشف، أو يكتشف شامبليون لنا، حجر رشيد لكى نفك شفرة ثلاثة آلاف عام من تاريخ مصر. ولم تكن اللغة وحدها هى التى تقف حجر عثرة فى وجه فك الشفرات الماضية، ولكن العصور كلها كان لها دائمًا منطقها الخاص وملابساتها، حتى بدت مهمة «عقلنة» التاريخ مضنية، بل إنها كانت قابلة للإنكار فى أحوال كثيرة.

طال الحديث كثيرًا عن التاريخ، ولكن اللحظة الفارقة جاءت بها صحيفة «الجيروزاليم بوست» الإسرائيلية فى ٧ مايو ٢٠٢٥ لكى تقول، نقلًا عن «مسئول أمريكى: إذا لم تستيقظ إسرائيل، فإن الولايات المتحدة سوف تعقد الصفقة السعودية بدونها». «الصفقة السعودية» كان شائعًا الحديث فيها قبل ما جرى فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ التى جاءت لإحباطها، ومنع امتداد السلام العربي-الإسرائيلى إلى ما بعد الدول العربية الست التى وقعت معاهدات السلام مع الدولة العبرية. كان العالم العربى قد انقسم بين دول وجماعات وميليشيات «المقاومة والممانعة» التى، بتأييد إيران، قد دفعت بالعنف فى اتجاه وقف عملية تاريخية، لم يكن «السلام» وحده هدفها، وإنما البناء والتعمير والاستقرار الإقليمى الشامل للدول التى ظلت فريسة «الربيع العربي» بما فيه من تمزيق وحروب أهلية. وبعد ١٨ شهرًا من الحرب فإن المشهد الإقليمى شهد انكسارًا لجميع قوى المعسكر الإيرانى، وبلغ أشده بتدمير ٧٠٪ من غزة وقتل ٥٢ ألفًا من أهلها، وضعفهم من الجرحى، وإعلان ٥٠٪ ممن تبقوا أنهم لا يمانعون من الرحيل. حدث ذلك بينما تستعد إسرائيل لتوسيع نطاق الاحتلال الذى سوف يكون دائمًا؛ وبينما تشتبك الولايات المتحدة منذ ١٥ مارس مع الحوثيين فى اليمن، وتعقد مفاوضات نووية مع إيران فى نفس الوقت. وللعلم، فإن إسرائيل هى الأخرى لم تخرج من المواجهة سليمة؛ ولكن الطاقة الوحشية الدينية بلغت مبلغها فى السعى نحو لحظة فاشية يتراوح فيها القتل والمجاعة.

المشهد كان سوداويًا بكل المقاييس، ولكن فيما يبدو، ولأسباب كثيرة، فإن زيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية وقطر تحمل فى طياتها معادلة جديدة تقوم على صفقة يكون فيها السلام مقابل الاستثمار فى الولايات المتحدة. الاحتمال بدأ مع إعلان الرحلة، حيث قدم ترامب حديثًا عامًا يحمل مبادرة كبيرة وصفها بأنها «كبيرة» و«إيجابية» جدًا. ورغم الدهشة، فإن بعضًا من المصداقية أتى مع إعلان عمان اتفاق الطرفين الأمريكى والحوثى على وقف إطلاق النار؛ ولم يغب عن البال أن إسرائيل لم يشملها الإعلان. فى الواقع، فإن قيام عمان بمهمة الإعلان كان مقصودًا أن تترك لكل طرف أن يعلن الخبر بطريقته، فأعلن ترامب «استسلام» الحوثيين، وأنهم من الآن فصاعدًا لن يعتدوا لا على السفن الأمريكية ولا سفن التجارة الدولية. الحوثيون من جانبهم أكدوا على ذلك، مع استمرار قصف السفن الإسرائيلية. كان ذلك نقطة البداية فى سلسلة من الإعلانات التى تمهد لأمور تصب فى اتجاه المبادرة الإيجابية التى بشر بها ترامب.

كان لافتًا للنظر أن إيران رحبت بوقف إطلاق النار؛ وثانيًا أن طهران مع واشنطن أعلنا سويًا أن المفاوضات بينهما تسير، هى الأخرى، فى طريق إيجابى، وزادت واشنطن على ذلك أن الاتفاق الذى يمنع إيران من امتلاك السلاح النووى، سوف يقدم لدمج إيران فى الاقتصاد العالمي؛ أى رفع العقوبات الاقتصادية عنها. الجبهة الإيرانية هكذا باتت آخذة فى الهدوء، وفى غيبة إسرائيل مرة أخرى؛ وجاءت الغيبة الثالثة عندما بدأت الأنباء فى التوالى عن هدنة محتملة فى غزة يجرى فيها تبادل المحتجزين والأسرى مع توقف لإطلاق النار. وبعدها مبادرة أمريكية تبدأ بحاكم أمريكى لقطاع غزة مع حكومة تكنوقراطية فلسطينية، حيث لا مكان فيها لا لحماس ولا للسلطة الوطنية، مع احتمالات مشاركة عدد من الدول فى إدارة القطاع. إسرائيل دخلت فى نوبة عصبية قوامها أنها سوف تبقى فى الأماكن التى تسيطر عليها - أى أنها لن تتوسع - ولكنها سوف تستمر أيضًا فى تشجيع الفلسطينيين على الخروج من القطاع. الصيحة التى أعلنتها «جيروزاليم بوست» بدعوة إسرائيل للاستيقاظ، تشير إلى أن الولايات المتحدة إنما تعيد ترتيب منطقة الشرق الأوسط لمصلحة واشنطن؛ وبعد ذلك يمكن لإسرائيل أن تركب الركب أو أن تواجه العالم كله. التاريخ سوف يحتاج الكثير من البحث فى أصل التغيرات، ولكن فى اللحظة الراهنة، فإن الحكمة السياسية مطلوبة للتعامل مع واقع يتغير بما لا يُصدق!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظة تاريخية فارقة لحظة تاريخية فارقة



GMT 11:13 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزير اللطافة والجدعنة!

GMT 11:10 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ضد قراءة نيتشه في الطائرة

GMT 11:07 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأساطيل والأباطيل

GMT 11:04 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 11:01 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 10:58 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم التالى مجددا!

GMT 10:55 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

للمرة الأولى يتباعد الشاطئان على المحيط

GMT 10:53 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لو ينتبه شباب المغرب

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates