عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة
آخر تحديث 13:48:37 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يصنعن الجمال لنساء المجتمعات المخملية ونجمات الفن بأياد بائسة

عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة

زيوت الأركان في المغرب
حاحا - سعيد بونوار

تعاني عاملات زيوت الأركان في المغرب من الفقر وسوء أحوال المعيشة، رغم أن أميرات ونساء المجتمعات المخملية ونجمات الفن والتلفزيون وعارضات أزياء وملكات جمال يُسارعن إلى الاستفادة من زيوت الأركان التي باتت من أهم مكونات صناعة الجمال والنضارة. ولا تملك هذه الفئة ذهبًا، ولا تخفي أراضيهن بترولاً، ومع ذلك هن نساء ثريات بمنطق الاستغلال وفقيرات بسلطة الاحتكار، يصنعن بأناملهن عروش الجمال والصحة، ويقدمن على أطباق خشبية أكاليل الثروة لمؤسسات عالمية لا ترى غير رميهن بالقليل من المال نظير ساعات شقاء في أرض جرداء تمنح ثمار الأركان التي باتت أغلى منتج طبيعي للجمال والصحة في العالم.
وتلهث نساء الطبقة الراقية، وراء حلم الصحة والجمال التي توفرها زيوت الأركان، ويدفعن الأموال الطائلة نظير التمتع بصحة طبيعية تنأى عن المكونات الكيميائية، ولا يعرفن أن وراء زيوت الأركان ومستخلصاتها نساء بئيسات يعانين في صمت، وغير مدركات أن ما تنتجه أياديهن يُباع بالملايين.
وفور أن تغادر مدينة آسفي في اتجاه أغادير، وهي المنطقة المسماة بـ"حاحا"، تتراءى أمامك أشجار تبدو كما لو أنها غريبة في الشكل، وإذا كانت ظروف الحياة قد دفعتك إلى أن تتعرف على طبيعة بلدان في القارات الخمس، فإنك لن تجد مثيلاً لهذه الأشجار إلا في أرض المغرب، إنها شجرة الأركان التي شاءت الأقدار الربانية ألا تنبت إلا في المغرب، وهي نبات اسمه العلمي Argania spinosa، وتستعمل زيوته بطريقة خاصة في أغراض التغذية والتجميل وبعض العلاجات الطبية، وتصنف كأغلى الزيوت في العالم.
وقد سارعت كبريات الشركات إلى بناء وحدات صناعية مصغرة لشراء الزيوت المستخلصة وتصديرها إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وإعادة وضعها في قارورات مزينة وطرحها للبيع، حيث تحقق مداخيل خيالية بالنظر إلى غناها، فمنها ما يقدم على أساس زيوت عطرية للنضارة ومحاربة التجاعيد وتقوية الشعر، وأخرى للصحة وامتلاك أوزان، والغريب أن بقايا ثمار النبتة تذهب إلى صناعة الأعلاف للماشية، ذلك أن أكبر المختبرات الطبية في العالم لا تكف عن طرح دراسات موثقة تؤكد غنى هذا المنتج الطبيعي.
ودفعت الأقدار نساء الأركان الأميات إلى دخول هذه الوحدات لإعالة أسرهن، والعمل لساعات على تكسير نوى شجرة الأركان لفصل النواة عن القشور، وقليها بطرق تقليدية، ثم طحنها باعتماد رحى عتيقة لاستخلاص الزيوت، تأتي العملية بعد ساعات أخرى يمضينها في جني ثمار الأركان، فيما تتطلب الدورة العملية قوة بدنية وتركيزًا والجلوس على الأرض لساعات، والنتيجة أجرة يومية لا تتعدى الـ20درهمًا مغربيًا يوميًا ( ما يعادل حوالي دولارين).
وتروي المغربية عائشة، لـ"العرب اليوم" معاناتها قائلة، "لنتمكن من مواجهة أعباء الحياة، نعمل في إطار أسرة، إذ نتولى القيام بكل محطات استخراج الزيوت، فالأم تتولى طحن الرحى لإكتسابها التجربة منذ عقود، وأخواتي الصغيرات يقمن بفصل النواة عن القشرة، وأنا أتولى قلي النواة في الفرن التقليدي، مسار شاق يبدأ من طلوع الفجر وحتى المغرب، وعلينا الانتهاء من الكميات المرصودة لنا في الوقت المحدد".
وتقول فاطنة (متزوجة وأم لأربعة أطفال)، "نحن في منطقة لا زرع فيها، وزوجي عاطل عن العمل، وبالكاد يتولى رعي الماعز الذي نملكه، وأجد نفسي في هذه الظروف المعيشية الصعبة مدعوة إلى التكفل بأمور البيت، وأنا أعمل يوميًا في وحدات إنتاج زيوت الأركان، أعاني من آلام الظهر ومن الروماتيزم بفعل الجلوس لمدة طويلة على الأرض الباردة"، في حين تضيف امباركة، "نحن ممنوعات من العطلات، ومن أي حقوق تشغيل يمكن أن تتصورها، ومحرومات أيضًا من طلب يوم إجازة، فعدم العمل معناه فقدان المهنة".
وتدرك نساء الأركان أنهن يقدمن منتجًا طبيعيًا يزداد الإقبال عليه يومًا بعد يوم، ويجهلن أن غالي الثمن، ومع ذلك فلا يصل إليهن إلا فتات، أشبه بقطعة خبز جاف

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ صوت الإمارات
المخرجة اللبنانية نادين لبكي باتت حديث الجمهور خلال الساعات الماضية بعد أن تم اختيارها لتكون عضوا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لنسخة مهرجان كام السينمائي الـ77، والتي ستقام ما بين 14 و25 مايو القادم، وذلك بعد أن سبق لنادين لبكي وقد شاركت كعضو في لجنة تحكيم في مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقة "نظرة ما" عام 2015، وبمجرد أن تم الإعلان عن الخبر حرص جمهور نادين لبكي على تسليط الضوء على أجمل إطلالاتها التي ظهرت بها في بعض المهرجانات الفنية والتي تميزت بالبساطة والرقي في كل مرة. نادين لبكي سبق وقد ظهرت في إحدى الفعاليات الفنية بأحد المهرجانات مؤخرًا وهي مرتدية فستان باللون الأسود الذي يبدو وأنها تعشق الظهور به باستمرار، وجاء الفستان طويلًا ومجسمًا وبصيحة الكب، مع فتحات عند منطقة الخصر، وانسدل الفستان مريحًا بداية من تلك المنطقة�...المزيد

GMT 01:56 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

عبايات باللون الأزرق لموضة موسم ربيع 2016

GMT 09:53 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

أميركا تراقب حسابات التواصل الاجتماعي لطالبي اللجوء لديها

GMT 20:30 2013 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

وليدة الانتظار

GMT 02:10 2015 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

منتجع تزلج يفتتح كنيسة مبنية من الثلج في فنلندا

GMT 11:03 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

الفنانة منة فضالي تبدي حماسها لمشاهدة فيلم "الخلية"

GMT 08:02 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

الـ"فيفا" يعلن مباريات تصفيات كأس العرب "قطر 2021"

GMT 03:10 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"تراث الإمارات" يختتم مشاركته النوعية في "الشارقة للكتاب"

GMT 10:34 2019 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

رسميًا إنتر ميلان يُجدد عقد رانوكيا

GMT 13:04 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

لبنى أحمد توضح رموز تعليقات أشجار الفاكهة في علم الفنغ شوي

GMT 21:37 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

سالمين خميس سعيد بوصول فريقه لقبل النهائي الكأس

GMT 21:07 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

بذرة الكتان وعلاج حصوات المراره
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates