أحمد زويل فى ذكراه
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

أحمد زويل فى ذكراه

أحمد زويل فى ذكراه

 صوت الإمارات -

أحمد زويل فى ذكراه

بقلم:مصطفى الفقي

 

أكثر ما كتبت عنه وما أحب ما أشرت إليه، إنه أيقونة جيلى وشعاع الضوء فى ظل الشحوب العلمى والانزواء الفكري، وقد حصل على نوبل لكى تكون هدية للشعب المصرى الذى خرج منه والوطن الكبير الذى انتمى إليه، وتذكرت أن هذه الأيام هى الذكرى الثامنة لرحيله من سطور الوفاء وكلمات الرثاء التى سطرها الصديق المشترك وهو أيضًا أيقونة فى عالم الفكر والشعر وأعنى به الأستاذ فاروق جويدة، وتذكرت على الفور جلستنا الأخيرة زويل وجويدة وكاتب هذه السطور على مقهى الفيشاوى فى حى الحسين فى قلب القاهرة منذ أكثر من عقدين من الزمان ونحن نلوك الذكريات ونتحدث عن الماضى باعتبارنا أبناء محافظة واحدة ورفاق زمنٍ فى الدراسة حتى وإن اختلفت الفصول والمدارس ولكنها فى ظل محافظة منجبة هى البحيرة التى أهدت للوطن محمد عبده من مركز شبراخيت وتوفيق الحكيم من مركز دمنهور ونجيب محفوظ من مركز رشيد، وهى المحافظة التى عانقت الأزهر الشريف عبر تاريخها الطويل واقترابها من المسجد الأحمدى فى طنطا قبل أن يكون فى دمنهور معهد دينى مستقل، أعود لزويل لمكانته المتفردة وقيمته السامقة ومحاولاته إصلاح التعليم ودفع البحث العلمى المصرى إلى آفاق عصرية ولاتزال أصداء كلماته فى لقاءاتنا الطويلة عبر السنين تصك مسامعى وتوقظ فى أعماقى أملاً لن يموت، فمصر الولادة صاحبة الأرض المنجبة سوف تظل دائمًا تتدفق بنفحات من أصحاب المعرفة حاملى شحنات العلم وومضات أنوار العرفان، إنها مصر الفرعونية اليونانية الرومانية الإسلامية المسيحية ملتقى الحضارات ومجمع الثقافات وحاملة السراج المنير فى دياجير الظلام عبر القرون، وهى البلد العظيم الذى واجه أشرس أنواع التحدى وأكبر محاولات التضييق حقدًا عليها، ولكنها بقيت دائمًا صامدة تدفع بقوافل يقودها أمثال زويل فى العصور الصعبة والأزمنة المأزومة والظروف المعقدة.

إن أحمد زويل النابغة والعالم الفذ كاد يطرق أبواب نوبل الثانية بعد الأولى ثم اختطفته يد المنون فأدمى القلوب وانتزع صفحة مضيئة من روتين حياتنا الذى يكرر نفسه كل حين، إنه أحمد زويل حفيد الفراعنة وامتداد علماء كبار كابن حيان والحسن بن الهيثم، وبهذه المناسبة أتذكر أنه قد دعانى فى سنوات عمره الأخيرة لحضور محاضرة علمية جامعة له فى العاصمة الألمانية برلين وكانت عن عالم الضوء ابن الهيثم وتأثيره الضخم فى البناء العلمى والحضارى للفيزياء والكيمياء فى الحضارة العربية الإسلامية وامتدادها فى الحضارة الأوروبية المسيحية، ولقد تميز أحمد زويل بطموح لا حدود له تجاوز فيه الميدان العلمى والأفق الثقافى لكى يطرق نوافذ الإصلاح السياسى، وكان يمكن أن يصبح إلهامًا تاريخيًا للنهضة المصرية مثلما كان اينشتاين مفخرة أمام دعاة المسألة اليهودية، ولذلك واجه زويل سهامًا يرشقه بها أنصار حزب أعداء النجاح كما كان يسميهم الراحل مفيد فوزى وغيرهم ممن يتوهمون أن زويل قد جاء ليسرق الجوهرة ويجرى بها بعيدًا، بينما الكنانة أرسخ وأعمق وأقوى من الأحداث العابرة والظروف القاهرة، وعندما كنت مديرًا لمكتبة الإسكندرية فاجأتنى زوجته السورية الفاضلة ديما الفحام ابنة الوزير السورى والعالم اللغوى ورئيس مجمع دمشق الأسبق بتنفيذ وصية زوجها العالم الراحل الذى أوصى بمكتبته لكى تكون جزءًا من مكتبة الإسكندرية التى كانت أثيرة لديه غالية عليه فهو خريج جامعة الإسكندرية وكان يسعد دائمًا بإحياء مكتبتها العظمى على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وقد صممت قرينة الراحل الكبير بأن تتحمل نفقات شحن مكتبته من أمريكا إلى مصر تقديرًا للوطن الذى أنجب تلك القامة العالية فى شموخ وكبرياء يضع أحمد زويل على قمة القائمة المضيئة من علمائنا الأفذاذ، وسوف أظل أشعر بالتقصير كلما تلقيت اتصالاً هاتفيًا من أختى العزيزة شقيقته السيدة نانا زويل وهى تتحدث عن أخيها العظيم ودوره الكبير وتتذكر معاصريه وأصدقاءه بالعرفان دائمًا والأسف أحيانًا، فالنفس البشرية متقلبة ولا تمضى على وتيرة واحدة كما أن الأحياء ينكرون أحيانًا فضل الراحلين وقيمة من قدموا لأوطانهم أغلى ما يملكون علمًا وفكرًا، ثقافة ورؤية، نصيحة ورشدًا.. سوف يبقى زويل فى ضميرى شخصيًا تراثًا باقيًا وضوءًا متألقًا لا يخبو نوره أبدًا، ولا أزال أتذكر مشاعره الوطنية فى أثناء ثورة 25 يناير وما بعدها وكيف كانت دقات قلبه تتحرك صعودًا وهبوطًا مع ترمومتر الحياة السياسية فى تلك السنوات الصاخبة من تاريخنا المعاصر.

طبت أيها الصديق والرفيق حيًا وميتًا، إن اعتزازنا بك راحلاً لا يقل عنه فى وجودك مقيمًا، فلقد تسللت إلى العقول والقلوب بتواضعك الزائد ورغبتك الدائمة فى الدفع بالوطن إلى مدارج العلم وأجواء المعرفة ولن تنساك مصر ولا البحث العلمى فيها ولا أبناؤها فى الداخل والمهجر قطبًا تعلقت به الأجيال وتبارى الشباب فى حضور لقاءاته الفكرية والعلمية فى دار الأوبرا المصرية وخارجها، أما أنا وفاروق جويدة وغيرنا الآلاف فإننا نفتقد طلتك الباسمة وروح الأمل المتجدد الذى كنت تبثه فى أرجاء وطننا.. وسوف تبقى ذكراك تدفع بمعارف ابن حيان، وأضواء ابن الهيثم، وأمجاد أجدادك الفراعنة!

* نقلا عن " الأهرام "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمد زويل فى ذكراه أحمد زويل فى ذكراه



GMT 11:13 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزير اللطافة والجدعنة!

GMT 11:10 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ضد قراءة نيتشه في الطائرة

GMT 11:07 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأساطيل والأباطيل

GMT 11:04 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 11:01 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 10:58 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم التالى مجددا!

GMT 10:55 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

للمرة الأولى يتباعد الشاطئان على المحيط

GMT 10:53 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لو ينتبه شباب المغرب

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates